
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِفــا يــا خَليلَــيَّ المَطِـيَّ المُقَـرَّدا
عَلـى الطَلَـلِ البـالي الَّـذي قَد تَأَبَّدا
قِفـــا نَبــكِ فــي أَطلالِ دارٍ تَنَكَّــرَت
لَنــا بَعــدَ عِرفــانٍ تُثابـا وَتُحمَـدا
قِفــا إِنَّهـا أَمسـَت قِفـاراً وَمَـن بِهـا
وَإِن كــانَ مِـن ذي وُدِّنـا قَـد تَمَعـدَدا
وَلَــم يَغـن مِـن حَيّـى وِمِـن حَـيِّ خُلَّـتي
بِهـا مَـن يُناصـي الشـَمسَ عِـزّاً وَسُؤدَدا
فَلِــي أَشـهُرٌ حَتّـى إِذا اِنشـَقَّتِ العَصـا
وَطـــارَ شـــعاعاً أَمرُهُـــم فَتَبَــدَّدا
فَســاروا فَأَمّــا جُــلُّ حَيّــى فَفَرَّعُـوا
جَميعـــاً وَأَمّــا حَــيُّ دَعــدٍ فَصــَعَّدا
فَهَيهــــاتَ مِمَّـــن بِـــالخَوَرْنَقِِ دارُهُ
مُقيـــمٌ وَحَـــيٌّ ســائِرٌ قَــد تَنَجَّــدا
أُولائِكَ فَــــاِتوني غَـــداةَ تَحَمَّلُـــوا
فَحُـــقَّ لِقَلـــبي أَن يُــراعَ وَيُعمَــدا
بِأَحســَنِ أَهــلِ الأَرضِ جِســماً وَمَبســِماً
إِذا مـا اِجتَلـى فـي شـارَةٍ أَو تَجَـرَّدا
وَقَــد قُمـتُ إِذ قـامَت وَقـالَت وَأَعرَضـَت
تَجُــرُّ قَشــِيباً مِــن حَريــرٍ وَمُجســَدا
جَفَــت عَيــنُ ذاتِ الخـالِ لَمّـا تَنَكَّـرَت
وَقــالَت أَرى هَـذا الفَـتى قَـد تَخَـدَّدا
فَـــوَاللهِ مـــا أَدري أَأَلحُــبُّ شــَفَّهُ
فَســـُلَّ عَلَيـــهِ جِســـمُهُ أَم تَعَبَّـــدا
فَتِلــكَ الَّــتي مـا إِن تَـذَكَّرتُ دَيـدَني
وَدَيـــدَنَها فــي الــدَهرِ إِلّا لِأَكمَــدا
تَعَلَّلـــتُ إِذ دَهــري فَــتىً بِوصــالِها
وَقَــد عَصــِلَت أَنيــابُ دَهــري وَعَـرَّدا
وَبــاعَ الغَــواني بِــالَّتي رَثَّ وَصـلُها
وَإِن كــانَ مــا أَعطــى قَليلاً مُصــَرَّدا
بِدَعــدٍ وَلَــن تَلقــى لَهــا ذا مَـوَدَّةٍ
وَلا قَيِّمـــاً فـــي الحَــيِّ إِلّا مُحَســَّدا
أَبـــى لِمُحِبيِّهـــا النَقيصــَةَ أَنَّمــا
أَخـو الحِلـمِ عَـن أَمثالِهـا مـن تَجَلَّدا
أَرى مــا تَــرى دَعــدٌ غَمامَــةَ صــَيِّفٍ
مِــنَ الغُـرِّ تُكسـى الشـَرعَبِيَّ المُعَضـَّدا
تُضــِيءُ وَأَســتارٌ مِــنَ البَيـتِ دونَهـا
إِذا حَســَرَت عَنهــا الطَـرافَ المُمَـدَّدا
وَإِن هِــيَ قــامَت فــي نِسـاءٍ حَسـِبتُها
قَنــاةً أُقيمَــت فـي قَنـاً قَـد تَـأَوَّدا
وَقــالَت لِتَثنـي لِـي الهَـوى وتَشـوقَني
أَرى عَنــكَ سـِربالَ الصـِبا قَـد تَقَـدَّدا
عَلــى أَنَّنــي وَاللَــهُ يُؤمَــلُ حــارِسٌ
مِــنَ الخَبـلِ نَفسـي أَن تَمـوتَ وَتَكمَـدا
وَعاذِلَـــةٍ هَبَّـــت بِلَيـــلٍ تَلـــومُني
وَقَــد غــابَ عَيُّــوقُ الثُرَيّــا فَعَـرَّدا
تَــــأَوَّبَني هَــــمٌّ فَبِــــتُّ مُســـَهَّدا
وَبـاتَ الخَلِـيُّ النـاعِمُ البـالِ أَرقَـدا
تَــــأَوَّبَهُ مَكذوبَــــةٌ شـــُبِّهَت لَـــهُ
وَطــافَ خَيــالٌ طــافَ مِــن أُمِّ أَسـوَدا
تَلــومُ عَلــى إِعطــائيَ المــالَ ضـِلَّةً
إِذا جَمَــعَ المــالَ البَخيــلُ وَعــدَدا
أَعــاذِلَ بِــاللَهِ الَّــذي عِنــدَ بَيتِـهِ
مُصـــَلّى لِمَـــن وافـــى مُهِلّاً وَلَبَّــدا
أَرينــي جَــواداً مــاتَ هُــزلاً لَعَلَّنـي
أَرى مـــا تَريـــنَ أَو بَخيلاً تَخَلَّـــدا
تَكــونينَ أَهــدى لِلســَبيلِ الَّـذي بِـهِ
يُوافَــقُ أَهــلُ الحَــقِّ مِنّــي وَأَقصـَدا
وَإِلّا فَغُضـــِّي بَعـــضَ لَومِــكِ وَاِجعَلــي
إِلــى رأيِ مِــن عـاتَبتِ رَأيَـكِ مُسـنَدا
فَـــاِنّي أَرى مـــا لا تَريــنَ وَإِنَّنــي
رَأَيــتُ المَنايــا قَـد أَصـابَت مُحَمَّـدا
وَإِنّــي أَرى كُــلَّ اِبــنِ أُنـثى مُـؤَجَّلاً
وَلَـــم يُضـــرُبِ الآجــالُ إِلّا لِتَنفَــدا
فَلا تَحســــِبينَ الشــــَرَّ ضــــَربَ لازِم
وَلا الخَيرَ في الدُنيا عَلى المَرءِ سَرمَدا
وَلا خَيــرَ فــي مَــولاكَ مـا دامَ نَصـرُهُ
عَلَيــكَ وَلَــم يَــترُك لِنــارِكَ مَوقِـدا
تَقــولُ أَســىً أَمســِك عَلَيــكَ فَــاِنَّني
أَرى المــالَ عِنــدَ المُمسـِكينَ مُعتَّـدا
دَعينـــي وَمـــالي إِن مالَــكِ وافِــرٌ
وَكُــلُّ اِمــرِئٍ جــارٍ عَلـى مـا تَعَـوَّدا
وَلا خَيـــرَ فــي حِلــمٍ يَعــودُ مَذَلَّــةً
إِذا الجَهـلُ لَم يَترُك لِذي الحِلمِ مَعقَدا
أَعـــاذِلَ إِنّــي قَــد عَلِمــتُ بِــأَنَّني
وَإِن كُنــــتُ لا آتيــــكِ إِلّا مُؤَيَّـــدا
إِذا زالَ نَعشـــي وَاعتَرَتنــي مَنِيَّــتي
وَصـاحَبتُ فـي لِحـدي الصـَفيحَ المُنَضـَّدا
فَقـولي فَـتىً مـا غَيَّبُـوا فـي ضـَريحِهِم
تَــزَودَ مِــن حُــبَ القـرى مـا تَـزَوَّدا
ذَرينــي فَمـا أَعيـا بِمـا حَـلَّ سـاحَتي
أَســودُ فــاكتَفى أَن أَطيــعَ المُسـَوَّدا
وَأَعــرِضُ عَــن مَــولايَ وَهُــوَ يَعيبُنــي
وَلا أَجهَــلُ العُتــبى وَلا أَعجَـلُ العِـدا
أَبـــى لا يُطيــعُ العــاذِلاتِ وَلا يَــرى
مِــنَ المَــوتِ حِصــناً لِلبَخيـلِ مُشـَيَّدا
فَلا تَجمَعـــي بَـــذلي وَوُدِّي وَنُصـــرَتي
وَأَن تَجعَلــي فَــوقي لِســانَكِ مِــبرَدا
ســُأوثِرُ بِــالمَعروفِ عِرضــي مِـنَ الأَذى
وَأَدنـــو مِــنَ المُعتَــرِّ أَن يَتَبَعَّــدا
مَعْنُ بنُ أَوْسٍ، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ فَحْلٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ وَالإِسْلامَ، وَكانَ مُعاوِيَةُ وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ يُقَدِّمانِهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّعَراءِ، وَلَهُ مَدائِحُ فِي جَماعَةٍ مِن الصَّحابَةِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ، وَكانَ يَعِيشُ فِي ضَيْعَةٍ قُرْبَ المَدِينَةِ، وَرَحَلَ إِلَى الشّامِ وَالبَصْرَةِ فِي تِجارَتِهِ، وَكُفَّ بَصَرَهُ فِي أَواخِرِ أَيّامِهِ.