
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَفَـى شـَعْرَ الـرَّأْسِ القَدِيمَ حَوَالِقُهْ
وَلَاحَ بِشــَيْبٍ فِـي السـَّوادِ مَفَـارِقُهْ
وَأَفْنَـى شـَبَابِي صـُبْحُ يَـوْمٍ وَلَيْلَـةٌ
وَمَــا الـدَّهْرُ إِلَّا مُسـْيُهُ وَمَشـَارِقُهْ
وَأَدْرَكْـتُ مَـا قَـدْ قَالَ قَبْلِي لِدَهْرِهِ
زُهَيْــرٌ وَإِنْ يَهْلِـكْ تُخَلَّـدْ نَـوَاطِقُهْ
تَبَصـَّرْ خَلِيلِـي هَـلْ تَرَى مِنْ ظَعَائِنٍ
كَنَخْـلِ القُـرَى أَوْ كَالسَّفِينِ حَزَائِقُهْ
تَرَبَّعْـنَ رَوْضَ الحَـزْنِ مَـا بَيْـنَ لَيَّةٍ
وَســَيْحانَ مُســْتَكّاً لَهُــنَّ حَـدَائِقُهْ
فَلَمَّــا رَأَيْــنَ الجَـزْءَ وَدَّعَ أَهْلَـهُ
وَحَــرَّقَ نِيــرانَ الصـَّفِيحِ وَدَائِقُـهْ
عَزَمْــنَ رَحِيلاً وَانْتَجَعْـنَ عَلَـى هَـوَىً
وَخِفْـنَ العِـرَاقَ أَنْ تَجِيـشَ بَـوَائِقُهْ
وَخُبِّـرْنَ مَـا بَيْـنَ الأَخَادِيدِ واللِّوَى
سـَقَتْهُ الغَـوَادِي وَالسَّوَارِي طَوَارِقُهْ
وَبَـاكَرْنَ جَوْفـاً تَنْسـُجُ الرِّيحُ مَتْنَهُ
تَنَــاءَمُ تَكْلِيـمَ المَجُـوسِ غَرَانِقُـهْ
إِذَا مَـا أَتَتْهُ الرِّيحُ مِنْ شَطْرِ جَانِبٍ
إِلَـى جَـانِبٍ حَـازَ التُّـرَابَ مَهَارِقُهْ
بِحَــافَتِهِ مَـنْ لَا يَصـِيحُ بِمَـنْ سـَرَى
وَلَا يَــدَّعِي إِلَّا بِمــا هُــوَ صـَادِقُهْ
عَلَــى كُــلِّ مُعْــطٍ عِطْفَــهُ مُتَزَيِّـدٍ
بِفَضـْلِ الزِّمَـامِ أَوْ مَـرُوحٍ تُـوَاهِقُهْ
وَقَــدْ قُلْــنَ بِـالبَردِيِّ أَوَّلُ مَشـرَبٍ
أَجَـلَّ جَيـرٍ إِن كـانَت سَقَتهُ بَوارِقُهُ
وَقَدْ يَنْبَريِ لِيَ الجَهْلُ يَوْماً وَأَنْبَرِي
لِســِرْبٍ كَحُــرَّاتِ الهِجـانِ تُـوَافِقُهْ
ثَلاثٌ غَرِيــــراتُ الكَلَامِ وَنَاشــــِصٌ
عَلَـى البَعْـلِ لَا يَخْلُو وَلَا هِيَ عاشِقُهْ
كَعْبُ بنُ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ وَمِنْ الشُّعَراءِ الفُحُولُ المُتَقَدِّمِينَ، وَضَعَهُ ابنُ سَلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ مِنْ طَبَقاتِهِ، وَهُوَ صَحابِيٌّ قِصَّةُ إِسْلامِهِ مَشْهُورَةٌ، فَقَدْ أَهْدَرَ النَّبِيُّ دَمَهُ لِهَجائِهِ الإِسْلامَ وَالمُسْلِمِينَ، فَجاءَ إِلَى الرَّسُولِ صَلَّى اللّٰهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعتذِراً وَأَنْشَدَهُ قَصِيدَتَهُ اللّاميّةَ (بانَتْ سُعادُ) فَعَفا عَنْهُ النّبيُّ وَأَعْطاهُ بُردَتَهُ، وَقَدْ حَظِيَتْ هذِهِ القَصِيدَةُ بِاهْتِمامٍ كَبِيرٍ، عاشَ كَعْبٌ حَتَّى خِلافَةِ مُعاوِيَةَ وَماتَ نَحْوَ سَنَةِ 26هـ.