
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصـَرَمْتَ حَبْـلَ الْوَصـْلِ مِـنْ فَتْرِ
وَهَجَرْتَهـا وَلَجَجْـتَ فِـي الْهَجْـرِ
وَسـَمِعْتَ حَلْفَتَهـا الَّتِـي حَلَفَـتْ
إِنْ كـانَ سـَمْعُكَ غَيْـرَ ذِي وَقْـرِ
نَظَــرَتْ إِلَيْــكَ بِعَيْـنِ جـازِئَةٍ
فِــي ظِـلِّ بـارِدَةٍ مِـنَ السـِّدْرِ
كَجُمانَــةِ الْبَحْـرِيِّ جـاءَ بِهـا
غَوَّاصــُها مِــنْ لُجَّــةِ الْبَحْـرِ
صــُلْبُ الْفُـؤادِ رَئِيـسَ أَرْبَعَـةٍ
مُتَخــالِفِي الْأَلْــوانِ وَالنَّجْـرِ
فَتَنـازَعُوا حَتَّـى إِذا اجْتَمَعُوا
أَلْقَــوْا إِلَيْـهِ مَقالِـدَ الْأَمْـرِ
وَغَلَــتْ بِهِــمْ سـَجْحاءُ خادِمَـةٌ
تَهْـوِي بِهِـمْ فِـي لُجَّـةِ الْبَحْـرِ
حَتَّــى إِذا مــا ســاءَ ظَنُّهُـمُ
وَمَضــَى بِهِـمْ شـَهْرٌ إِلَـى شـَهْرِ
أَلْقَـــى مَراســـِيَهُ بِتَهْلُكَــةٍ
ثَبَتَــتْ مَراسـِيها فَمـا تَجْـرِي
فَانْصــَبَّ أَســْقَفُ رَأْســُهُ لَبِـدٌ
نُزِعَـــتْ رَباعِيتــاهُ لِلصــَّبْرِ
أَشــْفَى يَمُــجُّ الزَّيْـتَ مُلْتَمِـسٌ
ظَمــآنُ مُلْتَهِــبٌ مِــنَ الْفَقْـرِ
قَتَلَــتْ أَبــاهُ فَقـالَ أَتْبَعُـهُ
أَوْ أَســْتَفِيدَ رَغِيبَــةَ الـدَّهْرِ
نَصـَفَ النَّهـارُ الْمـاءُ غـامِرُهُ
وَرَفِيقُــهُ بِـالْغَيْبِ مـا يَـدْرِي
فَأَصــابَ مُنْيَتَــهُ فَجـاءَ بِهـا
صـــَدَفِيَّةً كَمُضـــِيئَةِ الْجَمْــرِ
يُعْطَــى بِهـا ثَمَنـاً وَيَمْنَعُهـا
وَيَقُـــولُ صــاحِبُهُ أَلا تَشــْرِي
وَتَـرَى الصـَّرارِي يَسـْجُدُونَ لَها
وَيَضـــُمُّها بِيَـــدَيْهِ لِلنَّحْــرِ
فَلَتِلْــكَ شــِبْهُ الْمالِكِيَّـةِ إِذْ
طَلَعَــتْ بِبَهْجَتِهـا مِـنَ الْخِـدْرِ
وَكَــأَنَّ طَعْــمَ الزَّنْجَبِيـلِ بِـهِ
إِذْ ذُقْتَـــهُ وَســُلافَةَ الْخَمْــرِ
شــَرِقٌ بِمــاءِ الـذَّوْبِ أَسـْلَمَهُ
لِلْمُبْتَغِيــهِ مَعاقِــلُ الــدَّبْرِ
ســُودُ الـرُّؤُوسِ لِصـَوْتِها زَجَـلٌ
مَحْفوفَـــةٌ بِمَســـارِبٍ خُضـــْرِ
بَكَــرَتْ تَعَــرَّضُ فِـي مَراتِعِهـا
فَـوْقَ الْهِضـابِ بِمَعْقِـلِ الْـوَبْرِ
وَغَــدَتْ لِمَســْرَحِها وَخالَفَهــا
مُتَســَرْبِلٌ أَدَمـاً عَلَـى الصـَّدْرِ
فَأَصـابَ مـا حَـذَرَتْ وَلَـوْ عَلِمَتْ
حَــدِبَتْ عَلَيْــهِ بِضــَيِّقٍ وَعْــرِ
فَهَـراقَ فِـي طَـرَفِ الْعَسِيبِ إِلَى
مُتَقَبَّــــلٍ لِنَواطِـــفٍ صـــُفْرِ
حَتَّــى تَحَــدَّرَ مِــنْ عَــوازِبِهِ
أُصــُلاً بِســَبْعِ ضــَوائِنٍ وُفْــرِ
وَيَظَــلُّ يَجْــرِي فِـي جَواشـِنِها
حَتَّــى تَــرَوَّحَ مَقْصــِرَ الْعَصـْرِ
شــِرْكاً بِمـاءِ الـذَّوْبِ يَجْمَعُـهُ
فِـي طَـوْدِ أَيْمَـنَ فِـي قُرَى قَسْرِ
وَجَنــاهُ مِــنْ أُفُــقٍ فَـأَوْرَدَهُ
سـَهْلَ الْعِـراقِ وَكـانَ بِالْحَضـْرِ
وَإِلَيْــكَ أَعْمَلْـتُ الْمَطِيَّـةَ مِـنْ
سـَهْلِ الْعِـراقِ وَأَنْـتَ بِـالْقَفْرِ
قَيْســاً فَــإِنَّ اللــهَ فَضــَّلَهُ
بِمَنـــاقِبٍ مَعْرُوفَـــةٍ عَشـــْرِ
أَنْـتَ الرَّئِيـسُ إِذا هُـمُ نَزَلُوا
وَتَواجَهُــوا كَالْأُســْدِ وَالنَّمْـرِ
لَـوْ كُنْـتَ مِـنْ شـَيْءٍ سـِوَى بَشَرٍ
كُنْــتَ الْمُنَـوِّرَ لَيْلَـةَ الْبَـدْرِ
وَلَأَنْـتَ أَجْـوَدُ بِالْعَطاءِ مِنَ الرْ
رَيَّــانِ لَمَّــا جــادَ بِـالْقَطْرِ
وَلَأَنْــتَ أَشـْجَعُ مِـنْ أُسـامَةَ إِذْ
يَقَـعُ الصـُّراخُ وَلُـجَّ فِي الذُّعْرِ
وَلَأَنْـتَ أَبْيَـنُ حِيـنَ تَنْطِـقُ مِـنْ
لُقْمــانَ لَمَّــا عَــيَّ بِــالْأَمْرِ
أَوْ فــارِسِ الْيَحْمُـومِ يَتْبَعُهُـمْ
كَـالطَّلْقِ يَتْبَـعُ لَيْلَـةَ الْبُهْـرِ
وَلَأَنْــتَ أَحْيــا مِــنْ مُخَبَّــأَةٍ
عَــذْراءَ تَقْطُـنُ جـانِبَ الْكِسـْرِ
وَلَــهُ جِفــانٌ يَــدْلُجونَ بِهـا
لِلْمُعْتَفِيـــنَ وَلِلَّــذِي يَســْرِي
.........................
وَتَظَــلُّ عامِلَــةً كَـذِي النَّـذْرِ
..........................
دُونَ الســَّماءِ يَــزِلُّ بِـالْغُفْرِ
المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ، مِن بَني ضُبَيْعَةَ بنِ ربيعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُتقدِّمٌ، مِن شُعراءِ الطَّبقةِ السَّابعةِ عندَ ابنِ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ، وهُوَ خالُ الأَعشَى الكَبيرِ، وكانَ الأَعشَى راويةً لَهُ، والمُسيَّبُ مِن أَوائِلِ الشُّعراءِ الّذينَ تَكسَّبُوا فِي شِعرِهِم، وقد امْتَدَحَ بَعضَ الأَعاجِمِ فأَعْطاهُ، ثُمَّ أَتَى عَدوَّاً لَهُ مِنَ الأَعاجِمِ يَسأَلُهُ فَسَمَّهُ فَماتَ، وكانتْ وَفاتُه نَحوَ سَنَةِ 580م.