
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مُلِـثَّ القَطـرِ أَعطِشـها رُبوعـاً
وَإِلّا فَاِسـقِها السـَمَّ النَقيعـا
أُســائِلُها عَــنِ المُتَـدَيِّريها
فَلا تَــدري وَلا تُــذري دُموعـاً
لَحاهــا اللَــهُ إِلّا ماضـِيَيها
زَمـانَ اللَهوِ وَالخَودَ الشُموعا
مُنَعَّمَـــــةٌ مُمَنَّعَـــــةٌ رَداحٌ
يُكَلِّـفُ لَفظُهـا الطَيرَ الوُقوعا
تُرَفِّــعُ ثَوبَهـا الأَردافُ عَنهـا
فَيَبقـى مِـن وِشـاحَيها شَسـوعا
إِذا ماسـَت رَأَيتَ لَها اِرتِجاجاً
لَــهُ لَــولا سـَواعِدُها نَزوعـا
تَــأَلَّمُ دَرزَهُ وَالــدَرزُ لَيــنٌ
كَمـا تَتَـأَلَّمُ العَضـبَ الصَنيعا
ذِراعاهــا عَــدُوّا دُملُجَيهــا
يَظُـنُّ ضـَجيعُها الزَندَ الضَجيعا
كَــأَنَّ نِقابَهــا غَيــمٌ رَقيـقٌ
يُضـيءُ بِمَنعِـهِ البَدرَ الطُلوعا
أَقـولُ لَهـا اِكشِفي ضُرّي وَقولي
بِــأَكثَرَ مِـن تَـدَلُّلِها خُضـوعا
أَخِفـتِ اللَـهَ فـي إِحيـاءِ نَفسٍ
مَـتى عُصـِيَ الإِلَـهُ بِـأَن أُطيعا
غَـدا بِـكَ كُـلُّ خِلـوٍ مُسـتَهاماً
وَأَصــبَحَ كُــلُّ مَسـتورٍ خَليعـا
أُحِبُّــكِ أَو يَقولـوا جَـرَّ نَمـلٌ
ثَـبيراً وَاِبـنُ إِبراهيـمَ ريعا
بَعيـدُ الصـيتِ مُنبَـثُّ السَرايا
يُشـَيِّبُ ذِكـرُهُ الطِفـلَ الرَضيعا
يَغُـضُّ الطَـرفَ مِـن مَكـرٍ وَدَهـيٍ
كَــأَنَّ بِـهِ وَلَيـسَ بِـهِ خُشـوعا
إِذا اِسـتَعطَيتَهُ مـا فـي يَدَيهِ
فَقَـدكَ سـَأَلتَ عَـن سـِرٍّ مُـذيعا
قَبولُـــكَ مِنَّــهُ مَــنٌّ عَلَيــهِ
وَإِلّا يَبتَـــدِئ يَــرَهُ فَظيعــا
لِهـونِ المـالِ أَفرَشـَهُ أَديمـاً
وَلِلتَفريــقِ يَكـرَهُ أَن يَضـيعا
إِذا ضـَرَبَ الأَميـرُ رِقـابَ قَـومٍ
فَمــا لِكَرامَـةٍ مَـدَّ النُطوعـا
فَلَيـــسَ بِــواهِبٍ إِلّا كَــثيراً
وَلَيـــسَ بِقاتِــلٍ إِلّا قَريعــا
وَلَيـــسَ مُؤَدِّبـــاً إِلّا بِنَصــلِ
كَفى الصَمصامَةُ التَعَبَ القَطيعا
عَلِــيٌّ لَيـسَ يَمنَـعُ مِـن مَجيـءِ
مُبــارِزَهُ وَيَمنَعُــهُ الرُجوعـا
عَلِــيٌّ قاتِـلُ البَطَـلِ المُفَـدّى
وَمُبـدِلُهُ مِـنَ الـزَرَدِ النَجيعا
إِذا اِعـوَجَّ القَنـا في حامِليهِ
وَجـازَ إِلـى ضـُلوعِهِمِ الضُلوعا
وَنـالَت ثَأرَهـا الأَكبـادُ مِنـهُ
فَـأَولَتهُ اِنـدِقاقاً أَو صـُدوعا
فَحِـد فـي مُلتَقى الخَيلَينِ عَنهُ
وَإِن كُنـتَ الخُبَعثِنَـةَ الشِحيعا
إِنِ اِســتَجرَأتَ تَرمُقُـهُ بَعيـداً
فَأَنتَ اِسطَعتَ شَيئاً ما اِستُطيعا
وَإِن مـارَيتَني فَـاِركَب حِصـاناً
وَمَثِّلــهُ تَخِــرَّ لَــهُ صــَريعا
غَمــامٌ رُبَّمـا مَطَـرَ اِنتِقامـاً
فَـأَقحَطَ وَدقُـهُ البَلَدَ المَريعا
رَآنـي بَعـدَ مـا قَطَعَ المَطايا
تَيَمُّمُـــهُ وَقَطَّعَــتِ القُطوعــا
فَصــَيَّرَ ســَيلُهُ بَلَـدي غَـديراً
وَصــَيَّرَ خَمــرُهُ سـَنَتي رَبيعـا
وَجـاوَدَني بِـأَن يَعطـي وَأَحـوي
فَــأَغرَقَ نَيلُـهُ أَخـذي سـَريعا
أَمُنســِيَّ الســُكونَ وَحَضـرَمَوتا
وَوالِــدَتي وَكِنـدَةَ وَالسـَبيعا
قِـدِ اِستَقصـَيتَ في سَلبِ الأَعادي
فَـرُدَّ لَهُـم مِنَ السَلبِ الهُجوعا
إِذا مـا لَـم تُسِر جَيشاً إِلَيهِم
أَسـَرتَ إِلـى قُلـوبِهِمِ الهُلوعا
رَضوا بِكَ كَالرِضا بِالشَيبِ قَسراً
وَقَـد وَخَـطَ النَواصِيَ وَالفُروعا
فَلا عَـــزَلٌ وَأَنـــتَ بِلا ســِلاحٍ
لِحاظُـكَ مـا تَكـونُ بِـهِ مَنيعا
لَـوِ اِسـتَبدَلتَ ذِهنَـكَ مِن حُسامٍ
قَـدَدتَ بِـهِ المَغافِرَ وَالدُروعا
لَـوِ اِسـتَفرَغتَ جُهـدَكَ في قِتالٍ
أَتَيـتَ بِـهِ عَلى الدُنيا جَميعا
ســَمَوتَ بِهِمَّــةٍ تَسـمو فَتَسـمو
فَمــا تُلفـى بِمَرتَبَـةٍ قَنوعـا
وَهَبــكَ ســَمَحتَ حَتّـى لا جَـوادٌ
فَكَيــفَ عَلَـوتَ حَتّـى لا رَفيعـا
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.