
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَسـيتُ وَمـا أَنسـى عِتابـاً عَلى الصِدِّ
وَلا خَفَــراً زادَت بِــهِ حُمــرَةُ الخَـدِّ
وَلا لَيلَــــةً قَصــــَّرتُها بِقَصـــورَةٍ
أَطـالَت يَـدي فـي جيدِها صُحبَةَ العِقدِ
وَمَــن لـي بِيَـومٍ مِثـلِ يَـومٍ كَرِهتُـهُ
قَرُبـتُ بِـهِ عِنـدَ الـوَداعِ مِـنَ البُعدِ
وَأَن لا يَخُــصُّ الفَقــدُ شـَيئاً فَـإِنَّني
فَقَـدتُ فَلَـم أَفقِـد دُمـوعي وَلا وَجـدي
تَمَـــنٍّ يَلَـــذُّ المُســتَهامُ بِمِثلِــهِ
وَإِن كــانَ لا يُغنـي فَـتيلاً وَلا يُجـدي
وَغَيـظٌ عَلـى الأَيّامِ كَالنارِ في الحَشا
وَلَكِنَّــهُ غَيــظُ الأَســيرِ عَلـى القِـدِّ
فَإِمّـــا تَرينــي لا أُقيــمُ بِبَلــدَةٍ
فَآفَـةِ غِمـدي فـي دُلـوقي وَفـي حَـدّي
يَحُـلُّ القَنـا يَـومَ الطِعـانِ بِعَقـوَتي
فَـــأَحرِمُهُ عِرضــي وَأُطعِمُــهُ جِلــدي
تُبَـــدِّلِ أَيّــامي وَعَيشــي وَمَنزِلــي
نَجـائِبُ لا يُفكِـرنَ فـي النَحسِ وَالسَعدِ
وَأَوجُـــهُ فِتيــانٍ حَيــاءً تَلَثَّمــوا
عَلَيهِـنَّ لا خَوفـاً مِـنَ الحَـرِّ وَالبَـردِ
وَلَيـسَ حَيـاءُ الـوَجهِ في الذِئبِ شيمَةً
وَلَكِنَّــهُ مِــن شــيمَةِ الأَسـَدِ الـوَردِ
إِذا لَــم تُجِزهُــم دارَ قَــومٍ مَـوَدَّةٌ
أَجـازَ القَنـا وَالخَـوفُ خَيرٌ مِنَ الوُدِّ
يَحيـدونَ عَـن هَـزلِ المُلوكِ إِلى الَّذي
تَـوَفَّرَ مِـن بَيـنَ المُلـوكِ عَلـى الجِدِّ
وَمَـن يَصـحَبِ اِسـمَ اِبـنِ العَميدِ مُحَمَّدٍ
يَســِر بَيـنَ أَنيـابِ الأَسـاوِدِ وَالأُسـدِ
يَمُــرُّ مِــنَ الســُمِّ الــوَحِيِّ بِعـاجِزٍ
وَيَعبُــرُ مِــن أَفــواهِهِنَّ عَلــى دُردِ
كَفانـا الرَبيـعُ العيـسَ مِـن بَرَكاتِهِ
فَجـاءَتهُ لَـم تَسـمَع حُداءً سِوى الرَعدِ
إِذا مـا اِسـتَجَبنَ المـاءَ يَعرِضُ نَفسَهُ
كَرِعـنَ بِسـَبتٍ فـي إِنـاءٍ مِـنَ الـوَردِ
كَأَنّــا أَرادَت شــُكرَنا الأَرضُ عِنــدَهُ
فَلَـم يُخلِنـا جَـوٌّ هَبَطنـاهُ مِـن رِفـدِ
لَنـا مَـذهَبُ العُبّـادِ فـي تَـركِ غَيرِهِ
وَإِتيــانِهِ نَبغـي الرَغـائِبَ بِالزُهـدِ
رَجَونـا الَّـذي يَرجـونَ فـي كُـلِّ جَنَّـةٍ
بِأَرجـانِ حَتّـى مـا يَإِسـنا مِنَ الخُلدِ
تَعَـــرَّضُ لِلـــزُوّارِ أَعنــاقُ خَيلِــهِ
تَعَــرُّضَ وَحــشٍ خائِفــاتٍ مِـنَ الطَـردِ
وَتَلقــى نَواصـيها المَنايـا مُشـيحَةً
وُرودَ قَطــاً صــُمٍّ تَشــايَحنَ فـي وِردِ
وَتَنســُبُ أَفعــالُ الســُيوفِ نُفوسـَها
إِلَيـهِ وَيَنسـُبنَ السـُيوفَ إِلـى الهِندِ
إِذا الشـُرَفاءُ الـبيضُ مَتّـوا بِقَتـوِهِ
أَتــى نَســَبٌ أَعلـى مِـنَ الأَبِ وَالجَـدِّ
فَـتىً فـاتَتِ العَـدوى مِنَ الناسِ عَينُهُ
فَمـا أَرمَـدَت أَجفـانَهُ كَـثرَةُ الرُمـدِ
وَخــالَفَهُم خَلقــاً وَخُلقــاً وَمَوضـِعاً
فَقَـد جَـلَّ أَن يَعـدى بِشـَيءٍ وَأَن يُعدي
يُغَيِّـرُ أَلـوانَ اللَيـالي عَلـى العِدى
بِمَنشـورَةِ الرايـاتِ مَنصـورَةِ الجُنـدِ
إِذا اِرتَقَبـوا صـُبحاً رَأَوا قَبلَ ضَوإِهِ
كَتـائِبَ لا يَـردِ الصـَباحُ كَمـا تَـردي
وَمَبثوثَــــةً لا تُتَّقــــى بِطَليعَـــةٍ
وَلا يُحتَمــى مِنهــا بِغَــورٍ وَلا نَجـدِ
يَغُصــنَ إِذا مــا عُـدنَ فـي مُتَفاقِـدٍ
مِـنَ الكُـثرِ غـانٍ بِالعَبيدِ عَنِ الحَشدِ
حَثَــت كُــلُّ أَرضٍ تُربَــةً فـي غُبـارِهِ
فَهُــنَّ عَلَيـهِ كَـالطَرائِقِ فـي البُـردِ
فَـإِن يَكُـنِ المَهـدِيُّ مَـن بـانَ هَـديُهُ
فَهَـذا وَإِلّا فَالهُـدى ذا فَمـا المَهدي
يُعَلِّلُنـا هَـذا الزَمـانُ بِـذا الوَعـدِ
وَيَخـدَعُ عَمّـا فـي يَـدَيهِ مِـنَ النَقـدِ
هَـلِ الخَيـرُ شـَيءٌ لَيـسَ بِالخَيرِ غائِبٌ
أَمِ الرُشـدُ شـَيءٌ غـائِبٌ لَيـسَ بِالرُشدِ
أَأَحـــزَمَ ذي لُــبٍّ وَأَكــرَمَ ذي يَــدٍ
وَأَشــجَعَ ذي قَلــبٍ وَأَرحَــمَ ذي كِبـدِ
وَأَحســـَنَ مُعتَـــمٍّ جُلوســاً وَرِكبَــةً
عَلى المِنبَرِ العالي أَوِ الفَرَسِ النَهدِ
تَفَضــَّلَتِ الأَيّــامُ بِــالجَمعِ بَينَنــا
فَلَمّـا حَمِـدنا لَـم تُدِمنا عَلى الحَمدِ
جَعَلـــنَ وَداعـــي واحِــداً لِثَلاثَــةٍ
جَمالِــكَ وَالعِلــمِ المُبَـرِّحِ وَالمَجـدِ
وَقَـد كُنـتُ أَدرَكـتُ المُنـى غَيرَ أَنَّني
يُعَيِّرُنــي أَهلــي بِإِدراكِهــا وَحـدي
وَكُــلُّ شــَريكٍ فـي السـُرورِ بِمُصـبَحي
أَرى بَعـدَهُ مَـن لا يَـرى مِثلَـهُ بَعـدي
فَجُــد لــي بِقَلـبٍ إِن رَحَلـتُ فَـإِنَّني
مُخَلِّـفُ قَلـبي عِنـدَ مَـن فَضـلُهُ عِنـدي
وَلَــو فـارَقَت نَفسـي إِلَيـكَ حَياتَهـا
لَقُلـتُ أَصـابَت غَيـرَ مَذمومَـةِ العَهـدِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.