
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لياليــك مــن بشــر تهـش وتبسـم
وأيامـك الحسـنى بمجـدك تقسـم
يســوق التهــاني طاعـة ومحبـة
علـى بابـك الميمـون عيـد وموسم
لـك الحـظ مـن عـامين مـاض ومقبل
يحثهمـــا ذو حجـــة ومحـــرم
فمســتقبل أضــحى بشــكرك يبتــدي
ومـاض وقـد أمسـى بذكرك يختم
وفـي مثـل هـذا الشـهر عرفـت يمنـه
سـما بـك عزم نحو يحيى مصمم
تيممــت أعمــال الصـعيد لحربـه
فضـاق بـه فـوق الصـعيد التيمم
جلبــت إليـه عصـبة كامليـة
بأمثــالهم تبنــى المعـالي وتهـدم
إذا نطقــت يــوم الجلاد سـيوفها
فـإن لسـان النصـر منهـم يفهـم
تريـك سـنى الأصـباح منهـا أسـنة
حكتهـن فـي ليـل العجاجـة أنجم
صـدمت بهـا يحيـى وقـد كـاد أمره
وتـدبيره الثـاني يتـم ويـبرم
فعــثرت مسـعاه وأطفـأت نـاره
وعــوقت مجــرى سـيله وهـو خضـرم
ولــم يقـدم الفسـطاط إلا وعزمـه
يــــؤخر رجلاً خـــوفه ويقـــدم
أرادت قريـــــش نصــــره وولاءه
ومــا ذاك إلا للمخافــة منكــم
وإلا فلـم تنكـر قريـش بـأنكم
ســنام العلـى والنـاس خـف ومنسـم
وقــد علمــت أحلامهــا وعقولهـا
غـداة عصـتكم أنهـا سـوف تنـدم
ومـا جهلـت أيـام إسـنى وطنبد
وســـاحل هـــروط بأنـــك ضــيغم
وقفــت بهــا تحمـي فوارسـك الـتي
كفيـت أذاهـم حين دافعت عنهم
وأبقيـت فيهـا يـا شجاع بن شاور
طـرازاً علـى كـم الشـجاعة يرقم
وإن عجيبـاً أن سـيفك فـي الوغى
محــل لأرواح العــدى وهـو محـرم
وقـد ولـدت منـك الوزارة واحداً
له النصر يوم الروع والنصل توأم
لئن عرفـت منك الشناشن في الوغى
فوالـدك الهادي أبو الفتح أخزم
أميـر الجيـوش العاضـدي الـذي غدت
بطـاعته الأقـدار تعطـي وتحرم
أخـو معجـزات لـم يصـل قط كاهن
إلـى السـر مـن مكنونها أو منجم
وكـم مـن يد قد نازعتكم إلى العلى
ففزتم بها والله بالغيب أعلم
وقـد أعرضـت عمـن سـواكم فلـم تبت
أعنتهـــا إلا إليكــم تســلم
ملـت مـن الأثقـال عـن قلـب شـاور
نــوائب لا يقــوى بهـن يلملـم
إذا نــابه أمــر فإنــك مخــدم
وإن نــابه ثغــر فإنــك لهـذم
تكفلـت عنـه رحلـة الصـيف والشتا
كأنــك تلتـذ الشـقاحين ينعـم
فيومـاً إلـى أنجـاده أنـت منجد
ويومـاً إلـى إسـعاده أنـت متهـم
نهضـــت لأعمــال المحلــة نهضــة
يداوى بها جسم العلى حين يسقم
ومهــدت أكنــاف البلاد بهيبـة
كفتـك ومـا أهريـق بالسـيف محجـم
بثثـت بها بأساً وجوداً تنافيا
كمـــا تتنـــافى جنـــة وجهنـــم
فلـم يبـق فيهـا مـن عفاتك معدم
ولـم يبـق فيهـا من عذابك مجرم
وعـدت إلـى دسـت الـوزارة قـافلاً
وجيشـك بالتأييـد والنصـر معلم
وكفـــك مبســوط وعــدلك شــامل
ومجــدك محــروس ونهجــك أقـوم
وأضــحت رحــاب الملـك لمـا حللتهـا
تحيـا بتعفير الوجوه وتلثم
أعـــدت علــى الأيــام كــل ظلامــة
ومالـك مـن جور الندى يتظلم
فلـو بلغـت نحـو السـماء بلاغة
لبـاتت لـك الشعري مع الشعر تنظم
عمارة بن علي بن زيدان الحكمي المذحجي اليمني، أبو محمد، نجم الدين. مؤرخ ثقة، وشاعر فقيه أديب، من أهل اليمن، ولد في تهامة ورحل إلى زبيد سنة 531هـ، وقدم مصر برسالة من القاسم بن هشام (أمير مكة) إلى الفائز الفاطمي سنة 550 في وزارة (طلائع بن رزيك) فأحسن الفاطميون إليه وبالغوا في إكرامه، فأقام عندهم، ومدحهم. ولم يزل موالياً لهم حتى دالت دولتهم وملك السلطان (صلاح الدين) الديار المصرية، فرثاهم عمارة واتفق مع سبعة من أعيان المصريين على الفتك بصلاح الدين، فعلم بهم فقبض عليهم وصلبهم بالقاهرة، وعمارة في جملتهم. له تصانيف، منها (أخبار اليمن- ط)، و(أخبار الوزراء المصريين- ط)، و(المفيد في أخبار زبيد)، و(ديوان شعر- خ) كبير.