
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَأَقْصَرَ بَاطِلُهْ
وَعُــرِّيَ أَفْـرَاسُ الصـِّبَا وَرَوَاحِلُـهْ
وَأَقْصــَرْتُ عَمَّــا تَعْلَمِيـنَ وَسـُدِّدَتْ
عَلَـيَّ سـِوَى قَصـْدِ السـَّبِيلِ مَعَادِلُهْ
وَقَـالَ الْعَـذَارَى إِنَّمَـا أَنْتَ عَمُّنَا
وَكَـانَ الشـَّبَابُ كَـالْخَلِيطِ نُزَايِلُهْ
فَأَصـْبَحْتُ مَـا يَعْرِفـنَ إِلَّا خَلِيقَتِـي
وَإِلَّا سـَوَادَ الـرَّأْسِ وَالشَّيْبُ شَامِلُهْ
لِمَـنْ طَلَـلٌ كَـالْوَحْيِ عَـافٍ مَنَازِلُهْ
عَفَـا الـرَّسُّ مِنْهُ فَالرُّسَيْسُ فَعَاقِلُهْ
فَرَقْــدٌ فَصــَاراتٌ فَأَكْنَـافُ مَنْعِـجٍ
فَشــَرْقِيُّ ســَلْمَى حَوْضـُهُ فَأَجَـاوِلُهْ
فَــوَادِي الْبَـدِيِّ فَـالطَّوِيُّ فَثَـادِقٌ
فَـوَادِي الْقَنَـانِ جِزْعُـهُ فَأَفَـاكِلُهْ
وَغَيْــثٍ مِــنَ الْوَسـْمِيِّ حُـوٍّ تِلَاعُـهُ
أَجَـابَتْ رَوَابِيـهِ النِّجَـا وَهَوَاطِلُهْ
هَبَطْــتُ بِمَمْسـُودِ النَّوَاشـِرِ سـَابِحٍ
مُمَـرٍّ أَسـِيلِ الْخَـدِّ نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهْ
تَمِيــمٍ فَلَوْنَــاهُ فَأُكْمِــلَ صـُنْعُهُ
فَتَــمَّ وَعَزَّتْــهُ يَــدَاهُ وَكَــاهِلُهْ
أَمِيــنٍ شـَظَاهُ لَـمْ يُخَـرَّقْ صـِفَاقُهُ
بِمِنْقَبَــةٍ وَلَــمْ تُقَطَّــعْ أَبَـاجِلُهْ
إِذَا مَـا غَدَوَنَا نَبْتَغِي الصَّيْدَ مَرَّةً
مَتَــى نَــرَهُ فَإِنَّنَــا لَا نُخَـاتِلُهْ
فَبَيْنَـا نُبَغِّـي الصـَّيْدَ جَاءَ غُلَامُنَا
يَــدِبُّ وَيُخْفِــي شَخْصــَهُ وَيُضـَائِلُهْ
فَقَــالَ شــِيَاهٌ رَاتِعَــاتٌ بِقَفْـرَةٍ
بِمُسْتَأْسـِدِ الْقُرْيَـانِ حُـوٍّ مَسـَائِلُهْ
ثَلَاثٌ كَــأَقْوَاسِ الســَّرَاءِ وَمِســْحَلٌ
قَـدِ اخْضـَرَّ مِنْ لَسِّ الْغَمِيرِ جَحَافِلُهْ
وَقَـدْ خَـرَّمَ الطُّـرَّادُ عَنْـهُ جِحَاشـَهُ
فَلَــمْ يَبْــقَ إِلَّا نَفْســُهُ وَحَلَائِلُـهْ
فَقَـالَ أَمِيرِي مَا تَرَى رَأْيَ مَا نَرَى
أَنَخْتِلُــهُ عَـنْ نَفْسـِهِ أَمْ نُصـَاوِلُهْ
فَبِتْنَـا عُـرَاةً عِنْـدَ رَأْسِ جَوَادِنَـا
يُزَاوِلُنَــا عَــنْ نَفْسـِهِ وَنُزَاوِلُـهْ
وَنَضـــْرِبُهُ حَتَّــى اطْمَئَنَّ قَــذَالُهُ
وَلَـــمْ يَطْمَئِنَّ قَلْبُــهُ وَخَصــَائِلُهْ
وَمُلْجِمُنَــا مَـا إِنْ يَنَـالُ قَـذَالَهُ
وَلَا قَـــدَمَاهُ الْأَرْضَ إِلَّا أَنَـــامِلُهْ
فَلَأْيــاً بِلَأْيٍ مَـا حَمَلْنَـا وَلِيـدَنَا
عَلَـى ظَهْـرِ مَحْبُـوكٍ ظِمَـاءٍ مَفَاصِلُهْ
وَقُلْــتُ لَـهُ سـَدِّدْ وَأَبْصـِرْ طَرِيقَـهُ
وَمَـا هُـوَ فِيـهِ عَـنْ وَصَاتِيَ شَاغِلُهْ
وَقُلْــتُ تَعَلَّــمْ أَنَّ لِلصــَّيْدِ غِـرَّةً
وَإِلَّا تُضـــَيِّعْهَا فَإِنَّـــكَ قَــاتِلُهْ
فَتَبَّــعَ آثَــارَ الشـِّيَاهِ وَلِيـدُنَا
كَشـُؤْبُوبِ غَيْـثٍ يَحْفِـشُ الْأُكْمَ وَابِلُهْ
نَظَــرْتُ إِلَيْــهِ نَظْــرَةً فَرَأَيْتُــهُ
عَلَـى كُـلِّ حَـالٍ مَـرَّةً هُـوَ حَـامِلُهْ
يُثِـرْنَ الْحَصـَى فِـي وَجْهِهِ وَهْوَ لَاحِقٌ
ســِرَاعٌ تَــوَالِيهِ صـِيَابٌ أَوَائِلُـهْ
فَـرَدَّ عَلَيْنَـا الْعَيْرَ مِنْ دُونِ إِلْفِهِ
عَلَـى رُغْمِـهِ يَـدْمَى نَسـَاهُ وَفَائِلُهْ
فَرُحْنَـا بِـهِ يَنْضـُو الْجِيَـادَ عَشِيَّةً
مُخَضـــَّبَةً أَرْســـَاغُهُ وَعَـــوَامِلُهْ
بِـذِي مَيْعَـةٍ لَا مَوْضـِعُ الرُّمْحِ مُسْلِمٌ
لِبُطْـءٍ وَلَا مَـا خَلْـفَ ذَلِـكَ خَـاذِلُهْ
وَأَبْيَــضَ فَيَّــاضٍ يَــدَاهُ غَمَامَــةٌ
عَلَـى مُعْتَفِيـهِ مَـا تُغِـبُّ فَوَاضـِلُهْ
بَكَــرْتُ عَلَيْــهِ غُــدْوَةً فَرَأَيْتُــهُ
قُعُـوداً لَـدَيْهِ بِالصـَّرِيمِ عَـوَاذِلُهْ
يُفَــدِّينَهُ طَــوْراً وَطَـوْراً يَلُمْنَـهُ
وَأَعْيَـا فَمَـا يَـدْرِينَ أَيْنَ مَخَاتِلُهْ
فَأَقْصــَرْنَ مِنْـهُ عَـنْ كَرِيـمٍ مُـرَزَّءٍ
عَـزُومٍ عَلَـى الْأَمْرِ الَّذِي هُوَ فَاعِلُهْ
أَخِـي ثِقَـةٍ لَا تُتْلِـفُ الْخَمْـرُ مَالَهُ
وَلَكِنَّـهُ قَـدْ يُهْلِـكُ الْمَـالَ نَائِلُهْ
تَــرَاهُ إِذَا مَــا جِئْتَــهُ مُتَهَلِّلاً
كَأَنَّـكَ تُعْطِيـهِ الَّـذِي أَنْـتَ سَائِلُهْ
وَذِي نَســَبٍ نَــاءٍ بَعِيــدٍ وَصـَلتَهُ
بِمَـالٍ وَمَـا يَـدْرِي بِأَنَّـكَ وَاصـِلُهْ
وَذِي نِعْمَــةٍ تَمَّمْتَهَــا وَشــَكَرْتَهَا
وَخَصـْمٍ يَكَـادُ يَغْلِـبُ الْحَـقَّ بَاطِلُهْ
دَفَعْـتَ بِمَعْـرُوفٍ مِـنَ الْقَـوْلِ صَائِبٍ
إِذَا مَـا أَضـَلَّ النَّـاطِقِينَ مَفَاصِلُهْ
وَذِي خَطَـلٍ فِـي الْقَـوْلِ يَحْسـِبُ أَنَّهُ
مُصـِيبٌ فَمَـا يُلْمِـمْ بِهِ فَهْوَ قَائِلُهْ
عَبَـأْتَ لَـهُ حِلْمـاً وَأَكْرَمْـتَ غَيْـرَهُ
وَأَعْرَضـْتَ عَنْـهُ وَهْـوَ بَـادٍ مَقَاتِلُهْ
حُذَيْفَــةُ يُنْمِيــهِ وَبَــدْرٌ كِلَاهُمَـا
إِلَـى بَـاذِخٍ يَعْلُو عَلَى مَنْ يُطَاوِلُهْ
وَمَـنْ مِثْـلُ حِصْنٍ فِي الْحُرُوبِ وَمِثْلُهُ
لِإِنْكَــارِ ضــَيْمٍ أَوْ لِأَمْـرٍ يُحَـاوِلُهْ
أَبَـى الضَّيْمَ وَالنُّعْمَانُ يَحْرِقُ نَابُهُ
عَلَيْـهِ فَأَفْضـَى وَالسـُّيُوفُ مَعَـاقِلُهْ
عَزِيـزٌ إِذَا حَـلَّ الْحَلِيفَـانِ حَـوْلَهُ
بِــذِي لَجَــبٍ لَجَّــاتُهُ وَصــَوَاهِلُهْ
يُهَــدُّ لَـهُ مَـا دُونَ رَمْلَـةِ عَالِـجٍ
وَمَـنْ أَهْلُـهُ بِـالْغَوْرِ زَالَتْ زَلَازِلُهْ
وَأَهْــلِ خِبَـاءٍ صـَالِحٍ ذَاتُ بَيْنِهِـمْ
قَـدِ احْتَرَبُـوا فِي عَاجِلٍ أَنَا آجِلُهْ
فَـأَقْبَلْتُ فِـي السَّاعِينَ أَسْأَلُ عَنْهُمُ
سـُؤَالَكَ بِالشـَّيْءِ الَّذِي أَنْتَ جَاهِلُهْ
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.