
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إن كنـت أزمعـت علـى المسـير
فلا تفكـــي ربقـــة الأســـير
فليــس فــي قلـبي ولا ضـميري
إلا رضــاك فاعـدلي أو جـوري
ولوعـــتي تضــمن عــن زفيــري
غنـاك عـن زجر حداة العير
يـا حبـذا مـن العيـون الحور
جنايــة الفتــون والفتــور
بأســهم أمضــى مــن المقـدور
ترشــقنا مـن خلـل الخـدور
وأنــت يــا مقتحـم التغريـر
فـي لجـة التغليـس والتهجير
ومـــدمن الـــرواح والبكــور
ثـالث عـودي سـرجه والكـور
علـــى قلاص كالقطــا النفــور
لاصــقة البطــون بــالظهور
كأنمــا قــدت مـن السـيور
ضــوامراً أخفــى مــن الضـمير
وقــف علـى الأنجـاد والتغـوير
تمــد أشــباح رقــاب صـور
مــدك بالأشــطان نحـو الـبير
أو ألفــات بــن عــن سـطور
بلــغ بلغـت غايـة السـرور
شـكواي مـن دهـري إلـى الأميـر
الأفضــل بيـن الأفضـل الـوزير
نجم الهدى ذي السؤدد الخطير
وابـن سـليم ذي الثنـا الأثيـر
والثـم ثـرى جنابه المعمور
وقـل لـه يـا طلعـة البشير
وافــت عقيــب طلعــة النـذير
ويـــا نســيم الروضــة المطيــر
ويـا مطيـل الأمل القصير
ومعــوز المشــبه والنظيــر
عنـد اشـتباه الحـل والتدبير
أو ســد مفتــوح مــن الثغـور
أو طلـــب لناقـــد بصــير
يصــــلح للعيـــر وللنفيـــر
إن طــرق الــدهر بعنقفيـر
تطــول فيـه حيـرة المشـير
اســمع رغـاء البـازل العقيـر
حمــل مــا زاد علــى التقـدير
فــارتفعت شقشـقة الهـدير
واشــتبه الزئيــر بـالهرير
أصــبحت أشــكو قلـة النصـير
كمصـــحف يقـــرن بـــالطنبور
وصــاهل يعـرض فـي الحميـر
عـــوارض تعــرض فــي أمــوري
تأمر في المكروه في تاموري
قــد جــردت عـودي مـن القشـور
والحـر قد يغضي عن الكبير
مخافــة الشــكوى بلا تـأثير
فــــامنن وقيــــت طــــارق
بنظــرة فــي هـذه الأمـور
واغضـب وقـل يـا نار غيظي فوري
ويــا ســماء العــزم لا تمـوري
ويـا نجـوم القذف لا تغوري
حــتى أقــر عيـن مسـتحير
لا بــل أذود الضـيم عـن خفيـري
وأحمــل الهــدي عــن المحــذور
فـإن أجر المنسك المبرور
فـي الحلق والتقصير في التقصير
فقــل لأيـامي قعـي وطيـري
أســقطني العـزم علـى خـبير
أســندني الحــزم إلـى ثـبير
فــابق تهـن آخـر الـدهور
فــي قــادم الأعيــاد والشـهور
بالســيف والمنــبر والســرير
ذا خـــاطر ونــاظر قريــر
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.