
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِعَينَيـكِ مـا يَلقـى الفُـؤادُ وَما لَقي
وَلِلحُــبِّ مـالَم يَبـقَ مِنّـي وَمـا بَقـي
وَمـا كُنـتُ مِمَّـن يَـدخُلُ العِشـقُ قَلبَـهُ
وَلَكِــنَّ مَــن يُبصــِر جُفونَــكِ يَعشــَقِ
وَبَيـنَ الرِضـا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى
مَجــالٌ لِــدَمعِ المُقلَــةِ المُتَرَقــرِقِ
وَأَحلـى الهَـوى مـا شَكَّ في الوَصلِ رَبُّهُ
وَفـي الهَجـرِ فَهـوَ الدَهرَ يُرجو وَيُتَّقي
وَغَضـبى مِـنَ الإِدلالِ سـَكرى مِـنَ الصـِبا
شــَفَعتُ إِلَيهــا مِــن شــَبابي بِرَيِّـقِ
وَأَشـــنَبَ مَعســولِ الثَنِيّــاتِ واضــِحٍ
ســَتَرتُ فَمــي عَنــهُ فَقَبَّــلَ مَفرِقــي
وَأَجيـــادِ غِـــزلانٍ كَجيــدِكِ زُرنَنــي
فَلَـــم أَتَبَيَّــن عــاطِلاً مِــن مُطَــوَّقِ
وَمــا كُــلُّ مَـن يَهـوى يَعِـفُّ إِذا خَلا
عَفـافي وَيُرضـي الحِـبَّ وَالخَيـلُ تَلتَقي
سـَقى اللَـهُ أَيّـامَ الصـِبا مـا يَسُرُّها
وَيَفعَـــلُ فِعــلَ البــابِلِيِّ المُعَتَّــقِ
إِذا مـا لَبِسـتَ الـدَهرَ مُسـتَمتِعاً بِـهِ
تَخَرَّقـــتَ وَالمَلبـــوسُ لَــم يَتَخَــرَّقِ
وَلَــم أَرَ كَالأَلحــاظِ يَــومَ رَحيلِهِــم
بَعَثــنَ بِكُــلِّ القَتـلِ مِـن كُـلِّ مُشـفِقِ
أَدَرنَ عُيونــــاً حـــائِراتٍ كَأَنَّهـــا
مُرَكَّبَـــةٌ أَحـــداقُها فَـــوقَ زِئبَــقٍ
عَشــِيَّةَ يَعــدونا عَـنِ النَظَـرِ البُكـا
وَعَــن لَــذَّةِ التَوديـعِ خَـوفُ التَفَـرُّقِ
نُـــوَدِّعُهُم وَالبَيـــنُ فينــا كَــأَنَّهُ
قَنـا اِبـنِ أَبي الهَيجاءِ في قَلبِ فَيلَقِ
قَــواضٍ مَــواضٍ نَســجُ داوُودَ عِنــدَها
إِذا وَقَعَــت فيــهِ كَنَســجِ الخَــدَرنَقِ
هَــــوادٍ لِأَملاكِ الجُيــــوشِ كَأَنَّهـــا
تَخَيَّـــرُ أَرواحَ الكُمـــاةِ وَتَنتَقـــي
تَقُـــدُّ عَلَيهِـــم كُـــلَّ دِرعٍ وَجَوشــَنٍ
وَتَفــري إِلَيهِــم كُــلَّ ســورٍ وَخَنـدَقِ
يُغيــرُ بِهــا بَيــنَ اللُقـانِ وَواسـِطٍ
وَيُركِزُهـــا بَيـــنَ الفُــراتِ وَجِلِّــقِ
وَيُرجِعُهـــا حُمـــراً كَــأَنَّ صــَحيحَها
يُبَكّــي دَمــاً مِــن رَحمَــةِ المُتَـدَقِّقِ
فَلا تُبلِغـــاهُ مـــا أَقـــولُ فَــإِنَّهُ
شـُجاعٌ مَـتى يُـذكَر لَـهُ الطَعـنُ يَشـتَقِ
ضـــَروبٌ بِــأَطرافِ الســُيوفِ بَنــانُهُ
لَعـــوبٌ بِـــأَطرافِ الكَلامِ المُشـــَقَّقِ
كَســائِلِهِ مَــن يَســأَلُ الغَيـثَ قَطـرَةً
كَعــاذِلِهِ مَــن قــالَ لِلفَلَــكِ اِرفُـقِ
لَقَــد جُـدتَ حَتّـى جُـدتَ فـي كُـلِّ مِلَّـةٍ
وَحَتّــى أَتـاكَ الحَمـدُ مِـن كُـلِّ مَنطِـقِ
رَأى مَلِــكُ الــرومِ اِرتِياحَـكَ لِلنَـدى
فَقــامَ مَقــامَ المُجتَــدي المُتَمَلِّــقِ
وَخَلّــى الرِمــاحَ الســَمهَرِيَّةَ صـاغِراً
لِأَدرَبَ مِنــــهُ بِالطِعــــانِ وَأَحـــذَقِ
وَكـــاتَبَ مِــن أَرضٍ بَعيــدٍ مَرامُهــا
قَريــبٍ عَلــى خَيــلٍ حَوالَيــكَ ســُبَّقِ
وَقَـد سـارَ فـي مَسـراكَ مِنهـا رَسـولُهُ
فَمــا ســارَ إِلّا فَــوقَ هــامٍ مُفَلَّــقِ
فَلَمّــا دَنــا أَخفــى عَلَيــهِ مَكـانَهُ
شــُعاعُ الحَديــدِ البــارِقِ المُتَـأَلِّقِ
وَأَقبَـلَ يَمشـي فـي البِسـاطِ فَمـا دَرى
إِلى البَحرِ يَمشي أَم إِلى البَدرِ يَرتَقي
وَلَــم يَثنِــكَ الأَعـداءُ عَـن مُهَجـاتِهِم
بِمِثـــلِ خُضـــوعٍ فـــي كَلامٍ مُنَمَّـــقِ
وَكُنـــتَ إِذا كـــاتَبتَهُ قَبــلَ هَــذِهِ
كَتَبــتَ إِلَيــهِ فــي قَـذالِ الدُمُسـتُقِ
فَــإِن تُعطِــهِ مِنــكَ الأَمــانَ فَسـائِلٌ
وَإِن تُعطِـــهِ حَــدَّ الحُســامِ فَــأَخلِقِ
وَهَــل تَــرَكَ الـبيضُ الصـَوارِمُ مِنهُـمُ
أَســيراً لِفــادٍ أَو رَقيقــاً لِمُعتِــقِ
لَقَــد وَرَدوا وِردَ القَطــا شــَفَراتِها
وَمَــرّوا عَلَيهــا زَردَقــاً بَعـدَ زَردَقِ
بَلَغــتُ بِسـَيفِ الدَولَـةِ النـورِ رُتبَـةً
أَثَــرتُ بِهــا مــابَينَ غَــربٍ وَمَشـرِقِ
إِذا شــاءَ أَن يَلهــو بِلِحيَــةِ أَحمَـقٍ
أَراهُ غُبــاري ثُــمَّ قــالَ لَـهُ اِلحَـقِ
وَمــا كَمَــدُ الحُســّادِ شـَيئاً قَصـَدتُهُ
وَلَكِنَّــهُ مَــن يَزحَــمِ البَحــرَ يَغـرَقِ
وَيَمتَحِـــنُ النــاسَ الأَميــرُ بِرَأيِــهِ
وَيُغضــي عَلــى عِلــمٍ بِكُــلِّ مُمَخــرِقِ
وَإِطــراقُ طَــرفِ العَيـنِ لَيـسَ بِنـافِعٍ
إِذا كــانَ طَـرفُ القَلـبِ لَيـسَ بِمُطـرِقِ
فَيـا أَيُّهـا المَطلـوبُ جـاوِرهُ تَمتَنِـع
وَيــا أَيُّهــا المَحـرومُ يَمِّمـهُ تُـرزَقِ
وَيـا أَجبَـنَ الفُرسـانِ صـاحِبهُ تَجتَـرِئ
وَيــا أَشـجَعَ الشـُجعانِ فـارِقهُ تَفـرَقِ
إِذا ســَعَتِ الأَعــداءُ فـي كَيـدِ مَجـدِهِ
ســَعى جَــدُّهُ فـي كَيـدِهِم سـَعيَ مُحنَـقِ
وَمـا يَنصـُرُ الفَضلُ المُبينُ عَلى العِدا
إِذا لَـم يَكُـن فَضـلَ السـَعيدِ المُوَفَّـقِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.