
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنْ أُمِّ أَوْفَــى دِمْنَـةٌ لَـمْ تَكَلَّـمِ
بِحَوْمَانَـــةِ الـــدُّرَّاجِ فَــالْمُتَثَلَّمِ
وَدَارٌ لَهَـــا بِــالرَّقْمَتَيْنِ كَأَنَّهَــا
مَرَاجِــعُ وَشــْمٍ فِــي نَوَاشـِرِ مِعْصـَمِ
بِهَـا الْعِيـنُ وَالْأَرْآمُ يَمْشـِينَ خِلْفَـةً
وَأَطْلَاؤُهَــا يَنْهَضــْنَ مِـنْ كُـلِّ مَجْثِـمِ
وَقَفْـتُ بِهَـا مِـنْ بَعْـدِ عِشـْرِينَ حِجَّـةً
فَلَأْيـاً عَرَفْـتُ الـدَّارَ بَعْـدَ التَّـوَهُّمِ
أَثَــافِيَّ ســُفْعاً فِــي مُعَـرَّسِ مِرْجَـلٍ
وَنُؤْيــاً كَجِـذْمِ الْحَـوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّـمِ
فَلَمَّـا عَرَفْـتُ الـدَّارَ قُلْـتُ لِرَبْعِهَـا
أَلَا عِـمْ صـَبَاحاً أَيُّهَـا الرَّبْعُ وَاسْلَمِ
تَبَصـَّرْ خَلِيلِـي هَـلْ تَـرَى مِـنْ ظَعَائِنٍ
تَحَمَّلـنَ بِالْعَلْيَـاءِ مِـنْ فَـوْقِ جُرْثُـمِ
عَلَـــوْنَ بِأَنْمَـــاطٍ عِتَــاقٍ وَكِلَّــةٍ
وِرَادٍ حَوَاشـــِيهَا مُشــَاكِهَةِ الــدَّمِ
وَفِيهِــنَّ مَلْهــىً لِلصــَّدِيقِ وَمَنْظَــرٌ
أَنِيــقٌ لِعَيْــنِ النَّــاظِرِ الْمُتَوَسـِّمِ
بَكَــرْنَ بُكُــوراً وَاســْتَحَرْنَ بِسـُحْرَةٍ
فَهُــنَّ لِـوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَـدِ لِلْفَـمِ
جَعَلْــنَ الْقَنَـانَ عَـنْ يَمِيـنٍ وَحَزْنَـهُ
وَكَــمْ بِالْقَنَــانِ مِـنْ مُحِـلٍّ وَمُحْـرِمِ
ظَهَــرْنَ مِــنَ السـُّوبَانِ ثُـمَّ جَزَعْنَـهُ
عَلَــى كُــلِّ قَيْنِــيٍّ قَشــِيبٍ مُفَــأَّمِ
كَـأَنَّ فُتَـاتَ الْعِهْـنِ فِـي كُـلِّ مَنْـزِلٍ
نَزَلْــنَ بِـهِ حَـبُّ الْفَنَـا لَـمْ يُحَطَّـمِ
فَلَمَّــا وَرَدْنَ الْمَـاءَ زُرْقـاً جِمَـامُهُ
وَضــَعْنَ عِصــِيَّ الْحَاضــِرِ الْمُتَخَيِّــمِ
سـَعَى سـَاعِياً غَيْـظِ بْـنِ مُـرَّةَ بَعْدَمَا
تَبَــزَّلَ مَـا بَيْـنَ الْعَشـِيرَةِ بِالـدَّمِ
فَأَقْسـَمْتُ بِـالْبَيْتِ الَّـذِي طَـافَ حَوْلَهُ
رِجَــالٌ بَنَــوهُ مِــنْ قُرَيْـشٍ وَجُرْهُـمِ
يَمِينــاً لَنِعْــمَ السـَّيِّدَانِ وُجِـدْتُمَا
عَلَــى كُـلِّ حَـالٍ مِـنْ سـَحِيلٍ وَمُبْـرَمِ
تَــدَارَكْتُمَا عَبْسـاً وَذُبْيَـانَ بَعْـدَمَا
تَفَـانَوْا وَدَقُّـوا بَيْنَهُـمْ عِطْـرَ مَنْشِمِ
وَقَـدْ قُلْتُمَـا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ واسِعاً
بِمَــالٍ وَمَعْــرُوفٍ مِـنَ الْأَمْـرِ نَسـْلَمِ
فَأَصـْبَحْتُمَا مِنْهَـا عَلَـى خَيْـرِ مَـوْطِنٍ
بَعِيــدَيْنِ فِيهَـا مِـنْ عُقُـوقٍ وَمَـأْثَمِ
عَظِيمَيْــنِ فِـي عُلْيَـا مَعَـدٍّ وَغَيْرِهَـا
وَمَـنْ يَسـْتَبِحْ كَنْـزاً مِنَ الْمَجْدِ يَعْظُمِ
فَأَصــْبَحَ يَجْــرِي فِيهُـمُ مِـنْ تِلَادِكُـمْ
مَغَــانِمُ شــَتَّى مِـنْ إِفَـالِ الْمُزَنَّـمِ
تُعَفَّــى الْكُلُـومُ بِـالْمِئِينَ فَأَصـْبَحَتْ
يُنَجِّمُهَــا مَــنْ لَيْـسَ فِيهَـا بِمُجْـرِمِ
يُنَجِّمُهَـــا قَـــوْمٌ لِقَــوْمٍ غَرَامَــةً
وَلَـمْ يُهَرِيقُـوا بَيْنَهُـمْ مِلْـءَ مِحْجَـمِ
فَمِــنْ مُبْلِــغُ الْأَحْلَافِ عَنِّــي رِسـَالَةً
وَذُبْيَــانَ هَــلْ أَقْسـَمْتُمُ كُـلَّ مُقْسـَمِ
فَلَا تَكْتُمُـنَّ اللَّـهَ مَـا فِـي نُفُوسـِكُمْ
لِيَخْفَـى وَمَهْمَـا يُكْتَـمِ اللَّـهُ يَعْلَـمِ
يُــؤَخَّرْ فَيُوْضــَعْ فِـي كِتَـابٍ فَيُـدَّخَرْ
لِيَــوْمِ الْحِســَابِ أَوْ يُعَجَّـلْ فَيُنْقَـمِ
وَمَـا الْحَـرْبُ إِلَّا مَـا عَلِمْتُـمْ وَذُقْتُمُ
وَمَـا هُـوَ عَنْهَـا بِالْحَـدِيثِ الْمُرَجَّـمِ
مَتَــى تَبْعَثُوهَــا تَبْعَثُوهَـا ذَمِيمَـةً
وَتَضـــْرَ إِذَا ضـــَرَّيْتُمُوهَا فَتَضــْرَمِ
فَتَعْرُكْكُــمُ عَــرْكَ الرَّحَـى بِثِفَالِهَـا
وَتَلْقَــحْ كِشــَافاً ثُـمَّ تَحْمِـلْ فَتُتْئِمِ
فَتُنْتَــجْ لَكُـمْ غِلْمَـانَ أَشـْأَمَ كُلُّهُـمْ
كَــأَحْمَرِ عَــادٍ ثُــمَّ تُرْضـِعْ فَتَفْطِـمِ
فَتُغْلِــلْ لَكُــمْ مَـا لَا تُغِـلُّ لِأَهْلِهَـا
قُــرَىً بِـالْعِرَاقِ مِـنْ قَفِيـزٍ وَدِرْهَـمِ
لَعَمْــرِي لَنِعْــمَ الْحَـيُّ جَـرَّ عَلَيْهِـمُ
بِمَـا لَا يُـوَاتِيهِمْ حُصـَيْنُ بْـنُ ضَمْضـَمِ
وَكَــانَ طَــوَى كَشـْحاً عَلَـى مُسـْتَكِنَّةٍ
فَلَا هُـــوَ أَبْــدَاهَا وَلَــمْ يَتَقَــدَّمِ
وَقَــالَ سَأَقْضــِي حَـاجَتِي ثُـمَّ أَتَّقِـي
عَــدُوِّي بِــأَلْفٍ مِــنْ وَراَئِيَ مُلْجَــمِ
فَشــَدَّ وَلَــمْ تَفْــزَعْ بُيُـوتٌ كَثِيـرَةٌ
لَـدَى حَيْـثُ أَلْقَـتْ رَحْلَهَـا أُمُّ قَشـْعَمِ
لَــدَى أَســَدٍ شــَاكِي السـِّلَاحِ مُقَـذَّفٍ
لَــهُ لِبَــدٌ أَظْفَــارُهُ لَــمْ تُقَلَّــمِ
جَرِيــءٍ مَتَـى يُظْلَـمْ يُعَـاقِبْ بِظُلْمِـهِ
ســَرِيعاً وَإِلَّا يُبْــدَ بِـالظُّلْمِ يَظْلِـمِ
رَعَوْا مَا رَعَوْا مِنْ ظِمْئِهِمْ ثُمَّ أَوْرَدُوا
غِمَــاراً تَســِيلُ بِالرِّمَـاحِ وَبِالـدَّمِ
فَقَضـَّوْا مَنَايَـا بَيْنَهُـمْ ثُـمَّ أَصْدَرُوا
إِلَــــى كَلَأٍ مُســــْتَوْبَلٍ مُتَــــوَخَّمِ
لَعَمــرُكَ مـا جَـرَّت عَلَيهِـم رِمـاحُهُم
دَمَ ابْــنِ نَهِيـكٍ أَوْ قَتِيـلِ الْمُثَلَّـمِ
وَلَا شـَارَكُوا فِـي الْقَوْمِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ
وَلَا وَهَــبٍ مِنْهُــمْ وَلَا ابْـنِ الْمُحَـزَّمِ
فَكُلّاً أَرَاهُــمْ أَصــْبَحُوا يَعْقِلُــونَهُمْ
عُلَالَــةَ أَلْــفٍ بَعْــدَ أَلْــفٍ مُصــَتَّمِ
تُســَاقُ إِلَــى قَــوْمٍ لِقَـوْمٍ غَرَامَـةً
صــَحِيحَاتِ مَــالٍ طَالِعَــاتٍ بِمَخْــرِمِ
لِحَــيٍّ حِلَالٍ يَعْصــِمُ النَّــاسَ أَمْرُهُـمْ
إِذَا طَلَعَـتْ إِحْـدَى اللَّيَـالِي بِمُعْظَـمِ
كِــرَامٍ فَلَا ذُو الْـوِتْرِ يُـدْرِكُ وِتْـرَهُ
لَـدَيْهِمْ وَلَا الْجَـانِي عَلَيْهِـمْ بِمُسـْلَمِ
سـَئِمْتُ تَكَـالِيفَ الْحَيَـاةِ وَمَـنْ يَعِـشْ
ثَمَــانِينَ حَــوْلاً لَا أَبَـا لَـكَ يَسـْأَمِ
رَأَيْـتُ الْمَنَايَـا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ
تُمِتْــهُ وَمَــنْ تُخْطِـئْ يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ
وَأَعْلَـمُ عِلْـمَ الْيَـوْمِ وَالْأَمْـسِ قَبْلَـهُ
وَلَكِنَّنِـي عَـنْ عِلْـمِ مَـا فِـي غَدٍ عَمِي
وَمَــنْ لَا يُصـَانِعْ فِـي أُمُـورٍ كَثِيـرَةٍ
يُضــَرَّسْ بِأَنْيَــابٍ وَيُوطَــأْ بِمَنْســِمِ
وَمَــنْ يَـكُ ذَا فَضـْلٍ فَيَبْخَـلْ بِفَضـْلِهِ
عَلَــى قَــوْمِهِ يُسـْتَغْنَ عَنْـهُ وَيُـذْمَمِ
وَمَـنْ يَجْعَـلِ الْمَعْـرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ
يَفِــرْهُ وَمَـنْ لَا يَتَّـقِ الشـَّتْمَ يُشـْتَمِ
وَمَــنْ لَا يَــذُدْ عَــنْ حَوْضـِهِ بِسـِلَاحِهِ
يُهَـدَّمْ وَمَـنْ لَا يَظْلِـمِ النَّـاسَ يُظْلَـمِ
وَمَـنْ هَـابَ أَسـْبابَ الْمَنِيَّـةِ يَلْقَهَـا
وَلَــوْ رَامَ أَســْبَابَ السـَّمَاءِ بِسـُلَّمِ
وَمَــنْ يَعْـصِ أَطْـرَافَ الزُّجَـاجِ فَـإِنَّهُ
يُطِيــعُ الْعَـوَالِي رُكِّبَـتْ كُـلَّ لَهْـذَمِ
وَمَـنْ يُـوفِ لَا يُـذْمَمْ وَمَـنْ يُفْضِ قَلْبُهُ
إِلَـــى مُطْمَئِنِّ الْبِـــرِّ لَا يَتَجَمْجَــمِ
وَمَــنْ يَغْتَـرِبْ يَحْسـِبْ عَـدُوّاً صـَدِيقَهُ
وَمَـــنْ لَا يُكَــرِّمْ نَفْســَهُ لَا يُكَــرَّمِ
وَمَهْمَـا تَكُـنْ عِنْـدَ امْـرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ
وَإِنْ خَالَهَـا تَخْفَـى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
وَمَـنْ لَا يَـزَلْ يَسـْتَحْمِلُ النَّـاسَ نَفْسَهُ
وَلَا يُغْنِهَـا يَوْمـاً مِـنَ الـدَّهْرِ يُسْأَمِ
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.