
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيـنَ أَزمَعـتَ أَيُّهَـذا الهُمـامُ
نَحـنُ نَبتُ الرُبى وَأَنتَ الغَمامُ
نَحـنُ مَـن ضايَقَ الزَمانُ لَهُ في
كَ وَخـــانَتهُ قُربَــكَ الأَيّــامُ
فـي سَبيلِ العُلى قِتالُكَ وَالسِل
مُ وَهَــذا المَقــامُ وَالإِجـذامُ
لَيتَ أَنّا إِذا اِرتَحَلتَ لَكَ الخَي
لُ وَأَنّــا إِذا نَزَلـتَ الخِيـامُ
كُـلَّ يَـومٍ لَـكَ اِحتِمـالٌ جَديـدُ
وَمَســيرٌ لِلمَجــدِ فيـهِ مُقـامُ
وَإِذا كــانَتِ النُفـوسُ كِبـاراً
تَعِبَــت فـي مُرادِهـا الأَجسـامُ
وَكَـذا تَطلُـعُ البُـدورُ عَلَينـا
وَكَـذا تَقلَـقُ البُحـورُ العِظامُ
وَلَنـا عـادَةُ الجَميلِ مِنَ الصَب
رِ لَـوَ أَنّـا سـِوى نَـواكَ نُسامُ
كُـلُّ عَيـشٍ مـا لَـم تُطَبهُ حِمامٌ
كُـلُّ شـَمسٍ مـا لَـم تَكُنها ظَلامُ
أَزِلِ الوَحشـَةَ الَّـتي عِندَنا يا
مَـن بِـهِ يَأنَسُ الخَميسُ اللُهامُ
وَالَّذي يَشهَدُ الوَغى ساكِنَ القَل
بِ كَـأَنَّ القِتـالَ فيهـا ذِمـامُ
وَالَّـذي يَضـرِبُ الكَتـائِبَ حَتّـى
تَتَلاقــى الفِهــاقُ وَالأَقــدامُ
وَإِذا حَـــلَّ ســـاعَةً بِمَكــانٍ
فَــأَذاهُ عَلـى الزَمـانِ حَـرامُ
وَالَّــذي تُنبِــتُ البِلادُ سـُرورٌ
وَالَّـذي تَمطُـرُ السـَحابُ مُـدامُ
كُلَّمـا قيـلَ قَـد تَناهى أَرانا
كَرَمـاً ما اِهتَدَت إِلَيهِ الكِرامُ
وَكِفاحــاً تَكِـعُّ عَنـهُ الأَعـادي
وَاِرتِياحـاً يَحـارُ فيـهِ الأَنامُ
إِنَّمـا هَيبَـةُ المُؤَمَّـلِ سَيفِ ال
دَولَـةِ المَلكِ في القُلوبِ حُسامُ
فَكَـثيرٌ مِـنَ الشـُجاعِ التَـوَقّي
وَكَــثيرٌ مِـنَ البَليـغِ السـَلامُ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.