
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَفَــى أَهْـلَ الحَبَلَّـقِ يَـوْمَ وَجٍّ
مُزَيْنَــةُ جَهْــرَةً وَبَنُـو خُفَـافِ
ضـَرَبْناهُمْ بِمَكَّةَ يَوْمَ فَتْحِ النْـ
ــنَبِيِّ الخَيْـرِ بِالبِيضِ الخِفافِ
صــَبَحْنَاهُمْ بِــأَلْفٍ مِـنْ سـُلَيْمٍ
وَأَلْــفٍ مِـنْ بَنِـي عُثْمـانَ وَافِ
حَـدَوْا أَكْتـافُهُمْ ضـَرْباً وَطَعْناً
وَرَمْيــاً بالمُرَيَّشــَةِ اللِّطـافِ
رَمَيْنـــاهُمْ بِشـــُبَّانٍ وَشــِيبٍ
تُكَفْكِــفُ كُـلَّ مُمْتَنِـعِ العِطـافِ
تَـرَى بَيْـنَ الصـُّفُوفِ لَهُنَّ رَشْقاً
كَمَا انْصاعَ الفَوَاقُ عَنِ الرِّصافِ
تَرَى الجُرْدَ الجِيادَ تَلُوحُ فِيهِمْ
بِأَرْمـــاحٍ مُقَوَّمَــةِ الثِّقَــافِ
وَرُحْنـا غَـانِمِينَ بِمـا أَرَدْنـا
وَرَاحُـوا نَـادِمِينَ عَلَـى الخِلَافِ
وَقَـدْ سـَمِعُوا مَقالَتَنـا فَهَمُّوا
غَـدَاةَ الـرَّوْعِ مِنَّـا بِانْصـِرافِ
وَأَعْطَيْنــا رَسـُولَ اللـهِ مِنَّـا
مَوَاثِيقـاً عَلَـى حُسـْنِ التَّصافي
فَجُزْنـا بَطْـنَ مَكَّـةَ وَامْتَنَعْنـا
بِتَقْـوَى اللـهِ وَالْبِيضِ الخِفَافِ
وَحَــلَّ عَمُودُنــا حَجَـراتِ نَجْـدٍ
فَأَلْيَـةَ فَالقُـدُوسَ إِلَـى شـَرَافِ
أَرَادُوا اللَّاتَ وَالعُــزَّى إِلَهـاً
كَفَــى بِـاللهِ دَونَ اللَّاتِ كـافِ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ.