
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَهــا أُسُّ دارٍ بِالْعُرَيْمَــةِ أَنْهَجَــتْ
مَعارِفُهـا بَعْـدِي كَمـا يُنْهِـجُ الْبُرْدُ
خَلَــتْ بَعْـدَ مَغْنَـى أَهْلِهـا وَتَأَبَّـدَتْ
كَـأَنْ لَـمْ يَكُـنْ لِلْحاضـِرينَ بِها عَهْدُ
كَـأَنْ لَـمْ تُـدَمِّنها الْحُلُـولُ وَفِيهُـمُ
كُهُـــولٌ وَشـــُبَّانٌ غَطارِفَــةٌ مُــرْدُ
هُـمُ آلُ سـَيَّارِ بْـنِ عَمْـرِو بْـنِ جابِرٍ
رِجــالٌ وَفَــتْ أَحْلامُهُــمْ وَلَهُـمْ جَـدُّ
إِذا نـازَعَ الْأَقْـوامُ يَوْمـاً قَنـاتَهُمْ
أَبَـى لَهُـمُ الْمَعْـرُوفُ وَالْحَسـَبُ الْعِدُّ
فَمَـنْ كـانَ يَرْجُـو أَنْ يُسـاوِيَ سـَعْيُهُ
لَمَسـْعاتِهِمْ قَـدَّ الْأَدِيـمَ كَمـا قَـدُّوا
أَبُــوهُمْ وَدَى عَقْـلَ الْمُلُـوكِ تَكَلُّفـاً
وَمـــا لَهُــمُ مِمَّــا تَكَلَّفَــهُ بُــدُّ
تَكَلَّــفَ أَثْمــانَ الْمُلُــوكِ فَسـاقَها
وَمـا غَـضَّ عَنْـهُ مِـنْ سـُؤالٍ وَلا زَنْـدُ
حَمالَــةُ مــا جَــرَّتْ فَتاكَـةُ ظـالِمٍ
حَمالَـةُ مُلْـكٍ لَـمْ يَكُـنْ مِثْلَهـا بَعْدُ
هُـمُ حَمَلُـوا الْأَلْـفَ الَّتِـي جَـرَّ جارِمٌ
وَرَدُّوا جِيـادَ الْخَيْـلِ ضـاحِيَةً تَعْـدُو
أُولَئِكَ قَـوْمٌ إِنْ بَنَوْا أَحْسَنُوا الْبُنَى
وَإِنْ عاهَدُوا أَوْفَوْا وَإِنْ عَقَدُوا شَدُّوا
وَإِنْ تَكُـنِ النُّعْمَـى عَلَيْهِمْ جَزَوْا بِها
وَإِنْ أَنْعَمُــوا لا كَـدَّرُوها وَلا كَـدُّوا
وَإِنْ قــالَ مَـوْلاهُمْ عَلـى جُـلِّ حـادِثٍ
مِـنَ الْأَمْـرِ: رُدُّوا فَضْلَ أَحْلامِكُمْ رَدُّوا
أُولَئِكَ قَــوْمٌ لَــنْ يَســُدَّ مَكــانَهُمْ
شــَرِيكٌ إِذا عُــدَّ الْمَسـاعِي وَلا وَرْدُ
الحُطَيْئَةُ هُوَ جَرْولُ بنُ أَوسٍ العَبْسِيُّ، شاعِرٌ مُخَضْرَمٌ عاشَ فِي الجاهِلِيَّةِ وَأَدْرَكَ الإِسْلامَ، وَهُوَ راوِيَةُ زُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى، وَعدّهُ ابنُ سلّامٍ فِي الطَبَقَةِ الثانِيَةِ في طبقاتِ فُحولِ الشُّعراءِ، وكانَ مِنْ أَكْثَرِ الشُّعَراءِ تَكَسُّباً بِشِعْرِهِ، وَهُوَ مِنْ أَهْجَى الشُّعَراءِ القُدامَى؛ فقد هَجا أُمَّهُ وَأَباهُ وَهَجاً نَفْسَهُ، وَقَدْ سَجَنَهُ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُ لِهِجائِهِ الزِّبرِقانِ بنِ بَدْرٍ، أَدْرَكَ خِلافَةَ مُعاوِيَةَ بنَ أبيِ سُفْيانَ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ سَنَةِ 45هـ/ 665م.