
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـادٍ هَـواكَ صـَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا
وَبُكـاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرى
كَـم غَـرَّ صـَبرُكَ وَاِبتِسامُكَ صاحِباً
لَمّـا رَآهُ وَفـي الحَشـى مالا يُرى
أَمَــرَ الفُـؤادُ لِسـانَهُ وَجُفـونَهُ
فَكَتَمنَــهُ وَكَفـى بِجِسـمِكَ مُخبِـرا
تَعِـسَ المَهـاري غَيـرَ مَهـرِيٍّ غَدا
بِمُصــَوَّرٍ لَبِــسَ الحَريـرَ مُصـَوَّرا
نافَســتُ فيـهِ صـورَةً فـي سـِترِهِ
لَـو كُنتُهـا لَخَفيـتُ حَتّـى يَظهَرا
لا تَـترَبِ الأَيـدي المُقيمَـةُ فَوقَهُ
كِسـرى مُقـامَ الحـاجِبَينِ وَقَيصَرا
يَقِيـانِ فـي أَحَـدِ الهَوادِجِ مُقلَةً
رَحَلَـت فَكـانَ لَهـا فُؤادِيَ مَحجِرا
قَـد كُنـتُ أَحـذَرَ بَينَهُم مِن قَبلِهِ
لَـو كـانَ يَنفَعُ حائِناً أَن يَحذَرا
وَلَـوِ اِسـتَطَعتُ إِذِ اِغتَدَت رُوّادُهُم
لَمَنَعــتُ كُـلَّ سـَحابَةٍ أَن تَقطُـرا
فَـإِذا السَحابُ أَخو غُرابِ فِراقِهِم
جَعَـلَ الصـِياحَ بَبينِهِم أَن يُمطِرا
وَإِذا الحَمـائِلُ مـا يَخِدنَ بِنَفنَفٍ
إِلّا شــَقَقنَ عَلَيـهِ ثَوبـاً أَخضـَرا
يَحمِلــنَ مِثـلَ الـرَوضِ إِلّا أَنَّهـا
أَســبى مَهـاةً لِلقُلـوبِ وَجُـؤذُرا
فَبِلَحظِهـا نَكِـرَت قَنـاتي راحَـتي
ضـَعفاً وَأَنكَـرَ خاتِمـايَ الخِنصِرا
أَعطـى الزَمـانُ فَما قَبِلتُ عَطائَهُ
وَأَرادَ لــي فَـأَرَدتُ أَن أَتَخَيَّـرا
أَرَجــانَ أَيَّتُهـا الجِيـادُ فَـإِنَّهُ
عَزمـي الَّـذي يَذَرُ الوَشيجَ مُكَسَّرا
لَـو كُنتُ أَفعَلُ ما اِشتَهَيتِ فِعالَهُ
مـا شـَقَّ كَوكَبُـكِ العَجاجَ الأَكدَرا
أُمّـي أَبـا الفَضـلِ المُبِرِّ أَلِيَّتي
لَأُيَمَّمَـــنَّ أَجَــلَّ بَحــرٍ جَــوهَرا
أَفـتى بِرُؤيَتِـهِ الأَنـامُ وَحاشَ لي
مِـن أَن أَكـونَ مُقَصـِّراً أَو مُقصِرا
صــُغتُ الســِوارَ لِأَيِّ كَــفٍّ بَشـَّرَت
بِـاِبنِ العَميـدِ وَأَيِّ عَبـدٍ كَبَّـرا
إِن لَــم تُغِثنــي خَيلُـهُ وَسـِلاحُهُ
فَمَـتى أَقـودُ إِلى الأَعادي عَسكَرا
بِــأَبي وَأُمّـي نـاطِقٌ فـي لَفظِـهِ
ثَمَـنُ تُبـاعُ بِـهِ القُلوبُ وَتُشتَرى
مَـن لا تُريـهِ الحَربُ خَلقاً مُقبِلاً
فيهــا وَلا خَلــقٌ يَـراهُ مُـدبِراً
خَنـثى الفُحولَ مِنَ الكُماةِ بِصَبغِهِ
مـا يَلبَسـونَ مِنَ الحَديدِ مُعَصفَرا
يَتَكَســَّبُ القَصـَبُ الضـَعيفُ بِكَفِّـهِ
شـَرَفاً عَلـى صـُمِّ الرِماحِ وَمَفخَرا
وَيَـبينُ فيمـا مَـسَّ مِنـهُ بَنـانُهُ
تيـهُ المُـدِلِّ فَلَـو مَشى لَتَبَختَرا
يـا مَـن إِذا وَرَدَ البِلادَ كِتـابُهُ
قَبـلَ الجُيوشِ ثَنى الجُيوشَ تَحَيُّرا
أَنـتَ الوَحيدُ إِذا اِرتَكَبتَ طَريقَةً
وَمَـنِ الرَديـفُ وَقَد رَكِبتَ غَضَنفَرا
قَطَـفَ الرِجـالُ القَولَ وَقتَ نَباتِهِ
وَقَطَفـتَ أَنـتَ القَـولَ لَمّـا نَوَّرا
فَهُـوَ المُشـَيَّعُ بِالمَسامِعِ إِن مَضى
وَهُـوَ المُضـاعَفُ حُسـنُهُ إِن كُـرِّرا
وَإِذا ســَكَتَّ فَــإِنَّ أَبلَـغَ خـاطِبٍ
قَلَـمٌ لَـكَ اِتَّخَـذَ الأَصـابِعَ مِنبَرا
وَرَسـائِلٌ قَطَـعَ العُـداةُ سـِحائَها
فَــرَأَوا قَنــاً وَأَسـِنَّةً وَسـَنَوَّرا
فَـدَعاكَ حُسـَّدُكَ الرَئيـسَ وَأَمسَكوا
وَدَعـاكَ خالِقُـكَ الرَئيـسَ الأَكبَرا
خَلَفَـت صـِفاتُكَ فـي العُيونِ كَلامَهُ
كَـالخَطِّ يَملَـءُ مِسـمَعَي مَن أَبصَرا
أَرَأَيـتَ هِمَّـةَ نـاقَتي فـي ناقَـةٍ
نَقَلَـت يَـداً سـُرُحاً وَخُفّـاً مُجمَرا
تَرَكَـت دُخـانَ الرَمثِ في أَوطانِها
طَلَبـاً لِقَـومٍ يوقِـدونَ العَنبَـرا
وَتَكَرَّمَــت رُكَباتُهــا عَـن مَـبرَكٍ
تَقَعـانِ فيـهِ وَلَيـسَ مِسكاً أَذفَرا
فَأَتَتــكَ دامِيَــةَ الأَظَـلِّ كَأَنَّمـا
حُـذِيَت قَوائِمُهـا العَقيقَ الأَحمَرا
بَـدَرَت إِلَيـكَ يَـدَ الزَمانِ كَأَنَّها
وَجَـدَتهُ مَشـغولَ اليَـدَينِ مُفَكِّـرا
مَـن مُبلِـغُ الأَعـرابِ أَنّـي بَعدَها
شــاهَدتُ رَســطاليسَ وَالإِسـكَندَرا
وَمَلِلـتُ نَحـرَ عِشـارِها فَأَضـافَني
مَن يَنحَرُ البِدَرَ النُضارَ لِمَن قَرى
وَســَمِعتُ بَطليمــوسَ دارِسَ كُتبِـهِ
مُتَمَلِّكـــاً مُتَبَـــدِّياً مُتَحَضــِّراً
وَلَقيــتُ كُـلَّ الفاضـِلينَ كَأَنَّمـا
رَدَّ الإِلَــهُ نُفوســَهُم وَالأَعصــُرا
نُسـِقوا لَنـا نَسَقَ الحِسابِ مُقَدَّماً
وَأَتــى فَـذَلِكَ إِذ أَتيـتَ مُـؤَخَّرا
يـا لَيـتَ باكِيَـةً شـَجاني دَمعُها
نَظَـرَت إِلَيـكَ كَمـا نَظَرتُ فَتَعذِرا
وَتَـرى الفَضـيلَةَ لا تَـرُدُّ فَضـيلَةً
الشـَمسَ تُشـرِقُ وَالسـَحابَ كَنَهوَرا
أَنا مِن جَميعِ الناسِ أَطيَبُ مَنزِلاً
وَأَســَرُّ راحِلَــةً وَأَربَـحُ مَتجَـرا
زُحَــلٌ عَلـى أَنَّ الكَـواكِبَ قَـومُهُ
لَـو كـانَ مِنكَ لَكانَ أَكرَمَ مَعشَرا
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.