
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعْلَـمُ أَنِّـي مَتَـى مَا يَأْتِنِي قَدَرِي
فَلَيْـــسَ يَحْبِســُهُ شــُحٌّ وَلَا شــَفَقُ
بَيْنـا الفَتَى مُعْجَبٌ بِالعَيْشِ مُغْتَبِطٌ
إِذَا الفَتَـى لِلْمَنايَـا مُسـْلَمٌ غَلِقُ
وَالمَـرْءُ وَالمَـالُ يَنْمِي ثُمَّ يُذْهِبُهُ
مَــرُّ الــدُّهُورِ ويُفْنِيـهِ فيَنْسـَحِقُ
كَالغُصـْنِ بَيْنـا تَرَاهُ نَاعِماً هَدِباً
إِذْ هَـاجَ وَانْحَتَّ عَنْ أَفْنَانِهِ الوَرَقُ
كَـذَلِكَ المَـرْءُ إِذْ يُنْسـَأْ لَـهُ أَجَلٌ
يُرَكَـبْ بِـهِ طَبَـقٌ مِـنْ بَعْـدِهِ طَبَـقُ
قَـدْ يُعْـوِزُ الحَازِمُ المَحْمُودُ نِيَّتُهُ
بَعْدَ الثَّراءِ وَيُثْرِي العاجِزُ الحَمِقُ
فَلَا تَخَـافِي عَلَيْنا الفَقْرَ وَانْتَظِرِي
فَضـْلَ الَّـذِي بِالغِنَى مِنْ عِنْدِهِ نَثِقُ
إِنْ يَفْـنَ ما عِنْدَنا فَاللهُ يَرْزُقُنا
وَمَـنْ سـِوَانا وَلَسـْنَا نَحْـنُ نَرْتَزِقُ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ.