
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُشاشــَةُ نَفــسٍ وَدَّعَـت يَـومَ وَدَّعـوا
فَلَـــم أَدرِ أَيَّ الظــاعِنَينِ أُشــَيِّعُ
أَشــاروا بِتَســليمٍ فَجُـدنا بِـأَنفُسٍ
تَســيلُ مِــنَ الآمـاقِ وَالسـِمِ أَدمُـعُ
حَشـايَ عَلـى جَمـرٍ ذَكِـيٍّ مِـنَ الهَـوى
وَعَينـايَ فـي رَوضٍ مِـنَ الحُسـنِ تَرتَعُ
وَلَـو حُمِّلَـت صـُمُّ الجِبـالِ الَّذي بِنا
غَــداةَ اِفتَرَقنــا أَو شـَكَت تَتَصـَدَّعُ
بِمـا بَيـنَ جَنبَـيَّ الَّـتي خاضَ طَيفُها
إِلَــيَّ الــدَياجي وَالخَلِيّــونَ هُجَّـعُ
أَتَـت زائِراً مـا خامَرَ الطيبُ ثَوبَها
وَكَالمُســكِ مِــن أَردانِهــا يَتَضـَوَّعُ
فَمـا جَلَسـَت حَتّى اِنثَنَت توسِعُ الخُطا
كَفاطِمَــةٍ عَــن دَرِّهــا قَبـلَ تُرضـِعُ
فَشـَرَّدَ إِعظـامي لَهـا مـا أَتـى بِها
مِـنَ النَـومِ وَاِلتاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ
فَيـا لَيلَـةً مـا كـانَ أَطـوَلَ بِتُّهـا
وَســُمُّ الأَفــاعي عَــذبُ مـا أَتَجَـرَّعُ
تَذَلَّل لَها وَاِخضَع عَلى القُربِ وَالنَوى
فَمــا عاشــِقٌ مَــن لا يَـذِلُّ وَيَخضـَعُ
وَلا ثَـوبُ مَجـدٍ غَيـرَ ثَـوبِ اِبنِ أَحمَدٍ
عَلـــى أَحَـــدٍ إِلّا بِلُـــؤمٍ مُرَقَّــعُ
وَإِنَّ الَّــذي حــابى جَديلَــةَ طَيِّــئٍ
بِـهِ اللَـهُ يُعطـي مَـن يَشـاءُ وَيَمنَعُ
بِــذي كَــرَمٍ مـا مَـرَّ يَـومٌ وَشَمسـُهُ
عَلــى رَأسِ أَوفـى ذِمَّـةً مِنـهُ تَطلُـعُ
فَأَرحـــامُ شـــِعرٍ يَتَصــِلنَ لَــدُنَّهُ
وَأَرحـــامُ مــالٍ لا تَنــي تَتَقَطَّــعُ
فَـتىً أَلـفُ جُـزءٍ رَأيُـهُ فـي زَمـانِهِ
أَقَــلُّ جُزَيــءٍ بَعضـُهُ الـرَأيُ أَجمَـعُ
غَمــامٌ عَلَينــا مُمطِـرٌ لَيـسَ يُقشـِعُ
وَلا البَـرقُ فيـهِ خُلَّبـاً حيـنَ يَلمَـعُ
إِذا عَرَضــَت حــاجٌ إِلَيــهِ فَنَفســُهُ
إِلــى نَفســِهِ فيهــا شـَفيعٌ مُشـَفَّعٌ
خَبَـت نـارُ حَـربٍ لَـم تَهِجهـا بَنانُهُ
وَأَســمَرُ عُريـانٌ مِـنَ القِشـرِ أَصـلَعُ
نَحيـفُ الشـَوى يَعـدو عَلـى أُمِّ رَأسِهِ
وَيَحفــى فَيَقـوى عَـدوُهُ حيـنَ يُقطَـعُ
يَمُــجُّ ظَلامــاً فــي نَهــارٍ لِسـانُهُ
وَيُفهِـمُ عَمَّـن قـالَ مـا لَيـسَ يَسـمَعُ
ذُبــابُ حُســامٍ مِنـهُ أَنجـى ضـَريبَةً
وَأَعصــى لِمَــولاهُ وَذا مِنــهُ أَطـوَعُ
فَصـيحٌ مَـتى يَنطِـق تَجِـد كُـلَّ لَفظَـةٍ
أُصــولَ البَراعــاتِ الَّــتي تَتَفَـرَّعُ
بِكَــفِّ جَــوادٍ لَــو حَكَتهـا سـَحابَةٌ
لَمـا فاتَها في الشَرقِ وَالغَربِ مَوضِعُ
وَلَيــسَ كَبَحـرِ المـاءِ يَشـتَقُّ قَعـرَهُ
إِلـى حَيـثُ يَفنـى الماءُ حوتٌ وَضِفدَعُ
أَبَحــرٌ يَضــُرُّ المُعتَفيــنَ وَطَعمُــهُ
زُعـــاقٌ كَبَحـــرٍ لا يَضــُرُّ وَيَنفَــعُ
يَـتيهُ الـدَقيقُ الفِكرِ في بُعدِ غَورِهِ
وَيَغــرَقُ فــي تَيّــارِهِ وَهـوَ مِصـقَعُ
أَلا أَيُّهــا القَيـلُ المُقيـمُ بِمَنبِـجٍ
وَهِمَّتُــهُ فَــوقَ الســِماكَينِ توضــِعُ
أَلَيــسَ عَجيبــاً أَنَّ وَصــفَكَ مُعجِــزٌ
وَأَنَّ ظُنــوني فــي مَعاليــكَ تَظلَـعُ
وَأَنَّــكَ فــي ثَــوبٍ وَصـَدرُكَ فيكُمـا
عَلــى أَنَّـهُ مِـن سـاحَةِ الأَرضِ أَوسـَعُ
وَقَلبُـكَ فـي الـدُنيا وَلَو دَخَلَت بِنا
وَبِـالجِنِّ فيـهِ مـا دَرَت كَيـفَ تَرجِـعُ
أَلا كُــلُّ سـَمحٍ غَيـرَكَ اليَـومَ باطِـلٌ
وَكُــلُّ مَديــحٍ فــي ســِواكَ مُضــَيَّعٌ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.