
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِــفْ بِالـدِّيَارِ عَفَـا مِنْ أَهْلِهَا الأَثَرُ
عَفَّـــى مَعَالِمَهَـا الأَرْوَاحُ وَالمَطَـــرُ
بِالعَرْصـَتَيْنِ فَمَجْـرَى السـَّيْلِ بَيْنَهُمَـا
إِلَـى القَرِيــنِ إِلَـى مَا دُونَهُ البُسُرُ
تَبْـدُو لِعَيْنَيْـكَ مِنْهَــا كُلَّمَـا نَظَـرَتْ
مَعَاهِــــدُ الحَـــيِّ دَوْدَاةٌ وَمُحْتَضــَرُ
وَرُكَّـــدٌ حَـــوْلَ كَـابٍ قَـدْ عَكَفْنَ بِـهِ
وَزَيْنَــــةٌ مَاثِــــلٌ مِنْـهُ وَمُنْعَفِــرُ
مَنَـازِلُ الحَــيِّ أَقْـوَتْ بَعْـدَ سَـاكِنِهَا
أَمْسـَتْ تَـرُودُ بِهَـا الغِـزْلَانُ وَالبَقَـرُ
تَبَـــدَّلُوا بَعْــدَهَا دَاراً وَغَيَّرَهَـــا
صـَرْفُ الزَّمَـــانِ وَفِـي تَكْـرَارِهِ غِيَـرُ
وَقَفْـتُ فِيهَــا طَـوِيلاً كَــيْ أُسَـائِلَهَا
وَالـدَّارُ لَيْــسَ لَهَـا عِلْــمٌ وَلَا خَبَـرُ
دَارُ الّــتِي قَــادَنِي حَيْـنٌ لِرُؤْيَتِهَـا
وَقَـدْ يَقُـودُ إِلَى الحَيْنِ الفَتَى القَدَرُ
خَــوْدٌ تُضــِيءُ ظَلَامَ البَيْــتِ صـُورَتُهَا
كَمَــا يُضــِيءُ ظَلَامَ الحِنْـدِسِ القَمَــرُ
مَجْدُولَــةُ الخَلْـقِ لَـمْ تُوضَعْ مَنَاكِبُهَا
مِلْـءُ العِنَـاقِ أَلُـوفٌ جَيْبُهَــا عَطِــرُ
مَمْكُــورَةُ السَّـــاقِ مَقْصـُومٌ خَلَاخِلُهَـا
فَمُشْـــــبَعٌ نَشــِبٌ مِنْهَــا وَمُنْكَســِرُ
هَيْفَـاءُ لَفَّـــاءُ مَصْـــقُولٌ عَوَارِضـُهَا
تَكَـادُ مِـنْ ثِقَـــلِ الأَرْدَافِ تَنْبَتِـــرُ
تَنْكَــلُّ عَــنْ وَاضـِحِ الأَنْيَــابِ مُتَّسـِقٍ
عَـــذْبِ المُقَبَّــلِ مَصــْقُولٍ لَـهُ أُشـُرُ
كَالمِسـْكِ شـِيبَ بِــذَوْبِ النَّحْلِ يَخْلِطُـهُ
ثَلْــجٌ بِصــَهْبَاءَ مِمَّــا عَتَّقَــتْ جَـدَرُ
تِلْـكَ الّتِـي سـَلَبَتْنِي العَقْلَ وَامْتَنَعَتْ
وَالغَانِيَـــاتُ وَإِنْ وَاصــَلْنَنَا غُــدُرُ
قَــدْ كُنْـتُ فِـي مَعْـزِلٍ عَنْهَـا فَقَيَّضَنِي
لِلحَيْـنِ حِيــنَ دَعَـانِي لِلشَّفَا النَّظَـرُ
إِنِّـي وَمَـنْ أَعْمَــلَ الحُجَّــاجُ خِيفَتَـهُ
خُوصَ المَطَايَا وَمَا حَجُّوا وَمَا اعْتَمَرُوا
لَا أَصــْرِفُ الـدَّهْرَ وُدِّي عَنْـكِ أَمْنَحُــهُ
أُخْــرَى أُوَاصـِلُهَا مَــا أَوْرَقَ الشـَّجَرُ
أَنْـتِ المُنَـى وَحَـدِيثُ النَّفْـسِ خَالِيَـةً
وَفِـي الجَمِيـعِ وَأَنْـتِ السـَّمْعُ وَالبَصَرُ
يَـا لَيْـتَ مَـنْ لَامَنَـا فِي الحُبِّ مَرَّ بِهِ
مِمَّــا نُلَاقِـي وَإِنْ لَـمْ نُحْصـِهِ العُشـُرُ
حَتَّـى يَـــذُوقَ كَمَـا ذُقْنَــا فَيَمْنَعَـهُ
مِمَّــا يَلَـذُّ حَــدِيثُ النَّفْـسِ وَالسـَّهَرُ
دَســَّتْ إِلَــيَّ رَســُولاً لَا تَكُـنْ فَرِقــاً
وَاحْــذَرْ وُقِيـتَ وَأَمْـرُ الحَازِمِ الحَذَرُ
إِنِّــي ســَمِعْتُ رِجَـالاً مِـنْ ذَوِي رَحِمِـي
هُــمُ العَـدُوُّ بِظَهْـرِ الغَيْبِ قَدْ نَذَرُوا
أَنْ يَقْتُلُــوكَ وَقَـاكَ القَتْــلَ قَـادِرُهُ
وَاللـهُ جَـارُكَ مِمَّـا أَجْمَــعَ النَّفَــرُ
السـِّرُّ يَكْتُمُـــهُ الإِثْنَــانِ بَيْنَهُمَــا
وَكُـــلُّ سـِرٍّ عَـــدَا الإِثْنَيْـنِ مُنْتَشـِرُ
وَالمَــرْءُ إِنْ هُـوَ لَـمْ يَرْقُـبْ بِصَبْوَتِهِ
لَمْــحَ العُيُـونِ بِسُـوءِ الظَّـنِّ يَشْـتَهِرُ
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.