
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحِــرصُ لُــؤمٌ وَمِثلُــهُ الطَمَــعُ
مـا اِجتَمَـعَ الحِـرصُ قَـطُّ وَالـوَرَعُ
لَــو قَنِـعَ النـاسُ بِالكَفـافِ إِذاً
لَاِتَّســَعوا فـي الَّـذي بِـهِ قَنِعـوا
لِلمَـــرءِ فيمــا يُقيمُــهُ ســَعَةٌ
لَكِنَّــهُ مــا يُريــدُ مــا يَســَعُ
يــا حــالِبَ الــدَهرِ دَرَّ أَشـطُرِهِ
هَـل لَـكَ فـي مـا حاسـَبتَ مُنتَفَـعُ
يــا عَجَبــاً لِاِمــرِئٍ تُخـادِعُهُ ال
ســـاعاتُ عَــن نَفســِهِ فَيَنخَــدِعُ
يـــا عَجَبــا لِلزَمــانِ يَــأمَنُهُ
مَـن قَـد يَـرى الصَخرَ عَنهُ وَالوَجَعُ
عَجِبـــتُ مِـــن آمِـــنٍ بِمَنزِلَــةٍ
تَكثُــرُ فيهــا الهُمـومُ وَالوَجَـعُ
عَجِبـتُ مِـن مَعشـَرٍ وَقَـد عَرَفوا ال
حَــقَّ تَوَلَّــوا عَنـهُ وَمـا رَجَعـوا
النـاسُ فـي زَرعِ نَسـلِهِم وَيَـدُ ال
مَـوتِ بِهـا حَصـدُ كُـلَّ مـا زَرَعـوا
مـا شـَرَفُ المَـرءِ كَالقَناعَـةِ وَال
صــَبرِ عَلــى كُــلِّ حــادِثٍ يَقَــعُ
لَــم يَــزَلِ القــانِعونَ أَشـرَفَنا
يـا حَبَّـذا القـانِعونَ مـا قَنِعوا
لِلمَــرءِ فــي كُــلِّ طَرفَــةٍ حَـدَثٌ
يُــذهِبُ مِنــهُ مــا لَيـسَ يُرتَجَـعُ
مَــن يَضــِقِ الصـَبرُ عَـن مُصـيبَتِهِ
ضــاقَ وَلَــم يَتَّســِع بِـهِ الجَـزَعُ
الشــَمسُ تَنعـاكَ حيـنَ تَغـرُبُ لَـو
تَـــدري وَتَنعــاكَ حيــنَ تَطَّلِــعُ
حَتّــى مَــتى أَنــتَ لاعِــبٌ إِشــِرٌّ
حَتّــى مَــتى أَنـتَ بِالصـِبا وَلِـعُ
إِنَّ المُلــوكَ الأُلـى مَضـَوا سـَلَفاً
بـادوا جَميعـاً وَبـادَ مـا جَمَعوا
يـا لَيـتَ شـِعري عَـنِ الَّذينَ مَضَوا
قَبلي إِلى التُرابِ ما الَّذي صَنَعوا
بُؤســاً لَهُــم أَيَّ مَنــزِلٍ نَزَلـوا
بُؤســاً لَهُــم أَيَّ مَعقِــعٍ وَقَعـوا
الحَمــدُ لِلَّــهِ كُـلُّ مَـن سـَكَنَ ال
دُنيــا فَعَنهــا بِـالمَوتِ يَنقَطِـعُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.