
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خــذ حــديثي فــإنه معســول
ورجـــال حـــديثهم مغســول
بــت حيــث التفـت شـاهدت روضـاً
وغـديراً وقـابلتني قبـول
غير أن القدود لم أك أدري
قبــل هــذا مـن أي شـيء تميـل
وغصــون الحــدائق الخضـر جـار
بينهـن العنـاق والتقبيـل
فجـرى مـن رويحـة الفجـر فيها
نفــس خـافت النسـيم عليـل
فأثـارت بعـد السكون حراكاً
هزهـــا منــه شــمأل وشــمول
فـإذا القـد مال بعد اعتدال
فـــتيقن أن النســيم عــذول
حبــذا جـور غـادة تتثنـى
باعتــدال وفــي هواهــا عـدول
لـم يزل سحرها إلى الوصل باباً
منه نحو الرضى يكون الوصول
أنـا فـي أسـرها وأسـري عليها
فكلانـا هـو العزيـز الذليل
كلمـا قلـت أسـتطيل عليها
حكـــم الحــب أنهــا تســتطيل
غزلـي مـن قرينـة الحال لا من
غــزل صــدق أهلــه مسـتحيل
ولا ســلو ولا علــو ولكــن
لــي طلــوع مـع الهـوى ونـزول
وإذا جـر مقـودي لـم أجـاذب
فيـه والعاشـق الحـرون ثقيـل
ومـتى قلـت تقطـع الهجر قالت
لا يجـوز الخـروج عمـا تقـول
ولهــا شــافعان خلـق وخلـق
كــل مـا شـئت منهمـا فجميـل
غيـر أن الـدلال شـأن الغواني
والمـبرا مـن العيـوب قليـل
وبنـو منقـذ إذا الشعر لم يو
سـم بأسـمائهم عـراه الخمول
وإذا أثنـت القـوافي عليهـم
شــــرفوها فحظهـــن جزيـــل
ســبقت مولــد الزمـان علاهـم
فهـو جـار مـا بينهـم ونزيل
فــإذا كنــت للمبــارك خلاً
فلــك الــدهر خــادم وخليــل
الكريـم الـذي إذا فـاض جـوداً
فلـه البحـر والغمـام رسيل
ملــك يحتمــي بحــدي ظبـاه
وســــطاه رعيــــة ورعيــــل
الكـبير الأخـص لم ينعتوه
باختصــــاص وقــــدره مجهـــول
إنمـا النعـت فـي معاليه فضل
وهـو فـي نعـت آخريـن فضـول
لـم يفـارق أهل الصعيدين إلا
ولمــن فيهمــا عليــه عويـل
أفسـدتهم عـوائد لـك فيهـم
ضـل عنهـا الحادي وحار الدليل
ولـو أن النجـوم رامت مساعيك
لســدت فــي وجههـن السـبيل
أنـت بالسـيف واليراعـة أدرى
ولـك الـبيض واليـراع قبيـل
لســت ممـن يـزداد إن قلـدوه
عملاً قــدرك الجليــل جليــل
ولا ولا أنــت مــن رجـال إذا مـا
عزلــوهم بمجـدهم مهـزول
وإذا كنـت واليـاً بالسجايا
والعطايــا فغيــرك المعــزول
لــك فـي كـل نـاظر وضـمير
إمــرة أمــر حكمهــا لا يـزول
ومكــان مخيـم حيـث وجـه الـب
در تــاج والمشـتري إكليـل
وأواخــي رياســة يتــوخى العـزم
فيهـا والصـارم المسلول
وإذا المنقـــذ حــاول نصــراً
للقـوافي فغيرهـا المخـذول
يســتمد المديـح مـن حسـنات
مجــدها واسـع الـرداء صـقيل
نسـب صـار فـي البسـيطة عنـه
حســـب فخــره عــري طويــل
هـذه خدمـة القـدوم دعاهـا
ســـائق مزعــج وحــاد عجــول
فتقبـل لطائفـاً ليـس عنها
مــن ثــواب يجــوز إلا القبـول
كلمــات تـأتي الحـزون وتمشـي
حيــث لانــت أباطـح وسـهول
وإذا مــا أردت نحــت صــخور
فلســـاني بنحتهـــن كفيــل
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.