
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَــامَ صـَحْبِي وَبَـاتَ نَـوْمِي عَسـِيراً
أَرْقُــبُ النَّجْـمَ مَوْهِنـاً أَنْ يَغُـورَا
إِذْ تَــذَكَّرْتُ قَــوْلَ هِنْـدٍ لِتِرْبَـيْــ
ــــهَـا وَرُحْنَـا نُيَمِّـمُ التَّجْمِيـرَا
قُلْــنَ بِــاللهِ لِلفَتَـى عُـجْ قَلِيلاً
لَيْــسَ أَنْ عُجْــتَ لِلعِتَــابِ كَثِيـرَا
فَالْتَقَيْنَــا فَرَحَّبَــتْ ثُــمَّ قَــالَتْ
حُلْــتَ عَــنْ عَهْــدِنَا وَكُنْـتَ جَدِيرَا
أَنْ تَـرُدَّ الوَاشِينَ فِينَا كَمَا أَعْـــ
ــصِــي إِذَا مَـا ذُكِرْتَ عِنْدِي أَمِيرِا
قُلْــتُ أَنْــتِ المُنَـى وَكِبْـرُ هَوَانَا
فَاعْــذِرِي يَــا خَلِيلَــتِي مَعْـذُورَا
وَتَــذَكَّرْتُ قَوْلَهَا لِي لَدَى المَيْــــ
ــــلِ وَكَفَّــتْ دُمُوعَهَـا أَنْ تَمُـورَا
أَسـْأَلُ اللـهَ عَـالِمَ الغَيْـبِ أَنْ تَرْ
جِــعَ يَــا حُــبِّ سَــالِماً مَـأْجُورَا
إِنْ تَكُــنْ لَيْلَــتِي بِنَعْمَـانَ طَـالَتْ
فَبِمَــا قَــدْ يَكُــونُ لَيْلِـي قَصِيرَا
يَــا خَلِيلَــيَّ لَا تُقِيمَــا بِبُصْــرَى
وَحَفِيــــرٍ فَمَــا أُحِـــبُّ حَفِيــرَا
فَــــإِذَا مَــا مَرَرْتُمَـــا بِحَفِيـرٍ
فَـــأَقِلَّا بِهَــا الثَّــوَاءَ وَسِــيرَا
يَـــا خَلِيلَـــيَّ هَجِّــرَا تَهْجِيــراً
ثُــمَّ رُوحَـا وَأَحْكِمَـا لِـي المَسِيرَا
يَــا خَلِيلَــيَّ مَـا تُشِــيرَانِ إِنِّـي
فَاعِـــلٌ مَــا أَمَرْتُمَــا فَأَشِــيرَا
ضـَرَبَا الأَمْــرَ سَــاعَةً ثُــمَّ قَـالَا
قَـدْ رَضـِينَاكَ مَـا اصـْطَحَبْنَا أَمِيرَا
إِنَّ خَطْبـــاً عَلَــيَّ حَقّــاً يَسِــيرَا
أَنْ أَرَى مِنْكُمَــا بَعِيـــراً حَسـِيرَا
إِنَّمَــا قَصْــرُنَا وَإِنْ حَسَّرَ السَّيْـــ
ــــرُ بَعِيـراً أَنْ نَسْـتَفِيدَ بَعِيـرَا
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.