
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَــشُـــــطُّ غَـــــداً دَارُ جِيرَانِـــنَا
وَلَلَــدَّارُ بَعْـــــدَ غَـــــدٍ أَبْعَــــدُ
إِذَا ســــَلَكَتْ غَـــــمْرَ ذِي كِـنْــــدَةٍ
مَـــعَ الرَّكْـــبِ قَـصْــدٌ لَهَـا الفَرْقَـدُ
وَحَــــثَّ الحُـــدَاةُ بِهَـــا عِـيـرَهَــا
سِرَاعــــاً إِذَا مَـــا وَنَـــتْ تُـطْــرَدُ
هُـنَــــالِكَ إِمَّـــا تُـعَــزِّي الفُــؤَادَ
وَإِمَّــــا عَلَـى إِثْــرِهِـــمْ يَــكْـمَــدُ
فَلَسْـــــــتُ بِبِـــدْعٍ لَئِنْ دَارُهَـــــا
نَـــــأَتْ فَـــالعَـــزَاءُ إِذاً أَجْـــلَدُ
صَرَمْــــتُ وَوَاصَـــلْتُ حَــتَّـــى عَلِمْـــ
ــــتُ أَيْــــنَ المَصــَادِرُ وَالمَـــوْرِدُ
وَجَــرَّبْـــتُ مِـــنْ ذَاكَ حَــتَّـى عَـرَفْــ
ـــتُ مَــا أَتَــوَقَّــى وَمَــا أَحْــمَــدُ
دَعَـانِـــيَ مِـــنْ بَعْـــدِ شـَيْبِ القَـذَا
لِ رِئْمٌ لَـــهُ عُــــنُقٌ أَغْــــيَــــــدُ
وَعَـيْـــنٌ تُصَـــابِي وَتَـــدْعُو الفَتَــى
لِمَــــا تَــــرْكُهُ لِلفَــتَـــى أَرْشَــدُ
فَـتِـــلْكَ الَّتِـــي شَـــيَّعَتْهَا الفَتَـاةُ
إِلَــى الخِـــدْرِ قَـلْبِــي بِهَــا مُقْصـَدُ
تَقُــــولُ وَقَــدْ جَــدَّ مِــنْ بَـيْـنِهَــا
غَــــدَاةَ غَـــدٍ عَـــاجِـــلٌ مُــوفَــدُ
أَلَسْـــــتَ مُـــشَـيِّعَنَـــــا لَيْــــلَةً
تُــقَــضِّـــي اللُبَـانَــةَ أَوْ تَـعْـهَــدُ
فَــقُـــلْتُ بَـــلَى قَــلَّ عِـنْــدِي لَكُـمْ
كَــــلَالُ المَــطِـــيِّ إِذَا تُــجْــهَـــدُ
فَعُـــودِي إِلَيْـهَـــا فَـقُـــولِي لَهَــا
مَـــسَـــاءُ غَـــدٍ لَكُـــمُ مَـــوْعِـــدُ
وَآيَـــــةُ ذَلِـــــكَ أَنْ تَـسْـمَعِـــــي
إِذَا جِئْتُكُـــــمْ نَاشـــــِداً يَنْشــــُدُ
فَرُحْنَــــا ســــِرَاعاً وَرَاحَ الهَــــوَى
إِلَيْنَـــــا دَلِيلاً بِنَـــــا يَقْصـــــِدُ
فَلَمَّـــا دَنَوْنَـــا لِجَـــرْسِ النِّبَـــاحِ
إِذَا الضـــَّوْءُ وَالحَــيُّ لَــمْ يَرْقُــدُوا
نَــأَيْـنَـــا عَــنِ الحَــيِّ حَـتَّــى إِذَا
تَـــوَدَّعَ مِـــنْ نَــارِهَـــا المَـوْقِــدُ
وَنَـامُـــوا بَـعَـثْـنَـــا لَنَـا نَاشـِداً
وَفِــي الحَــيِّ بِـغْـيَــةُ مَــنْ يَـنْــشُدُ
فَــقَــامَـــتْ فَــقُـــلْتُ بَــدَتْ صُـورَةٌ
مِـــنَ الشَّمْـــسِ شَـيَّعَهَـــا الأَسْـعُـــدُ
فَــجَــــاءَتْ تَهَــــادَى عَلَـى رِقْـبَــةٍ
مِــــنَ الخَــوْفِ أَحْـشَـاؤُهَــا تُـرْعَــدُ
وَكَـــفَّتْ سَــوَابِـــقَ مِـــنْ عَــبْـــرَةٍ
عَـــلَى الخَـــدِّ جَـــالَ بِهَــا الإِثْمِـدُ
تَــقُـــولُ وَتُــظْـهِــرُ وَجْــداً بِـنَــا
وَوَجْـــــدِيَ لَـوْ أَظْـــهَـــرَتْ أَوْجَـــدُ
لَمِمَّــــا شَــقَـــائِي تَــعَـلَّقْـتُـكُــمْ
وَقَــدْ كَــانَ لِـي عِـنْـدَكُــمْ مَـقْـعَــدُ
عِــرَاقِـــــيَّةٌ وَتَهَــــامِي الهَــــوَى
يَــغُـــورُ بِــمَـــكَّةَ أَوْ يُــنْــجِـــدُ
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.