
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلِمَّـا عَلَـى رَبْـعٍ بِـذَاتِ المَزَاهِرِ
مُقِيــمٍ كَــأَخْلَاقِ العَبَـاءَةِ دَاثِـرِ
تُرَاوِحُـهُ الأَرْوَاحُ قَـدْ سـَارَ أَهْلُـهُ
وَمَـا هُـوَ عَـنْ حَـيِّ القَنانِ بِسَائِرِ
وَنَـارٍ قُبَيْـلَ الصُّبْحِ بادَرْتُ قَدْحَها
حَيَـا النَّـارِ قَدْ أَوْقَدْتُها لِمُسَافِرِ
فَلَـــوَّحَ فِيهـــا زَادَهُ وَرَبَــأْتُهُ
عَلَـى مَرْقَـبٍ يَعْلُـو الأَحِـزَّةَ قَـاهِرِ
وَلَمَّـا أَجَـنَّ اللَّيْلُ نَقْباً وَلَمْ أَخَفْ
عَلَــى أَثَـرٍ مِنِّـي وَلَا عَيْـنَ نَـاظِرِ
أَخَـذْتُ سـِلَاحِي وَانْحَـدَرْتُ إِلَى امْرِئٍ
قَلِيــلٍ أَذَاهُ صــَدْرُهُ غَيْـرُ وَاغِـرِ
فَطِــرْتُ بِرَحْلِــي وَاسـْتَبَدَّ بِمِثْلِـهِ
عَلَــى ذَاتِ لَـوْثٍ كَالبَلِيَّـةِ ضـَامِرِ
تُعَـادِي مَشـَكَّ الرَّحْـلِ عَنْها وَتَتَّقِي
بِمِثْـلِ صـَفِيحِ الجَـدْوَلِ المُتَظَـاهِرِ
فَأَصــْبَحُ مُمْســَانَا كَــأَنَّ جِبـالَهُ
مِنَ البُعْدِ أَعْنَاقُ النِّساءِ الحَوَاسِرِ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ.