
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبْلِـــغْ ضــُبَيْعَة أَنَّ الْبِلا
دَ فِيهــا لِـذِي حَسـَبٍ مَهْـرَبُ
فَقَـدْ يَجْلِسُ الْقَوْمُ فِي أَصْلِهِمْ
إِذا لَمْ يُضامُوا وَإِنْ أَجْدَبُوا
فَــإِنَّ الَّـذِي كُنْتُـمُ تَحْـذَرُو
نَ جــاءَتْ عُيُـونٌ بِـهِ تَضـْرِبُ
فَلا تَجْلِســُوا غَرَضـاً لِلْمَنـو
نِ حَـذْفاً كَمـا تُحْـذَفُ الْأَرْنَبُ
وَسـِيرُوا عَلَـى إِثْـرِ أُوْلاكُـمُ
وَلا تَنْظُـرُوا مِثْلَها وَاذْهَبُوا
فَــإِنَّ مَــوالِيَكُمْ أَصــْفَقُوا
فَكُلُّهُـــمُ جَنْبُـــهُ أَجْـــرَبُ
وَإِنَّهُــمُ قَــدْ دَعَـوْا دَعْـوَةً
ســـَيَتْبَعُها ذَنَـــبٌ أَهْلَــبُ
ســَتَحْمِلُ قَوْمــاً عَلَـى آلَـةٍ
تَظَــلُّ الرِّمـاحُ بِهِـمْ تَعْلُـبُ
وَلَـــوْلا عُلالَــةُ أَرْماحِنــا
لَظَلَّـــتْ نِســـاؤُهُمُ تُجْنَــبُ
فَــإِنْ لَـمْ تَكُـنْ بِكُـمُ مُنَّـةٌ
يُبَلِّغُهــا الْبَلَــدُ الْأَرْكَــبُ
فَــذِيخُوا عَبِيـداً لِأَرْبـابِكُمْ
فَـإِنْ سـاءَكُمْ ذاكُمُ فَاغْضَبُوا
وَهَـلْ يَجْلِسُ الْقَوْمُ لا يُنْكِرُونَ
وَكُلُّهُـــمُ أَنْفُـــهُ يُضـــْرَبُ
وَسـِيرُوا فَـإِنِّي لَكُمْ بِالرِّضَى
عَرانِيـنَ شـَيْبانَ أَنْ تُقْرَبُوا
فَلا هـا هُنـاكَ وَلا هـا هُنـا
لَكُـمْ مَـوْئِلٌ غَيْرُهُمْ فَانْصَبُوا
لِفَــرْعِ نِـزارٍ وَهُـمْ أَصـْلُها
نَمـا بِهِـمُ الْعِزُّ فَاغْلَوْلَبُوا
وَيَـوْمَ الْعِيانَةِ عِنْدَ الْكَثِيـ
بِ يَـــوْمٌ أَشــائِمُهُ تَنْعَــبُ
تَبِيـتُ الْمُلُـوكُ عَلَـى عَتْبِها
وَشــَيْبانُ إِنْ غَضــِبَتْ تَعْتِـبُ
وَكَالشـُّهْدِ بِـالرَّاحِ أَخْلاقُهُـمْ
وَأَحْلامُهُــمْ مِنْهُمــا أَعْــذَبُ
وَكَالْمِســْكِ تُـرْبُ مَقامـاتِهِمْ
وَرَيَّـــا قُبُـــورِهِمُ أَطْيَــبُ
وَقَـدْ كـانَ سـامَةُ فِـي قَوْمِهِ
لَــهُ مَأْكَــلٌ وَلَــهُ مَشــْرَبُ
فَسـامُوهُ خَسـْفاً فَلَـمْ يَرْضـَهُ
وَفِـي الْأَرْضِ عَـنْ خَسْفِهِمْ مَذْهَبُ
فَقـالَ لِسـامَةَ إِحْـدَى النِّسا
ءِ: ما لَكَ يا سامُ لا تَرْكَبُ؟!
أَكُــلُّ الْبِلادِ بِهــا حــارِسٌ
مُطِـــلٌّ وَضـــِرْغامَةٌ أَغْلَــبُ
فَقــالَ: بَلـى إِنَّنِـي راكِـبٌ
وَإِنِّـــي لِقَــوْمِيَ مُســْتَعْتِبُ
فَشــَدَّ أَمُونــاً بِأَنْســاعِها
بِنَخْلَــةَ إِذْ دُونَهــا كَبْكَـبُ
فَجَنَّبَهـا الْهَضـْبَ تَـرْدِي بِـهِ
كَمـا شـَجَرَ الْقـارِبُ الْأَحْقَـبُ
فَلَمَّــا أَتَــى بَلَــداً سـَرَّهُ
بِــهِ مَرْتَــعٌ وَبِــهِ مَعْــزَبُ
وَحِصـــْنٌ حَصــِينٌ لِأَبْنــائِهِمْ
وَرِيـــفٌ لِإِبْلِهِـــمُ مُخْصـــِبُ
تَــذَكَّرَ لَمَّــا ثَــوَى قَـوْمُهُ
وَمِــنْ دُونِهِــمْ بَلَــدٌ عُـزَّبُ
فَكَــرَّتْ بِــهِ حَــرَجٌ ضــامِرٌ
فَــآبَتْ بِــهِ صـُلْبُها أَحْـدَبُ
فَقالَ: أَلا فَابْشِروا وَاظْعَنُوا
فَصــارَتْ عِلافٌ وَلَـمْ يُعْقِبُـوا
وَلَـمْ يَنْهَ رِحْلَتَهُمْ فِي السَّما
ءِ نَحْـسُ الْخَراتَيْـنِ وَالْعَقْرَبُ
فَبَلَّغَـــــهُ دَلَـــــجٌ دائِبٌ
وَســَيْرٌ إِذا صــَدَحَ الْجُنْـدَبُ
فَحِيـنَ النَّهـارِ يَـرَى شَمْسـَهُ
وَحِينــاً يَلُـوحُ بِهـا كَـوْكَبُ
عُدَيَّــةُ لَيْــسَ لَهــا ناصـِرٌ
وَعَـرْوَى الَّتِـي هَـدَمَ الثَّعْلَبُ
وَفِي النَّاسِ مَنْ يَصِلُ الْأَبْعَدِينَ
وَيَشـْقَى بِـهِ الْأَقْـرَبُ الْأَقْـرَبُ
دَعــا شــَجَرَ الْأَرْضِ داعِيهِـمُ
لِيَنْصــُرَهُ الســِّدْرُ وَالْأَثْـأَبُ
فَــإِنَّ لَنـا إِخْـوَةً يَحْـدِبُونَ
عَلَيْنـا وَعَـنْ غَيْرِنـا غَيَّبُوا
المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ، مِن بَني ضُبَيْعَةَ بنِ ربيعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُتقدِّمٌ، مِن شُعراءِ الطَّبقةِ السَّابعةِ عندَ ابنِ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ، وهُوَ خالُ الأَعشَى الكَبيرِ، وكانَ الأَعشَى راويةً لَهُ، والمُسيَّبُ مِن أَوائِلِ الشُّعراءِ الّذينَ تَكسَّبُوا فِي شِعرِهِم، وقد امْتَدَحَ بَعضَ الأَعاجِمِ فأَعْطاهُ، ثُمَّ أَتَى عَدوَّاً لَهُ مِنَ الأَعاجِمِ يَسأَلُهُ فَسَمَّهُ فَماتَ، وكانتْ وَفاتُه نَحوَ سَنَةِ 580م.