
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَلِفْــتُ بِلَيْلَــى خَــدِينِ الشـَّبابِ
وَعــالَجْتُ مِنْهــا زَمانـاً خَبـالا
لَهـا الْعَيْـنُ وَالْجِيـدُ مِـنْ مُغْـزِلٍ
تُلاعِــبُ فِــي الْقَفَـراتِ الْغَـزالا
كَــــأَنَّ الســــُّلافَ بِأَنْيابِهـــا
يُخــالِطُ فِـي النَّـوْمِ عَـذْباً زُلالا
وَكَيْــــفَ تَــــذَّكَرُها بَعْــــدَما
كَبِــرْتَ وَحــلَّ الْمَشـِيبُ الْقَـذالا
فَــدَعْ عَنْــكَ لَيْلَــى وَأَتْرابَهــا
فَقَـدْ تَقْطَـعُ الْغانِيـاتُ الْوِصـالا
فَإِمَّـــا تَرَيْنِـــي عَلَـــى آلَــةٍ
رَفَضــْتُ الصـِّبا وَلَبِسـْتُ السـِّمالا
فَقَـدْ أَقْطَـعُ الْخَـرْقَ بَعْـدَ الْخُرُوقِ
تَخــالُ الْيَرابِيــعَ فِيــهِ رِئالا
إِلَـــى خَيْـــرِ مُســـْتَمْطَرٍ كَفُّــهُ
وَخَيْــرِ الْمَقــاوِلِ عَمّــاً وَخـالا
تَخَلَّــقَ فِــي الْبَيْــتِ مِـنْ حاشـِدٍ
تَـــراهُ الْبَرِيَّـــةُ فِيهــا هِلالا
وَأَفْضــــَلُ ذِي يَمَــــنٍ كُلِّهــــا
إِذا افْتَقَـدَ الْمُسـْنِتُونَ السـِّجالا
فَقَحْطــانُ تَعْلَــمُ أَنْ لَيْــسَ حَــيٌّ
مِـنَ النَّـاسِ أَكْـرَمَ مِنْكُـمْ فِعـالا
وَأَنَّــكَ مَرْســَى حُــرُوبِ النِّــزالِ
إِذا كَــرِهَ الْمُعْلِمُــونَ النِّـزالا
تَقُـــودُ الْجِيـــادَ بِأَرْســـانِها
يُغـادِرْنَ فِـي الْفَلَـواتِ النِّقـالا
شــَماطِيطَ تَمْــزَعُ مَــزْعَ الظِّبــا
وَتَفْـرِي فَلا الْأَرْضِ مِنْهـا السـِّخالا
إِذا ما انْتَضَى التَّاجَ فَوْقَ السَّرِيرِ
فَلَـنْ يَعْـدِلَ النَّـاسُ مِنْـهُ قِبـالا
يَســُومُ الْبَرِيَّــةَ ســَوْمَ الْعَزِيـزِ
وَقَــدْ لَبِـسَ الـدَّهْرُ حـالاً فَحـالا
وَمــا مُزْبِـدٌ مِـنْ خَلِيـجِ الْفُـراتِ
يَحُــطُّ الصـُّخُورَ وَيَعْلُـو الْجِبـالا
يَكُــــبُّ الســــِّفِينَ لِأَذْقانِهـــا
وَيَصـــْرَعُ بِــالْعَبْرِ أَثْلاً وَضــالا
بِــــأَجْوَدَ مِنْــــهُ إِذا جِئْتَـــهُ
عَلَـى حـادِثِ الـدَّهْرِ يَوْمـاً نَوالا
هَــوَ الْــواهِبُ الْمِئَةَ الْمُصـْطَفاةَ
تُجـاوِبُ مِنْهـا الْعِشـارُ الْفِصـالا
وَكُـــلَّ أَمِيـــنِ الشــَّظا ســابِحٍ
يُقَطِّـــعُ مِنْــهُ النَّحِيــطُ الْجِلالا
المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ، مِن بَني ضُبَيْعَةَ بنِ ربيعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُتقدِّمٌ، مِن شُعراءِ الطَّبقةِ السَّابعةِ عندَ ابنِ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ، وهُوَ خالُ الأَعشَى الكَبيرِ، وكانَ الأَعشَى راويةً لَهُ، والمُسيَّبُ مِن أَوائِلِ الشُّعراءِ الّذينَ تَكسَّبُوا فِي شِعرِهِم، وقد امْتَدَحَ بَعضَ الأَعاجِمِ فأَعْطاهُ، ثُمَّ أَتَى عَدوَّاً لَهُ مِنَ الأَعاجِمِ يَسأَلُهُ فَسَمَّهُ فَماتَ، وكانتْ وَفاتُه نَحوَ سَنَةِ 580م.