
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المَنايـــا تَجــوسُ كُــلَّ البِلادِ
وَالمَنايـا تُفنـي جَميـعَ العِبادِ
لَتَنــالَنَّ مِــن قُــرونٍ أَراهــا
مِثـلَ مـا نِلـنَ مِـن ثَمـودٍ وَعادِ
هُـنَّ أَفنَيـنَ مَـن مَضـى مِـن نِزارٍ
هُـنَّ أَفنَيـنَ مَـن مَضـى مِـن إِيادِ
هَـل تَـذَكَّرتَ مَـن خَلا مِـن بَني سا
ســانَ أَربــابِ فـارِسٍ وَالسـَوادِ
هَـل تَـذَكَّرتَ مَن مَضى مِن بَني الأَص
فَــرِ أَهــلِ القِبــابِ كَالأَوطـادِ
أَيـنَ أَيـنَ النَبِـيُّ صَلّى عَلَيهِ ال
لَــهُ مِــن مُهتَــدٍ رَشـيدٍ وَهـادِ
أَيــنَ داوُودُ أَيـنَ أَيـنَ سـُلَيما
نُ المَنيــعُ الأَعــراضِ وَالأَجنـادِ
راكِـبُ الريـحِ قـاهِرُ الجِنِّ وَالإِن
سِ بِســـُلطانِهِ مُـــذِلُّ الأَعــادي
أَيـنَ نُمـرودُ وَاِبنُـهُ أَيـنَ قارو
نُ وَهامـــــانُ ذو الأَوتـــــادِ
إِنَّ فــي ذِكرِنـا لَهُـم لِاِعتِبـاراً
وَدَليلاً عَلـــى ســَبيلِ الرَشــادِ
وَرَدوا كُلُّهُــم حِيــاضَ المَنيــا
ثُــمَّ لَـم يَصـدِروا عَـنِ الإيـرادِ
أَيُّهـا المُزمِـعُ الرَحيلَ عَنِ الدُن
يـا تَـزَوَّد لِـذاكَ مِـن خَيـرِ زادِ
لَتَنالَنَّـــكَ اللَيــالي وَشــيكاً
بِالمَنايـا فَكُـن عَلـى اِسـتِعدادِ
أَتَناســَيتَ أَم نَســيتَ المَنايـا
أَنَســـــيتَ الفِـــــراقَ لِلأَولادِ
أَنَسـيتَ القُبـورَ إِذ أَنـتَ فيهـا
بَيـــنَ ذُلٍّ وَوَحشـــَةٍ وَاِنفِــرادِ
أَيُّ يَــومٍ يَـومُ السـِباقِ وَإِذ أَن
تَ تُنـادى فَمـا تُجيـبُ المُنـادي
أَيُّ يَـومٍ يَـومُ الفِـراقِ وَإِذ نَـف
سـُكَ تَرقـى عَـنِ الحَشـا وَالفُؤادِ
أَيُّ يَــومٍ يَـومُ الفِـراقِ وَإِذ أَن
تَ مِـنَ النَـزعِ فـي أَشـَدِّ الجِهادِ
أَيُّ يَـومٍ يَـومُ الصـُراخِ وَإِذ يَـل
طِمــنَ حُــرَّ الوُجــوهِ وَالأَجيـادِ
باكِيــاتٍ عَلَيــكَ يَنـدُبنَ شـَجواً
خافِقـــاتِ القُلــوبِ وَالأَكبــادِ
يَتَجـــاوَبنَ بِــالرَنينِ وَيَــذرِف
نَ دُموعــاً تَفيـضُ فَيـضَ المَـزادِ
أَيُّ يَــومٍ نَســيتُ يَـومَ التَلاقـي
أَيُّ يَــومٍ نَســيتُ يَـومَ التَنـادِ
أَيُّ يَـومٍ يَـومُ الوُقـوفِ إِلى اللَ
هِ وَيَـــومُ الحِســابِ وَالإِشــهادِ
أَيُّ يَـومٍ يَـومَ المَمَـرِّ عَلى النا
رِ وَأَهوالَهــا العِظَــمِ الشـِدادِ
أَيُّ يَـومٍ يَـومُ الخَلاصِ مِـنَ النـا
رِ وَهَـــولِ العَــذابِ وَالأَصــفادِ
كَـم وَكَم في القُبورِ مِن أَهلِ مُلكٍ
كَـم وَكَـم فـي القُبـورِ مِن قُوّادِ
كَم وَكَم في القُبورِ مِن أَهلِ دُنيا
كَـم وَكَـم فـي القُبـورِ مِن زُهّادِ
لَـو بَـذَلتُ النُصحَ الصَحيحَ لِنَفسي
لَـم تَـذُق مُقلَتـايَ طَعـمَ الرُقادِ
لَـو بَـذَلتُ النُصحَ الصَحيحَ لِنَفسي
هِمـتُ أُخـرى الزَمـانِ في كُلِّ وادِ
بُـؤسَ لـي بُـؤسَ مَيِّتـاً يَومَ أَبكى
بَيــنَ أَهلــي وَحاضــِرِ العُـوّادِ
كَيـفَ أَلهو وَكيفَ أَسلو وَأَنسى ال
مَــوتَ وَالمَـوتُ رائِحٌ بـي وَغـادِ
أَيُّهــا الواصـِلي سـَتَرفُضُ وَصـلي
عَنـكَ لَـو قَد أُذِقتَ طَعمَ اِفتِقادي
يـا طَويـلَ الرُقادِ لَو كُنتَ تَدري
كُنـتَ مَيـتَ الرُفـادِ حَـيَّ السُهادِ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.