
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرَحَلْـتَ مِـنْ سـَلْمَى بِغَيْـرِ مَتاعِ
قَبْـلَ الْعُطـاسِ وَرُعْتَهـا بِـوَداعِ
مِـنْ غَيْـرِ مَقْلِيَـةٍ وَإِنَّ حِبالَهـا
لَيْســـَتْ بِأَرْمــامٍ وَلا أَقْطــاعِ
إِذْ تَســْتَبِيكَ بِأَصــْلَتِيٍّ نــاعِمٍ
قــامَتْ لِتَفْتِنَــهُ بِغَيْـرِ قِنـاعِ
وَمَهــاً يَــرِفُّ كَـأَنَّهُ إِذْ ذُقْتَـهُ
عانِيَّــةٌ شــُجَّتْ بِمــاءِ يَــراعِ
أَوْ صـَوْبُ غادِيَـةٍ أَدَرَّتْـهُ الصَّبا
بِبَزِيــلِ أَزْهَــرَ مُدْمَـجٍ بِسـَيَاعِ
فَرَأَيْـتُ أَنَّ الْحُكْمَ مُجْتَنِبُ الصِّبا
وَصـــَحَوْتُ بَعْــدَ تَشــَوُّقٍ وَرُواعِ
فَتَسـَلَّ حاجَتَهـا إِذا هِـيَ أَعْرَضَتْ
بِخَمِيصــَةٍ سـُرُحِ الْيَـدَيْنِ وَسـَاعِ
صـَكَّاءَ ذِعْلِبَـةٍ إِذا اسـْتَدْبَرْتَها
حَــرَجٍ إِذا اسـْتَقْبَلْتَها هِلْـواعِ
وَكَــأَنَّ قَنْطَـرَةً بِمَوْضـِعِ كُورِهـا
مَلْســاءَ بَيْـنَ غَـوامِضِ الْأَنْسـاعِ
وَإِذا تَعـاوَرَتِ الْحَصـا أَخْفافُها
دَوَّتْ نَــوادِيهِ بِظَهْــرِ الْقــاعِ
وَكَــأَنَّ حارِكَهـا رُبـاوَةُ مَخْـرِمٍ
وَتَمُــدُّ ثِنْــيَ جَـدِيلِها بِشـِراعِ
وَإِذا أَطَفْـتَ بِهـا أَطَفْـتَ بِكَلْكَلٍ
نَبِــضِ الْفَـرائِصِ مُجْفَـرِ الْأَضـْلاعِ
مَرِحَـتْ يَـداها لِلنَّجـاءِ كَأَنَّمـا
تَكْــرُو بِكَفَّــيْ لاعِـبٍ فِـي صـاعِ
فِعْـلَ السـَّرِيعَةِ بـادَرَتْ جُدَّادَها
قَبْــلَ الْمَسـاءِ تَهُـمُّ بِالْإِسـْراعِ
فَلَأُهْــدِيَنَّ مَـعَ الرِّيـاحِ قَصـِيدَةً
مِنِّــي مُغَلْغَلَـةً إِلَـى الْقَعْقـاعِ
تَـرِدُ الْمِيـاهَ فَما تَزالُ غَرِيبَةً
فِـي الْقَـوْمِ بَيْـنَ تَمَثُّـلٍ وَسَماعِ
وَإِذا الْمُلُـوكُ تَدافَعَتْ أَرْكانُها
أَفْضــَلْتَ فَــوْقَ أَكُفِّهِـمْ بِـذِراعِ
وَإِذا تَهِيـجُ الرِّيـحُ مِنْ صُرَّادِها
ثَلْجـاً يُنِيـخُ النِّيـبَ بِالْجَعْجاعِ
أَحْلَلْـتَ بَيْتَـكَ بِالْجَمِيعِ وَبَعْضُهُمْ
مُتَفَـــرِّقٌ لِيَحُـــلَّ بِـــالْأَوْزاعِ
وَلَأَنْـتَ أَجْـوَدُ مِـنْ خَلِيـجٍ مُفْعَـمٍ
مُتَراكِــــمِ الْآذِيِّ ذِي دُفَّــــاعِ
وَكَـأَنَّ بُلْـقَ الْخَيْـلِ فِي حافاتِهِ
يَرْمِــي بِهِــنَّ دَوالِـيَ الـزُّرَّاعِ
وَلَأَنْـتَ أَشـْجَعُ فِـي الْأَعادِي كُلِّها
مِــنْ مُخْـدِرٍ لَيْـثٍ مُعِيـدِ وِقـاعِ
يَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ الْكَثِيرِ سِلاحُهُمْ
فَيَبِيـتُ مِنْـهُ الْقَـوْمُ فِي وَعْواعِ
أَنْـتَ الْـوَفِيُّ فَمـا تُذَمُّ وَبَعْضُهُمْ
تُـــودِي بِـــذِمَّتِهِ عُقــابُ مَلاعِ
وَإِذا رَمـاهُ الْكاشـِحُونَ رَمـاهُمُ
بِمَعابِـــلٍ مَذْرُوبَـــةٍ وَقِطَــاعِ
وَلِــذاكُمُ زَعَمَــتْ تَمِيــمٌ أَنَّـهُ
أَهْـلُ السـَّماحَةِ وَالنَّدَى وَالْباعِ
المُسَيَّبُ بنُ عَلَسٍ، مِن بَني ضُبَيْعَةَ بنِ ربيعَةَ، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مُتقدِّمٌ، مِن شُعراءِ الطَّبقةِ السَّابعةِ عندَ ابنِ سلَّامٍ فِي طَبقاتِهِ، وهُوَ خالُ الأَعشَى الكَبيرِ، وكانَ الأَعشَى راويةً لَهُ، والمُسيَّبُ مِن أَوائِلِ الشُّعراءِ الّذينَ تَكسَّبُوا فِي شِعرِهِم، وقد امْتَدَحَ بَعضَ الأَعاجِمِ فأَعْطاهُ، ثُمَّ أَتَى عَدوَّاً لَهُ مِنَ الأَعاجِمِ يَسأَلُهُ فَسَمَّهُ فَماتَ، وكانتْ وَفاتُه نَحوَ سَنَةِ 580م.