
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنّــي لَأَعلَــمُ وَاللَــبيبُ خَــبيرُ
أَنَّ الحَيــاةَ وَإِن حَرَصــتَ غُــرورُ
وَرَأَيــتُ كُلّاً مــا يُعَلِّــلُ نَفســَهُ
بِتَعِلَّــةٍ وَإِلــى الفَنــاءِ يَصـيرُ
أَمُجــاوِرَ الـديماسِ رَهـنَ قَـرارَةٍ
فيهــا الضـِياءُ بِـوَجهِهِ وَالنـورُ
ما كُنتُ أَحسَبُ قَبلَ دَفنِكَ في الثَرى
أَنَّ الكَـواكِبَ فـي التُـرابِ تَغـورُ
مـا كُنـتُ آمُـلُ قَبلَ نَعشِكَ أَن أَرى
رَضـوى عَلـى أَيـدي الرِجـالِ تَسيرُ
خَرَجــوا بِــهِ وَلِكُـلِّ بـاكٍ خَلفَـهُ
صــَعَقاتُ موســى يَـومَ دُكَّ الطـورُ
وَالشـَمسُ فـي كَبِـدِ السَماءِ مَريضَةٌ
وَالأَرضُ واجِفَـــةٌ تَكـــادُ تَمــورُ
وَحَفيــفُ أَجنِحَــةِ المَلائِكِ حَــولُهُ
وَعُيــونُ أَهــلِ اللاذِقِيَّــةِ صــورُ
حَتّــى أَتَـوا جَـدَثاً كَـأَنَّ ضـَريحَهُ
فــي قَلــبِ كُــلِّ مُوَحِّــدٍ مَحفـورُ
بِمُــزَوَّدٍ كَفَـنَ البِلـى مِـن مُلكِـهِ
مُغــفٍ وَإِثمِــدُ عَينِــهِ الكـافورُ
فيـهِ الفَصـاحَةُ وَالسَماحَةُ وَالتُقى
وَالبَـأسُ أَجمَـعُ وَالحِجـى وَالخَيـرُ
كَفَــلَ الثَنـاءُ لَـهُ بِـرَدِّ حَيـاتِهِ
لَمّــا اِنطَــوى فَكَــأَنَّهُ مَنشــورُ
وَكَأَنَّمـا عيسـى اِبـنُ مَريَـمَ ذِكرُهُ
وَكَــأَنَّ عــازَرَ شَخصــُهُ المَقبـورُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.