
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَـــأَوَّبَ عَينُـــكَ عُوّارُهــا
وَعــادَ لِنَفســِكَ تَــذكارُها
وَإِحــدى لَياليـكَ راجَعتُهـا
أَرِقـــتَ وَنُـــوِّمَ ســُمّارُها
وَما ذاقَت العَينُ طَعمَ الرُقا
دِ حَتّــى تَبَلَّــجَ إِســفارُها
وَقــامَ نُعــاةُ أَبـي قاسـِمٍ
فَأَســبَلَ بِالـدَمعِ تَحـدارُها
فَحَـقُّ العُيونِ عَلى اِبنِ الأَشَج
جِ أَن لا يُفَتَّـــرُ تَقطارُهــا
وَأَلّا تَـــزالَ تُبَكّـــي لَــهُ
وَتَبتَــلَّ بِالـدَمعِ أَشـفارُها
عَلَيــكَ مُحَمَّــدُ لَمّــا ثَـوَي
تَ تَبكــي البِلادُ وَأَشـجارُها
وَمــا يَــذكُرونَكَ إِلّا بَكَـوا
إِذا ذِمَــةٌ خانَهــا جارُهـا
وَعارِيَـةٍ مِـن لَيـالي الشِتا
ءِ لا يَتَمَنَّــــحُ أَيســـارُها
وَلا يَنبَحُ الكَلبُ فيها العَقو
رَ إِلّا الهَريــرَ وَتَختارُهــا
وَلا يَنفَعُ الثَوبَ فيها الفَتى
وَلا رَبَّــةَ الخِـدرِ تَخـدارُها
وَأَنــتَ مُحَمَّــدُ فـي مِثلِهـا
مُهيــنُ الجَــزائِرِ نَحّارُهـا
تَظَـــلُّ جِفانُـــكَ مَوضــوعَةً
تَسـيلُ مِـنَ الشـَحمِ أَصبارُها
وَمــا فـي سـِقائِكَ مُسـتَنطَقٌ
إِذا الشــولُ رَوِّحَ أَغبارُهـا
فَيـا واهِـبَ الوُصَفاءِ الصَبا
حِ إِن شــُبِّرَت ثَـمَّ أَشـبارُها
وَيا واهِبَ الجُردِ مِثلِ القِدا
حِ قَـد يُعجِـبُ الصـَفَّ شُوّارُها
وَيـا واهِـبَ البَكَراتِ الهِجا
نِ عــوذاً تَجـاوَبُ أَبكارُهـا
وَكُنــتَ كَدِجلَــةَ إِذ تَرتَمـي
فَيقـذِفُ فـي البَحـرِ تَيّارُها
وَكُنــتَ جَليــداً وَذا مِــرَّةٍ
إِذا يُبتَغـى مِنـكَ إِمرارُهـا
وَكُنــتَ إِذا بَلــدَةٌ أَصـفَقَت
وَآذَنَ بِـــالحَربِ جَبّارُهـــا
بَعَثـتَ عَلَيهـا ذَواكي العُيو
نِ حَتّــى تَواصــَلَ أَخبارُهـا
بِـإِذنٍ مَـنَ اللَهِ وَالخَيلُ قَد
أُعِـــدَّ لِـــذَلِكَ مِضــمارُها
وَقَد تُطعَمُ الخَيلُ مِنكَ الوَجي
فَ حَتّــى تُنَبَّــذُ أَمهارُهــا
وَقَـد تَعلَمُ البازِلُ العَيسَجو
رُ أَنَّــكَ بِــالخَبتِ حَسـّارُها
فَيـا أَسـَفا يَـومَ لا قَيتَهُـم
وَخــانَت رِجالَــكَ فُرّارُهــا
وَأَقبَلَــتِ الخَيــلُ مَهزومَـةً
عِثــاراً تُضــَرَّبُ أَدبارُهــا
بِشــَطِّ حَــروراءَ وَاِسـتَجمَعَت
عَلَيــكَ المَـوالي وَسـَحّارُها
فَـأَخطَرتَ نَفسـَكَ مِـن دونِهِـم
فَحــازَ الـرَزيئَةَ إِخطارُهـا
فَلا تَبعَـــدَنَّ أَبــا قاســِمٍ
فَقَـد يَبلُـغُ النَفسَ مِقدارُها
وَأَفنـى الحَـوادِثُ سـاداتَنا
وَمَــرُّ اللَيـالي وَتَكرارُهـا
عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث بن نظام بن جشم الهمداني.شاعر اليمانيين، بالكوفة وفارسهم في عصره.ويعد من شعراء الدولة الأموية. كان أحد الفقهاء القراء، وقال الشعر فعرف به وكان من الغزاة أيام الحجاج، غزا الديلم وله شعر كثير في وصف بلادهم ووقائع المسلمين معهم.ولما خرج عبد الرحمن بن الأشعث انحاز الأعشى إليه واستولى على سجستان معه وقاتل رجال الحجاج الثقفي. ثم جيء به إلى الحجاج أسيراً بعد مقتل الأشعث، فأمر به الحجاج فضربت عنقه.