
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَحَا الْقَلْبُ عَنْ سَلْمَى وَقَدْ كَادَ لَا يَسْلُو
وَأَقْفَـرَ مِـنْ سـَلْمَى التَّعَـانِيقُ فَالثِّقْلُ
وَقَـدْ كُنْـتُ مِـنْ سـَلْمَى سـِنِينَ ثَمَانِيـاً
عَلَـى صـِيرِ أَمْـرٍ مَـا يَمُـرُّ وَمَـا يَحْلُو
وَكُنْــتُ إِذَا مَــا جِئْتُ يَوْمــاً لِحَاجَـةٍ
مَضـَتْ وَأَجَمَّـتْ حَاجَـةُ الْغَـدِ مَـا تَخْلُـو
وَكُــلُّ مُحِــبٍّ أَحْــدَثَ النَّــأْيُ عِنْــدَهُ
ســَلُوَّ فُــؤَادٍ غَيْــرَ حُبِّـكِ مَـا يَسـْلُو
تَـــأَوَّبَنِي ذِكْـــرُ الْأَحِبَّـــةِ بَعْــدَمَا
هَجَعْــتُ وَدُونِـي قُلَّـةُ الْحَـزْنِ فَالرَّمْـلُ
فَأَقْســَمْتُ جَهْـداً بِالْمَنَـازِلِ مِـنْ مِنـىً
وَمَــا سـُحِقَتْ فِيـهِ الْمَقَـادِمُ وَالْقَمْـلُ
لَأَرْتَحِلَـــنْ بِـــالْفَجْرِ ثُـــمَّ لَأَدْأَبَــنْ
إِلَــى اللَّيْــلِ إِلَّا أَنْ يُعَرِّجَنِــي طِفْـلُ
إِلَـى مَعْشـَرٍ لَـمْ يُـورِثِ اللُّـؤْمَ جَـدُّهُم
أَصـــَاغِرَهُمْ وَكُــلُّ فَحْــلٍ لَــهُ نَجْــلُ
تَرَبَّــصْ فَــإِنْ تُقْـوِ الْمَـرَوْرَاةُ مِنْهُـمُ
وَدَارَاتُهَــا لَا تُقْــوِ مِنْهُـمْ إِذاً نَخْـلُ
فَــإِنْ تُقْوِيَــا مِنْهُــمْ فَــإِنَّ مُحَجِّـراً
وَجِـزْعَ الْحِسـَا مِنْهُـمْ إِذاً قَلَّمَـا يَخْلُو
بِلَادٌ بِهَــــا نَـــادَمتُهُمْ وَأَلِفْتُهُـــمْ
فَــإِنْ تُقْوِيَــا مِنْهُــمْ فَإِنَّهُمَـا بَسـْلُ
إِذَا فَزِعُــوا طَـارُوا إِلَـى مُسـْتَغِيثِهِمْ
طِــوَالَ الرِّمَــاحِ لَا ضــِعَافٌ وَلَا عُــزْلُ
بِخَيْـــلٍ عَلَيْهَـــا جِنَّـــةٌ عَبْقَرِيَّـــةٌ
جَـدْيرُونَ يَوْمـاً أَنْ يَنَـالُوا فَيَسْتَعْلُوا
وَإِنْ يُقْتَلُـــوا فَيُشـــْتَفَى بِــدِمَائِهِمْ
وَكَـانُوا قَـدِيماً مِـنْ مَنَايَـاهُمُ الْقَتْلُ
عَلَيْهَـــا أُســُودٌ ضــَارِيَاتٌ لَبُوســُهُمْ
ســـَوَابِغُ بِيــضٌ لَا تُخَرِّقُهَــا النَّبْــلُ
إِذَا لَقِحَـــتْ حَـــرْبٌ عَـــوَانٌ مُضــِرَّةٌ
ضــَرُوسٌ تُهِــرُّ النَّـاسَ أَنْيَابُهَـا عُصـْلُ
قُضــــَاعِيَّةٌ أَوْ أُخْتُهَــــا مُضــــَرِيَّةٌ
يُحَــرَّقُ فِـي حَافَاتِهَـا الْحَطَـبُ الْجَـزْلُ
تَجِـدْهُمْ عَلَـى مَـا خَيَّلَـتْ هُـمْ إِزَائَهَـا
وَإِنْ أَفْســَدَ الْمَـالَ الْجَمَاعَـاتُ وَالْأَزْلُ
يَحُشـــُّونَهَا بِالْمَشـــْرَفِيَّةِ وَالْقَنَـــا
وَفِتْيَـــانِ صــِدْقٍ لَا ضــِعَافٌ وَلَا نُكْــلُ
تَهَـــامُونَ نَجْــدِيُّونَ كَيْــداً وَنُجْعَــةً
لِكُــلِّ أُنَــاسٍ مِــنْ وَقَــائِعِهِمْ ســَجْلُ
هُــمُ ضــَرَبُوا عَــنْ فَرْجِهَــا بِكَتِيبَـةٍ
كَبَيْضــَاءِ حَـرْسٍ فِـي طَوَائِفِهَـا الرَّجْـلُ
مَتَــى يَشــْتَجِرْ قَــوْمٌ تَقُـلْ سـَرَوَاتُهُمْ
هُــمُ بَيْنَنَــا فَهُــمْ رِضـاً وَهُـمُ عَـدْلُ
هُـــمُ جَــدَّدُوا أَحْكَــامَ كُــلِّ مُضــِلَّةٍ
مِــنَ الْعُقْـمِ لَا يُلْفَـى لِأَمْثَالِهَـا فَصـْلُ
بِعَزْمَـــةِ مَـــأْمُورٍ مُطِيـــعٍ وَآمِـــرٍ
مُطَـــاعٍ فَلَا يُلْفَـــى لِحَزْمِهِــمُ مِثْــلُ
وَلَســــْتُ بِلَاقٍ بِالْحِجَـــازِ مُجَـــاوِراً
وَلَا ســـَفَراً إِلَّا لَـــهُ مِنْهُـــمُ حَبْــلُ
بِلَادٌ بِهَـــا عَــزُّوا مَعَــدّاً وَغَيْرَهَــا
مَشـــَارِبُهَا عَـــذْبٌ وَأَعْلَامُهَــا ثَمْــلُ
هُــمُ خَيْــرُ حَــيٍّ مِــنْ مَعَـدٍّ عَلِمْتُهُـمْ
لَهُــمْ نَـائِلٌ فِـي قَـوْمِهِمْ وَلَهُـمْ فَضـْلُ
فَرِحْــتُ بِمَــا خُبِّــرتُ عَــنْ ســَيِّدَيْكُمُ
وَكَانَــا امْرَأَيْـنِ كُـلُّ أَمْرِهِمَـا يَعْلُـو
رَأَى اللَّــهُ بِالْإِحْســَانِ مَـا فَعَلَا بِكُـمْ
فَأَبْلَاهُمَــا خَيْــرَ الْبَلَاءِ الَّـذِي يَبْلُـو
تَــدَارَكْتُمَا الْأَحْلَافَ قَــدْ ثُــلَّ عَرْشـُهَا
وَذُبْيَـانَ قَـدْ زَلَّـتْ بِأَقْـدَامِهَا النَّعْـلُ
فَأَصــْبَحْتُمَا مِنْهَــا عَلَـى خَيْـرِ مَـوْطِنٍ
ســَبِيلُكُمَا فِيــهِ وَإِنْ أَحْزَنُــوا سـَهْلُ
إِذَا السـَّنَةُ الشـَّهْبَاءُ بِالنَّـاسِ أَجْحَفَتْ
وَنَـالَ كِـرَامَ الْمَـالِ فِي الْجَحْرَةِ الْأَكْلُ
رَأَيْــتُ ذَوِي الْحَاجَــاتِ حَـوْلَ بُيُـوتِهِمْ
قَطِينــاً بِهَـا حَتَّـى إِذَا نَبَـتَ الْبَقْـلُ
هُنَالِـكَ إِنْ يُسـْتَخْبَلُوا الْمَـالَ يُخْبِلُوا
وَإِنْ يُسْأَلُوا يُعْطُوا وَإِنْ يَيْسِرُوا يُغْلُوا
وَفِيهِـــم مَقَامَــاتٌ حِســَانٌ وُجُــوهُهُمْ
وَأَنْدِيَــةٌ يَنْتَابُهَــا الْقَـوْلُ وَالْفِعْـلُ
عَلَــى مُكْثِرِيهِــمْ رِزْقُ مَــنْ يَعْتَرِيهِـمُ
وَعِنْــدَ الْمُقِلِّيــنَ السـَّمَاحَةُ وَالْبَـذْلُ
وَإِنْ جِئْتَهُــمْ أَلْفَيْــتَ حَــوْلَ بُيُـوتِهِمْ
مَجَــالِسَ قَـدْ يُشـْفَى بِأَحْلَامِهَـا الْجَهْـلُ
وَإِنْ قَــامَ فِيهِــمْ حَامِـلٌ قَـالَ قَاعِـدٌ
رَشـــَدْتَ فَلَا غُـــرْمٌ عَلَيْــكَ وَلَا خَــذْلُ
ســَعَى بَعْــدَهُمْ قَــوْمٌ لِكَـيْ يُـدْرِكُوهُمُ
فَلَـمْ يَفْعَلُـوا وَلَم ْيُلِيمُوا وَلَمْ يَأْلُوا
فَمَــا يَــكُ مِــنْ خَيْـرٍ أَتَـوْهُ فَإِنَّمَـا
تَـــوَارَثَهُ آبَـــاءُ آبَـــائِهِمْ قَبْــلُ
وَهَـــلْ يُنْبِـــتُ الْخَطِّــيَّ إِلَّا وَشــِيجُهُ
وَتُغْــرَسُ إِلَّا فِــي مَنَابِتِهَــا النَّخْــلُ
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.