
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَانَ الْخَلِيطُ وَلَمْ يَأْوُوا لِمَنْ تَرَكُوا
وَزَوَّدُوكَ اشــْتِيَاقاً أَيَّــةً ســَلَكُوا
رَدَّ الْقِيَـانُ جِمَـالَ الْحَيِّ فَاحْتَمَلُوا
إِلَـى الظَّهِيـرَةِ أَمْـرٌ بَيْنَهُـمْ لَبِـكُ
مَــا إِنْ يَكَـادُ يُخَلِّيهِـم لِـوِجْهَتِهِم
تَخَالُــجُ الْأَمْــرِ إِنَّ الْأَمْـرَ مُشـْتَرَكُ
ضــَحَّوْا قَلِيلاً قَفَـا كُثبـانِ أَسـْنُمَةٍ
وَمِنْهُـــمُ بِالْقَســـُومِيَّاتِ مُعْتَــرَكُ
ثُـمَّ اسـْتَمَرُّوا وَقَـالُوا إِنَّ مَشْرَبَكُمْ
مَـاءٌ بِشـَرْقِيِّ سـَلْمَى فَيْـدُ أَوْ رَكَـكُ
يَغْشَى الْحُدَاةُ بِهِمْ وَعْثَ الْكَثِيبِ كَمَا
يُغْشـَي السـَّفَائِنَ مَوْجَ اللُّجَّةِ الْعَرَكُ
هَــلْ تُبْلِغَنِّـيَ أَدْنَـى دَارِهِـمْ قُلُـصٌ
يُزْجِـي أَوَائِلَهَـا التَّبْغِيـلُ وَالرَّتَكُ
مُقْــوَرَّةٌ تَتَبَــارَى لَا شــَوَارَ لَهَـا
إِلَّا الْقُطُـوعُ عَلَـى الْأَنْسـَاعِ وَالْوُرُكُ
مِثْـلُ النَّعَـامِ إِذَا هَيَّجْتَهَا ارْتَفَعَتْ
عَلَـى لَـوَاحِبَ بِيـضٍ بَيْنَهَـا الشـَّرَكُ
وَقَــدْ أَرُوحُ أَمَـامَ الْحَـيِّ مُقْتَنِصـاً
قُمْـراً مَرَاتِعُهَـا الْقِيعَـانُ وَالنَّبَكُ
وَصـــَاحِبِي وَرْدَةٌ نَهْــدٌ مَرَاكِلُهَــا
جَــرْدَاءُ لَا فَحَــجٌ فِيهَــا وَلَا صـَكَكُ
مَـرّاً كِفَاتاً إِذَا مَا الْمَاءُ أَسْهَلَهَا
حَتَّــى إِذَا ضـُرِبَتْ بِالسـَّوْطِ تَبْتَـرِكُ
كَأَنَّهَــا مِـنْ قَطَـا الْأَجْبَـابِ حَلَّأَهَـا
وِرْدٌ وَأَفْـرَدَ عَنْهَـا أُخْتَهَـا الشـَّرَكُ
جُونِيَّــةٌ كَحَصــَاةِ الْقَسـْمِ مَرْتَعُهَـا
بِالسـِيِّ مَـا تُنْبِتُ الْقَفْعَاءُ وَالْحَسَكُ
أَهْـوَى لَهَـا أَسـْفَعُ الْخَـدَّيْنِ مُطَّـرِقٌ
رِيـشَ الْقَـوَادِمِ لَمْ يُنْصَبْ لَهُ الشَبَكُ
لَا شــَيْءَ أَسـْرَعُ مِنْهَـا وَهْـيَ طَيِّبَـةٌ
نَفْسـاً بِمَـا سـَوْفَ يُنْجِيهَـا وَتَتَّـرِكُ
دُونَ السـَّمَاءِ وَفَـوْقَ الْأَرْضِ قَـدْرُهُمَا
عِنْــدَ الــذُّنَابَى فَلَا فَـوْتٌ وَلَا دَرَكُ
عِنْـدَ الـذُّنَابَى لَهَـا صـَوْتٌ وَأَزْمَلَةٌ
يَكَــادُ يَخْطَفُهَــا طَــوْراً وَتَهْتَلِـكُ
حَتَّـى إِذَا مَـا هَوَتْ كَفُّ الْوَلِيدِ لَهَا
طَـارَتْ وَفِـي كَفِّـهِ مِـنْ رِيشـِهَا بِتَكُ
ثُـمَّ اسـْتَمَرَّتْ إِلَى الْوَادِي فَأَلْجَأَهَا
مِنْـهُ وَقَـدْ طَمِـعَ الْأَظْفَـارُ وَالْحَنَـكُ
حَتَّـى اسـْتَغَاثَتْ بِمَـاءٍ لَا رِشـَاءَ لَهُ
مِـنَ الْأَبَاطِـحِ فِـي حَافَـاتِهِ الْبُـرَكُ
مُكَلَّــلٍ بِأُصــُولِ النَّبْــتِ تَنْســُجُهُ
رِيــحٌ خَرِيــقٌ لِضـَاحِي مَـائِهِ حُبُـكُ
كَمَــا اسـْتَغَاثَ بِسـَيءٍ فَـزُّ غَيْطَلَـةٍ
خَـافَ الْعُيُـونَ فَلَمْ يُنْظَرْ بِهِ الْحَشَكُ
فَــزَلَّ عَنْهَــا وَأَوْفَـى رَأْسَ مَرْقَبَـةٍ
كَمَنْصـِبِ الْعِتْـرِ دَمَّـى رَأْسـَهُ النُّسُكُ
هَلَّا ســَأَلْتَ بَنِــي الصـَّيْدَاءِ كُلَّهُـمُ
بِــأَيِّ حَبْــلِ جِــوَارٍ كُنْـتُ أَمْتَسـِكُ
فَلَــنْ يَقُولُـوا بِحَبْـلٍ وَاهِـنٍ خَلَـقٍ
لَـوْ كَـانَ قَوْمُـكَ فِي أَسْبَابِهِ هَلَكُوا
يَـا حَـارِ لَا أُرْمَيَـنْ مِنْكُـمْ بِدَاهِيَةٍ
لَـمْ يَلْقَهَـا سـُوقَةٌ قَبْلِـي وَلَا مَلِـكُ
ارْدُدْ يَسـَاراً وَلَا تَعْنُـفْ عَلَيْـهِ وَلَا
تَمْعَـكْ بِعِرْضـِكَ إِنَّ الْغَـادِرَ الْمَعِـكُ
وَلَا تَكُـــونَنْ كَـــأَقْوَامٍ عَلِمْتُهُــمُ
يَلْـوُونَ مَـا عِنْدَهُمْ حَتَّى إِذَا نُهِكُوا
طَــابَتْ نُفُوســُهُمُ عَـنْ حَـقِّ خَصـْمِهِمُ
مَخَافَـةَ الشـَّرِّ فَارْتَدُّوا لِمَا تَرَكُوا
تَعَلَّمَـنْ هَـا لَعَمْـرُ اللَّـهِ ذَا قَسَماً
فَاقْـدِرْ بِـذَرْعِكَ وَانْظُـرْ أَيْنَ تَنْسَلِكُ
لَئِنْ حَلَلْــتَ بِجَــوٍّ فِـي بَنِـي أَسـَدٍ
فِـي دَيْـنِ عَمْـروٍ وَحَالَتْ بَيْنَنَا فَدَكُ
لَيَأْتِيَنَّـــكَ مِنِّـــي مَنْطِــقٌ قَــذَعٌ
بَـاقٍ كَمَـا دَنَّـسَ الْقُبْطِيَّـةَ الْـوَدَكُ
زُهَيْرُ بْنُ أَبِي سُلْمَى رَبِيعَةَ بْنِ رَباحٍ، المُزَنِيّ نَسَباً، الغَطَفانِيُّ نَشْأَةً، شاعِرٌ جاهِلِيٌّ مِنْ أَصْحابِ المُعَلَّقاتِ، وَمِنْ أَصْحابِ الطَبَّقَةِ الأُولَى بَيْنَ الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، عاشَ فِي بَنِي غَطَفانَ وَعاصَرَ حَرْبَ داحِس وَالغَبْراءَ، وَكَتَبَ مُعَلَّقَتَهُ يَمْدَحُ هَرِمَ بْنَ سِنان وَالحارِثَ بْنَ عَوْفٍ اللَّذَيْنِ ساهَما فِي الصُّلْحِ وَإِنْهاءِ الحَرْبِ، تُوُفِّيَ حَوالَيْ سَنَةِ 13 قَبْلَ الهِجْرَةِ.