
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تــأَوَّبَهُ طَيــفٌ بِـذاتِ الجَراثِـمِ
فَنــامَ رَفيقــاهُ وَلَيـسَ بِنـائِمِ
وَهَجَّــدَهُ عَـوراءُ مِـن ذي قَرابَـةٍ
عَلـى رِيبَـةٍ فـي سـالِفٍ مُتَقـادِمِ
وَأَخطَـبَ فـي فَنـواءَ يَنتِـفُ ريشَهُ
وَطَيـرٍ جَـرَت يَـومَ العَقيقِ حَوائِمِ
تَعَــرَّضَ لِلأَبــوابِ أَبـوابِ عاصـِمٍ
تَعَـــرُّضَ مِملالٍ لَهــا غَيــرِ لازِمِ
فَلَمّـا رَأى أَن غـابَ عَنـهُ شَفيعُهُ
وَأَخلَفَـهُ مـا يُرتَجـى عِنـدَ عاصِمِ
وَعـادَ ضـَماراً بَعـدَ عَيـنٍ وَكُذِّبَت
صــَحيفَتُهُ وَحيــلَ دونَ الـدَراهِمِ
رَمى سَدفَ الظَلماءِ وَاَحتَفَرَ السُرى
بِمرجَمَــةٍ أَو ذي هِبــابٍ مُراجِـمِ
بِهِ لا بِها أَرمى الفَلاةَ عَن الهَوى
وَأَفــرُجُ غَـمَّ المُسـدِفِ المُتلاحِـمِ
بِمُضـطَرِبِ الضـَفرَينِ مُطَّـرِدِ القَرا
طَويـلِ الزَمـامِ ذي ذِفَـرِّ عُراهِـمِ
ضـِبِرٍّ مضـِرٍّ بِالنَواجي إِذا اِشتَكى
عَجـا شِدقَهُ عَن فاطِرِ النابِ ناجِمِ
مُجِـدِّ يُبـاري أِينُقـاً جُـرِّدت لَـهُ
مُباعَـدَةَ الأَيـدي طِـوالَ الخَراطِمِ
إِذا عَرَّهـا أُمُّ الطَريـقِ تَـواهَقَت
بِمُختَلِفـاتِ الرَجـعِ فَوقَ المَناسِمِ
مَعْنُ بنُ أَوْسٍ، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ فَحْلٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ وَالإِسْلامَ، وَكانَ مُعاوِيَةُ وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ يُقَدِّمانِهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّعَراءِ، وَلَهُ مَدائِحُ فِي جَماعَةٍ مِن الصَّحابَةِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ، وَكانَ يَعِيشُ فِي ضَيْعَةٍ قُرْبَ المَدِينَةِ، وَرَحَلَ إِلَى الشّامِ وَالبَصْرَةِ فِي تِجارَتِهِ، وَكُفَّ بَصَرَهُ فِي أَواخِرِ أَيّامِهِ.