
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُمَيْـــرَةَ وَدِّعْ إِنْ تَجَهَّــزْتَ غَادِيــا
كَفَـى الشـَّيْبُ والإِسـْلامُ لِلْمَرْءِ ناهِيا
جُنُوْنـاً بِهـا فِيمـا اعْتَشـَرْنا عُلَالَةً
عَلَاقَـــةَ حُـــبٍّ مُسْتَســِرَّاً وَبادِيــا
لَيــالِيَ تَصــْطادُ القُلُــوْبَ بِفـاحِمٍ
تَـراهُ أَثِيثـاً نـاعِمَ النَّبْـتِ عَافِيا
وَجِيــدٍ كَجِيـدِ الرِّيـمِ لَيْـسَ بِعاطِـلٍ
مِـنَ الـدُرِّ والياقُوتِ والشَّذْرِ حالِيا
كــأَنَّ الثُّرَيّـا عُلِّقَـت فَـوْقَ نَحْرِهـا
وجَمْـرَ غَضـىً هَبَّـتْ لَـهُ الرِّيحُ ذاكِيا
إِذا انْــدَفَعَتْ فــي رَيْطَـةٍ وَخَمِيصـَةٍ
وَلَاثَـتْ بـأَعْلَى الـرِّدْفِ بُرْداً يَمانِيا
تُرِيـكَ غَـداةَ البَيْـنِ كَفّـاً وَمِعْصـَماً
وَوَجْهــاً كَــدِينارِ الأَعِــزَّةِ صـافِيا
فَمــا بَيْضـَةُ بـاتَ الظَّلِيـمُ يَحُفُّهـا
وَيَرْفَــعُ عَنْهــا جُؤْجُــؤاً مُتَجافِيـا
وَيَجْعَلُهــا بَيْــنَ الجَنــاحِ وَدَفِّــهِ
وَيُفْرِشـُها وَحْفـاً مِـنَ الـزِّفِّ وَافِيـا
فَيَرْفَــعُ عَنْهــا وَهْـيَ بَيْضـاءُ طَلَّـةُ
وَقَـدْ واجَهَـتْ قَرْناً مِنَ الشَّمْسِ ضاحِيا
بِأَحْســَنَ مِنْهـا يَـوْمَ قَـالَتْ أَرَاحِـلُ
مَـعَ الرَّكْـبِ أَمْ ثـاوٍ لَدَيْنا لَيالِيا
فَـإِنْ تَثْـوِ لَا تُمْلَـلْ وَإِنْ تُضْحِ غَادِياً
تُــزَوَّدْ وَتَرْجِـعْ عَـنْ عُمَيْـرَةَ رَاضـِيا
وَمَـنْ يَـكُ لَا يَبْقَـى عَلَـى النَّأْيِ وُدُّهُ
فَقَــدْ زَوَّدَتْ زَادَاً عُمَيْــرَةُ بَاقِيــا
أَلِكْنِـي إِلَيْهـا عَمْـرَكَ اللهُ يا فَتىً
بِآيَــةِ مـا جـاءَتْ إِلَيْنـا تَهَادِيـا
تَهــادِيَ ســَيْلٍ فِــي أَباطِـحَ سـَهْلَةٍ
إِذا مــا عَلا صــَمْداً تَفَـرَّعَ وادِيـا
فَفـاءَتْ وَلَـمْ تَقْـضِ الَّـذِي هُـوَ أَهْلُهُ
وَمِـنْ حاجَـةِ الإِنْسـانِ مـا لَيْسَ لاقِيا
وَبِتْنــا وِســادانا إِلــى عَلَجَانَـةٍ
وحِقْــفٍ تَهــاداهُ الرِّيـاحُ تَهادِيـا
تُوَســـِّدُنِي كَفّــاً وتَثْنِــي بِمِعْصــَمٍ
عَلَــيَّ وَتَحْـوِي رِجْلَهـا مِـنْ وَرائِيـا
وَهَبَّــتْ لَنــا رِيـحُ الشـَّمالِ بِقِـرَّةٍ
ولا ثَـــوْبَ إِلّا بُرْدُهـــا وَرِدائِيــا
فَمَـا زَالَ بُـرْدِي طَيِّبـاً مِـنْ ثِيابِها
إِلـىَ الحَوْلِ حَتَّى أَنْهَجَ البُرْدُ بالِيا
أَلَا يَـا طَبِيـبَ الجِـنِّ بِـاللَّهِ داوِنِي
فَـإِنَّ طَبِيـبَ الإِنْـسِ أَعْيـاهُ مـا بِيا
فَقـالَ دَوَاءُ الحُـبِّ أَنْ تُلْصـِقَ الحَشَا
بِأَحْشـاءِ مَـنْ تَهْـوَى إِذا كانَ خالِيا
سـَقَتْنِي عَلَـى لَـوحٍ مِـنَ الماءِ شَرْبَةً
سـَقاها بِها اللَّه الذِّهابَ الغَوَادِيا
وأَشـْهَدُ عِنْـدَ اللـهِ أَنْ قَـدْ رأَيْتُها
وعِشـْرِيْنَ مِنْهـا إِصـْبَعاً مِـنْ وَرائِيا
أَقلِّبُهــــا لِلجـــانِبَيْنِ وأَتَّقِـــي
بِهـا الرِّيحَ والشَّفَّانَ مِنْ عَنْ شَمالِيا
أَلَا أَيُّهـا الـوادِي الَّـذِي ضـَمَّ سَيْلُهُ
إِلَيْنـا نَـوَى الحَسـْناءِ حُيِّيتَ وَادِيا
فَيـــالَيْتَنِي والعامِرِيَّــةَ نَلْتَقِــي
نَـرُودُ لِأَهلِينـا الرِّيـاضَ الخَوالِيـا
وَمـا بَرِحَـتْ بِالـدَّيْرِ مِنْهـا أَثـارَة
وبِــالجَوِّ حَتَّــى دَمَّنَتْــهُ لَيالِيــا
فـإِنْ تُقبِلِـي بِـالوُدَّ أُقْبِـلْ بِمِثْلِـهِ
وإِنْ تُـدْبِرِي أَذْهَـبْ إِلـى حالِ بالِيا
أَلَــمْ تَعْلَمِــي أَنِّـي صـَرُومٌ مُواصـِلٌ
إِذا لَـمْ يَكُـنْ شـَيْءٌ لِشـَيْءٍ مُواتِيـا
وَمَـا جِئْتُهـا أَبْغِـي الشـِّفَاءَ بِنَظْرَةٍ
فَأَبْصـــَرْتُها إِلَّا رَجَعْـــتُ بِــدَائِيا
وَلَا طَلَـعَ النَّجْـمُ الَّـذِي يَهْتَـدِي بِـهِ
وَلَا الصـُّبْحُ حَتَّـى هَيَّجَـا ذِكْرَهَـا لِيَا
أَشـَوْقاً وَلَمَّـا يَمْـضِ لِـي غَيْـرُ لَيْلَةٍ
رُوَيْـدَ الْهَـوَى حَتَّـى يَغِيـبَ لَيَالِيـا
وَمَـا جِئْنَ حَتَّـى كَـلَّ مَنْ شَاءَ وَابْتَنَى
وَقُلْــنَ ســَرَفْنَاكُمْ وَكُــنَّ عَوَادِيَــا
أَلَا نَــادِ فــي آثَـارِهِنَّ الْغَوَانِيـا
سـُقِينَ سـِمَاماً مَـا لَهُـنَّ وَمَـا لِيـا
تَجَمَّعْـــنَ مِــنْ شــَتَّى ثَلَاثٍ وَأَرْبَــعٍ
وَوَاحِـــدَةٍ حَتَّــى كَمَلْــنَ ثَمَانِيــا
ســُلَيْمَى وَسـَلْمَى وَالرَّبَـابُ وَتُرْبُهـا
وَأَرْوَى وَرَيَّــا وَالْمُنَــى وَقَطَامِيَــا
وَأَقْبَلْـنَ مِـنْ أَقْصـَى الْخِيامِ يَعُدْنَنِي
نَوَاهِـدَ لَـمْ يَعْرِفْـنَ خَلْقـاً سـَوَائِيَا
يَعُــدْنَ مَرِيضــاً هُــنَّ هَيَّجْــنَ دَاءَهُ
أَلَا إِنَّمَــا بَعْــضُ الْعَـوَائِدِ دَائِيـا
وَرَاهُـنَّ رَبِّـي مِثْـلَ مَـا قَـدْ وَرَيْنَنِي
وَأَحْمَــى عَلَـى أَكْبَـادِهِنَّ الْمَكَاوِيَـا
وَقَائِلَــةٍ وَالــدَّمْعُ يُحْــدِرُ كُحْلَهـا
أَهَـذَا الَّـذِي وَجْـداً يُبَكِّي الْغَوَانِيا
فَلَــمْ أَرَ مِثْلِــي مُسـْتَغِيثاً بِشـَرْبَةٍ
وَلَا مِثْــلَ سـَاقِينا الْمُصـَرَّدِ سـَاقِيا
وَســِرْبُ عِـذَارِي بِتْـنَ جَنْبَـيَّ مَوْهِنـاً
مِـنَ اللَّيْـلِ قَـدْ نَـازَعْتُهُنَّ رِدَائِيـا
تَبَصـَّرْ خَلِيلِـي هَـلْ تَـرَى مِـنْ ظَعَائِنٍ
تَحَمَّلْـنَ مِـنْ جَنْبَـيْ شـَرَوْرَى غَوَادِيـا
تَــأَطَّرْنَ حَتَّــى قُلْـتُ لَسـْنَ بَوَارِحـاً
وَلَا لَاحِقَـــاتِ الْحَـــيِّ إِلَّا ســَوَارِيا
أَخَـذْنَ عَلَـى الْمِقْرَاةِ أَو عَنْ يَمِينِها
إِذَا قُلْـتُ قَـدْ وَرَّعْـنَ أَنْزَلْـنَ حَادِيا
أَشــَارَتْ بِمِـدْرَاها وَقَـالَتْ لِتِرْبِهـا
أَعَبْـدُ بَنِي الْحَسْحاسِ يُزْجِي الْقَوَافِيا
رَأَتْ قَتَبــاً رَثَّــاً وَســَحْقَ عَبَــاءَةٍ
وَأَسـْوَدَ مِمَّـا يَمْلِـكُ النَّـاسُ عَارِيـا
وَمَــا ضــَرَّنِي إِلَّا كَمَـا ضـَرَّ خِضـْرِماً
مِـنَ الْبَحْـرِ خُطَّـافٌ حَسـَا مِنْهِ مَاضِيا
فَقُـلْ لِلْغَـوَانِي مَـا لَهُـنَّ وَمَـا لِيا
تَســَاقَيْنَ ســُمّاً إِذْ رَأَيْـنَ خَيَالِيـا
يُرَجِّلْــنَ أَقْوَامــاً وَيَتْرُكْــنَ لِمَّتِـي
وَذَاكَ هَــوَانٌ ظَـاهِرٌ قَـدْ بَـدَا لِيـا
أغَـالِيُ أَعْلَـى اللـهُ كَعْبَـكَ عَالِيـا
وَرَوَّى بِرُيَّــاكَ الْعِظَــامَ الْبَوَالِيـا
أَغَـالِيُ لَـوْ أَشـْكُو الَّذي قَدْ أَصَابَنِي
إِلَـى جَبَـلٍ صـَعْبِ الـذُّرَى لَانْحَنَى لِيا
أَغَـالِيُ مَـا شـَمْسُ النَّهَـارِ إِذَا بَدَتْ
بِأَحْســَنَ مِمَّـا بَيْـنَ بَرْدَيْـكَ غَالِيـا
أُغَـــالِيُ عُلِّينِـــي بِرِيقِــكِ عُلَّــةً
تَكُـــنْ رَمَقِـــي أَوْ عَــنْ فُؤَادِيــا
تَحَــدَّرْنَ مِــنْ تِلْـكَ الْهِضـَابِ عَشـِيَّةً
إِلَى الطَّلْعِ يَبْغِينَ الْهَوَى وَالتَّصابِيا
فَلَــوْ كُنْــتُ وَرْداً لَـوْنُهُ لَعَشـِقْنَنِي
وَلَكِـــنَّ رَبِّــي شــَانَنِي بِســَوَادِيا
فَمَـا ضـَرَّنِي أَنْ كَـانَتُ امِّـي وَلِيـدَةً
تَصــُرُّ وَتَبْـرِي بِاللِّقَـاحِ التَّوَادِيـا
تَعَــاوَرْنَ مِسـْوَاكِي وَأَبْقَيْـنَ مُـذْهَباً
مِـنَ الصـَّوْغِ فـي صُغْرَى بَنَانِ شِمَالِيا
وَقُلْـنَ أَلَا يَـا الْعَبْـنَ مَا لَمْ يَرُدَّنا
نُعَـاسٌ فَإِنَّـا قَـدْ أَطَلْنـا التَّنَائِيا
لَعِبْـــنَ بِدَكْــدَاكٍ خَصــِيبٍ جَنَــابُهُ
وَأَلْقَيْــنَ عَـنْ أَعْطَـافِهِنَّ الْمَرَادِيـا
وَقُلــن لِمِثـلِ الـرِئمِ أَنـت أَحَقُّنـا
بنــزع الــرِداء إِن أَرَدت تَخالِيـا
فَقَــامَتْ وَأَلْقَــتْ بِالْخِمَــارِ مُدِلَّـةً
تَفَـادَى الْقُبَاحُ السُّودُ مِنْها تَفَادِيا
وَمَـا رِمْـنَ حَتَّـى أَرْسـَلَ الْحَيُّ دَاعِياً
وَحَتَّـى بَـدَا الصُّبْحُ الَّذي كَانَ تَالِيا
تَمَــارَيْنَ حَتَّــى غَــابَ نَجْـمُ مَكْيَـدٍ
وَحَتَّـى بَـدَا النَّجْمُ الَّذِي كَانَ تَالِيا
وَحَتَّـى اسـْتَبَانَ الْفَجْـرُ أَشْقَرَ سَاطِعاً
كَــأَنَّ عَلَــى أَعْلَاهُ ســِبّاً يَمَانِيــا
فَــأَدْبَرْنَ يَخْفِضــْنَ الشـُّخُوصَ كَأَنَّمـا
قَتَلْــنَ قَتِيلاً أَوْ أَصــَبْنَ الـدَّوَاهِيا
وَأَصـْبَحْنَ صـَرْعَى فـي الْبُيُـوتِ كَأَنَّما
شـَرِبْنَ مُـدَاماً مَـا يُجِبْـنَ الْمُنَادِيا
فَعَزَّيْــتُ نَفْســِي وَاجْتَنَبْـتُ غَـوَايَتِي
وَقَرَّبْــتُ حُرْجُــوجَ الْعَشــِيَّةِ نَاجِيـا
مَرُوحــاً إِذَا صـَامَ النَّهَـارُ كَأَنَّمـا
كَسـَوْتُ قُتُـودِي نَاصـِعَ اللَّـوْنِ طَاوِيا
شــَبُوباً تَحَامَــاهُ الْكِلَابُ تَحَامِيــاً
هُـوَ اللَّيْـثُ مَعْـدُوّاً عَلَيْـهِ وَعَادِيـا
حَمَتْــهُ الْعَشــَاءَ لَيْلَــةٌ ذَاتُ قِـرَّةٍ
بِوَعْســَاءِ رَمْـلٍ أَوْ بِحَزْنَـانَ خَالِيـا
يَثِيــرُ وَيُبْــدِي عَـنْ عُـرُوقٍ كَأَنَّهـا
أَعِنَّـــةُ خَــرَّازٍ جَدِيــداً وَبَالِيــا
يُنَحِّــي تُرَابــاً عَـنْ مَبِيـتٍ وَمَكْنِـسٍ
رُكَامــاً كَبَيْـتِ الصـَّيْدَنَانِيِّ دَانِيـا
فَصـَبَّحَهُ الرَّامِـي مِـنَ الْغَـوْثِ غُـدْوَةً
بــأَكْلُبِهِ يُغْــرِي الْكِلَابَ الضـَّوَارِيا
فَجَـــالَ عَلَـــى وَحْشــِيِّهِ وَتَخَــالُهُ
عَلَــى مَتْنِـهِ سـِبّاً جَدِيـداً يَمَانِيـا
يَـذُودُ ذِيـادَ الْخَامِسـَاتِ وَقَـدْ بَـدَتْ
ســـَوَابِقُها مِـــنَ الْكِلَابِ غَوَاشــِيا
فَـدَعْ ذَا وَلَكِـنْ هَـلْ تَـرَى ضَوْءَ بَارِقٍ
يُضــِيءُ حَبِيّــاً مُنْجِــداً مُتَعَالِيــا
يُضــِيءُ سـَنَاهُ الْهَضـْبَ هَضـْبَ مُتَـالِعٍ
وَحُـبَّ بِـذَاكَ الْهَضـْبِ لَـوْ كَانَ دَانِيا
نَعِمْــتُ بِــهِ عَيْنــاً وَأَيْقَنْـتُ أَنَّـهُ
يَحُـطُّ الْوُعُـولَ وَالصـُّخُورَ الرَّوَاسـِيا
فَمَــا حَرَّكَتْـهُ الرِّيـحُ حَتَّـى حَسـِبْتُهُ
بِحَــرَّةِ لَيْلَــى أَوْ بِنَخْلَــةَ ثَاوِيـا
فَمَــرَّ عَلَـى الْأَنْهـاءِ فَالْتَـجَّ مُزْنُـهُ
فَعَــقَّ طَـوِيلاً يَسـْكُبُ الْمَـاءَ سـَاجِيا
رُكَامـاً يَسـُحُّ الْمَـاءَ مِـنْ كُـلِّ فِيقَةٍ
كَمَـا سـُقْتَ مَنْكُـوبَ الـدَّوَابِرِ حاَفِيا
ومَــرًّ عَلَــى الْأَجْبَـالِ أَجْبَـالِ طَيِّـئٍ
فَغَــادَرَ بِالْقِيعَـانِ رَنْقـاً وَصـَافِيا
أَجَــشُّ هَزِيــمٌ ســَيْلُهُ مَــعَ وَدْقِــهِ
تَــرَى خَشــَبَ الْغُلَّانِ فِيــهِ طَوَافِيـا
لَــهُ فُــرَّقٌ جُــونٌ يُنَتَّجْــنَ حَــوْلَهُ
يُفَقِّئْنَ بِـالْمِيثِ الـدِّمَاثِ السـَّوَابِيا
فَلَمَّــا تَــدَلَّى لِلْجِبــالِ وَأَهْلِهــا
وَأَهْـلِ الْفُـرَاتِ جَـاوَزَ الْجَـرَّ ضَاحِيا
أَثَــارَ خَنَـازِيرَ السـَّوَادِ ارْتِجَـازَهُ
وَجَـادَتْ أَعَـالِيهِ الْعَقِيـقَ الْمُعَالِيا
بَكَــى شـَجْوَهُ وَاغْتَـاظَ حَتَّـى حَسـِبْتُهُ
مِـنَ الْبُعْـدِ لَمَّا جَلْجَلَ الرَّعْدُ حَادِيا
فَأَصــْبَحَتِ الثِّيـرَانُ غَرْقَـى وَأَصـْبَحَتْ
نِســَاءُ تَمِيــمٍ يَلْتَقِطْـنَ الصَّيَاصـِيا
وَإِلَّا فَخَـــوٌّ حِيــنَ تَنْــدَى دِمَــاؤُهُ
عَلَــيَّ حَــرَامٌ حِيــنَ أَصـْبَحَ غَادِيـا
فَــإِنْ تَرْتَحِـلْ شـَاماً فَشـَامَاً نَـوَدُّهُ
وَإِنْ يَمَنــاً فَــالْقَلْبُ صـَبٌّ يَمَانِيـا
سُحَيمٌ عَبْدُ بَنِي الحَسْحاسِ، كانَ عَبْداً حَبَشِيّاً أَسْوَدَ عاشَ فِي بَنِي الحَسْحاسِ وَهُمْ مِنْ بَنِي أَسَدٍ، وَهُوَ شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَتَمَثَّلَ النَبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ شِعْرِهِ وَلا يُعْرَفُ لَهُ صُحْبَةٌ، عُرِفَ بِشِعْرِهِ فِي الغَزْلِ وَالتَشْبِيبِ بِنِساءِ مَوالِيهِ، وَهُوَ ما أَدَّى إِلَى قَتْلِهِ حَوالَيْ سَنَةِ 40هـ المُوافَقَةِ لِسَنَةِ 660م.