
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَلَبـتُ الصـِبا إِذ عَلا المَكبَرُ
وَشــابَ القَـذالُ وَمـا تُقصـِرُ
وَبـــانَ الشــَبابُ وَلَــذّاتُهُ
وَمِثلُـكَ فـي الجَهـلِ لا يُعـذَرُ
وَقـالَ العَـواذِلُ هَـل يَنتَهـي
فَيَقــدَعُهُ الشــَيبُ أَو يَقصـِرُ
وَفـــي أَربَعيــنَ تَوَفَّيتُهــا
وَعَشــرٍ مَضــَت لــي مُستَبصـَرُ
وَمَوعِظَـــةٌ لِاِمـــرِءٍ حـــازِمٍ
إِذا كــانَ يَســمَعُ أَو يُبصـِرُ
فَلا تَأســَفَنَّ عَلــى مـا مَضـى
وَلا يَحزُنَنَّـــكَ مـــا يُــدبِرُ
فَـإِنَّ الحَـوادِثَ تُبلـي الفَتى
وَإِنَّ الزَمـــانَ بِــهِ يَعثُــرُ
فَيَومــاً يُســاءُ بِمـا نـابَهُ
وَيَومـــاً يُســـَرُّ فَيَستَبشــِرُ
وَمِـن كُـلِّ ذَلِـكَ يَلقـى الفَتى
وَيُمنـى لَـهُ مِنـهُ مـا يُقـدَرُ
كَــأَنِّيَ لَــم أَرتَحِــل جَسـرَةً
وَلَـم أَجفِهـا بَعـدَ مـا تَضمِرُ
فَأُجشـــِمُها كُـــلَّ دَيمومَــةٍ
وَيَعرِفُهــا البَلَــدُ المُقفِـرُ
وَلَـم أَشهَدِ البَأسَ يَومَ الوَغى
عَلَــيَّ المُفاضــَةُ وَالمِغفَــرُ
وَلَـم أَخـرِقِ الصـَفَّ حَتّـى تَمي
لَ دارِعَــةُ القَــومِ وَالحُسـَّرُ
وَتَحـــتي جَــرداءَ خَيفانَــةٌ
مِـنَ الخَيـلِ أَو سـابِحٌ مُجفَـرُ
أُطـاعِنُ بِالرُمـحِ حَتّـى اللَبا
نُ يَجـري بِـهِ العَلَـقُ الأَحمَـرُ
وَمـا كُنتَ في الحَربِ إِذ شَمَّرَت
كَمَـــن لا يُــذيبُ وَلا يُخثِــرُ
وَلَكِنَّنـــي كُنـــتَ ذا مِــرَّةٍ
عَطوفــاً إِذا هَتَــفَ المُحجَـرُ
أُجيـبُ الصـَريخَ إِذا مـا دَعا
وَعِنـدَ الهِيـاجِ أَنـا المِسعَرُ
فَـإِن أُمـسِ قَـد لاحَ فِيَّ المَشي
بُ أُمَّ البَنيــنِ فَقَــد أَذكُـرُ
رَخـاءً مِـنَ العَيـشِ كُنّـا بِـهِ
إِذ الـدَهرُ خـالٍ لَنـا مُصـحِرُ
وَإِذ أَنـا فـي عُنفُوانِ الشَبا
بِ يُعجِبُنــي اللَهـوُ وَالسـَمَّرُ
أَصــيدُ الحَســانَ وَيَصـطَدنَني
وَتُعجِبُنــي الكـاعِبُ المُعصـِرُ
وَبَيضـاءَ مِثـلُ مَهـاةِ الكَـثي
بِ لا عَيـبَ فيهـا لِمَـن يَنظُـرُ
كَـــأَنَّ مُقَلَّـــدَها إِذ بَــدا
بِـهِ الـدُرُّ وَالشـَذرُ وَالجَوهَرُ
مُقَلَّـــدُ أَدمـــاءَ نَجدِيَّـــةٍ
يَعِــنُّ لَهــا شــادِنٌ أَحــوَرُ
كَـأَنَّ جَنـى النَحـلِ وَالزَنجَبي
لَ وَالفارِســـِيَّةَ إِذ تُعصـــَرُ
يُصــَّبُّ عَلــى بَـردِ أَنيابِهـا
مُخــالِطَهُ المِســكُ وَالعَنبَـرُ
إِذا اِنصــَرفَت وَتَلَــوَّت بِهـا
رَقـــاقُ المَجاســِدِ وَالمِئزَرُ
وَغَـصَّ السـِوارُ وَجـالَ الوِشاحُ
عَلــى عُكَــنٍ خَصــرُها مُضـمَرُ
وَضـاقَ عَـنِ السـاقِ خَلخالُهـا
فَكـــادَ مُخَـــدَّمُها يَنـــدُرُ
فَتـورُ القِيـامِ رَخيـمُ الكَلامِ
يُفَزِّعُهــا الصـَوتُ إِذ تُزجَـرُ
وَتُنمــى إِلــى حَســَبِ شـامِخٍ
فَلَيســـَت تُكَــذَّبُ إِذ تَفخَــرُ
فَتِلــكَ الَّــتي شـَفَّني حُبُّهـا
وَحَمَّلَنــي فَــوقَ مــا أَقـدِرُ
فَلا تَعـــذِلاني فـــي حُبِّهــا
فَـــإِنّي بِمَعـــذِرَةٍ أَجـــدَرُ
وَقــولا لِــذي طَــرَبٍ عاشــِقٍ
أَشــَطَّ المَــزارُ بِمَـن تَـذكُرُ
بِكوفِيَّــةٍ أَصــلُها بِــالفُرا
تِ تَبــدو هُنالِــكَ أَو تَحضـُرُ
وَأَنـتَ تَسـيرُ إِلـى المُكَّـرانِ
فَقَـد شـَحَطَ الـوِردُ وَالمَصـدَرُ
وَلَـم تَـكُ مِـن حـاجَتي مُكَّران
وَلا الغَـزوُ فيهـا وَلا المَتجَرُ
وَخُبِّــرتُ عَنهــا وَلَـم آتِهـا
فَمـا زِلـتُ مِـن ذِكرِهـا أُذعَرُ
بِــأَنَّ الكَــثيرَ بِهـا جـائِعٌ
وَأَنَّ القَليــلَ بِهــا مُقتِــرُ
وَأَنَّ لِحـى النـاسِ مِـن حَرِّهـا
تَطـــولُ فَتُجلَــمُ أَو تَضــفَرُ
وَيَزعُــمُ مَـن جاءَهـا قَبلَنـا
بِأَنّـــا سَنَســهَمُ أَو نُنحَــرُ
أَعــوذُ بِرَبّـي مِـن المُخزِيـا
تِ فيمــا أُســِرُّ وَمـا أَجهَـرُ
وَحُــدِّثتُ أَن مالَنــا رَجعَــةٌ
ســِنينَ وَمِــن بَعـدِها أَشـهُرُ
إِلـى ذاكَ مـا شـابَ أَبناؤُنا
وَبــــادَ الأَخِلّاءُ وَالمَعشـــَرُ
وَمـا كـانَ بـي مِن نَشاطٍ لَها
وَإِنّــي لَــذو عُــدَّةٍ موســِرُ
وَلَكِــن بُعِثــتُ لَهـا كارِهـاً
وَقيـلَ اِنطلِـق كَالَّـذي يـومَرُ
فَكـانَ النَجـاءُ وَلَـم أَلتَفِـت
إِلَيهِـــم وَشـــَرُّهُمُ مُنكَـــرُ
هُـوَ السـَيفُ جُـرِّدَ مِـن غِمـدِهِ
فَلَيــسَ عَـن السـَيفِ مُسـتَأخَرُ
وَكَــم مِــن أَخٍ لـي مُسـتَأنِسٍ
يَظَــلُّ بِــهِ الـدَمعُ يَستَحسـِرُ
يـــودِّعُني وَاِنتَحَــت عَــبرَةٌ
لَــهُ كَالجَــداوِلِ أَو أَغــزَرُ
فَلَســتُ بِلاقيــهِ مِـن بَعـدِها
يَـدَ الـدَهرِ مـا هَبَّتِ الصَرصَرُ
وَقَــد قيــلَ إِنَّكُــم عـابِرو
نَ بَحـراً لَهـا لَـم يَكُن يُعبَرُ
إِلى السِندِ وَالهِندِ في أَرضِهِم
هُــمُ الجِــنُّ لَكِنَّهُــم أَنكَـرُ
وَمـا رامَ غَـزواً لَهـا قَبلَنا
أَكـــابِرُ عـــادٍ وَلا حِميَــرُ
وَلا رامَ ســابورُ غَـزواً لَهـا
وَلّا الشــَيخُ كِسـرى وَلا قَيصـَرُ
وَمِــن دونِهــا مَعبَـرٌ واسـِعٌ
وَأَجــرٌ عَظيــمٌ لِمَــن يُـؤجَرُ
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.