
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمــرُكَ مــا أَدري وَإِنّــي لأَوجَــلُ
عَلــى أَيِّنــا تَغــدو المَنِيَـةِ أَوَّلُ
وَإِنّـي أَخـوكَ الدائَمُ العَهدِ لَم أَحُلُ
إِن اِبــزاكَ خَصـمٌ أَو نَبابِـكَ مَنـزِلُ
أُحـارِبُ مَـن حـارَبتَ مِـن ذي عَـداوَةٍ
وَأِحبِــسُ مــالي إِن غَرِمــتَ فأَعقِـلُ
وَإِن سـُؤتَني يَومـاً صـَفَحتُ اِلـى غَـدٍ
لِيُعقِــبَ يَــومٌ مِنــكَ آخِــرُ مُقبِـلُ
كَأَنَّــكَ تَشــفي مِنــكَ داءً مَسـاءَتي
وَسـُخطي وَمـا فـي رَيبَـتي مـا تَعَجَّلُ
لَحـى اللَـهُ مَـن سـاوى أَخاهُ بِعِرسِهِ
وَخَــدَّعَهُ حاشــاكَ إِن كُنــتَ تَفعَــلُ
وَإِنّــي عَلـى أِشـياءَ مِنـكَ تريبُنـي
قَـديماً لَـذو صـَفحٍ عَلـى ذاكَ مُجمِـلُ
سـَتَقطَعُ فـي الدُنيا إِذا ما قَطَعتَني
يَمينـــكَ فَــاِنظُر أَيَّ كَــفٍّ تَبَــدَّلُ
إِذا أَنـتَ لَـم تُنصـِف أَخـاكَ وَجَـدتَهُ
عَلـى طَـرَفِ الهِجـرانِ إِن كـانَ يَعقِلُ
وَيَركَـبُ حَـدَّ السـَيفِ مِـن أَن تَضـيمَهُ
إِذا لَـم يَكُـن عَن شَفرَةِ السَيفِ مَزحَلُ
وَكُنــتُ إِذا مـا صـاحِبي رامَ ظِنّـتي
وَبَــدَّلَ ســُوءاً بِالَّـذي كُنـتُ أَفعَـلُ
قَلَبــتُ لَـهُ ظَهـرَ المِجَـنِّ وَلَـم أَدُم
عَلــى ذاكَ إِلّا رَيــثَ مــا أَتَحَــوَّل
وَفـي النـاسِ إِن رَثَّـت حِبالُـكَ واصِلٌ
وَفـي الأَرضِ عَـن دارِ القِلـى مُتَحَـوَّلُ
فَلا تَغضــَبنَ قَــد تُســتَعارُ ظَعينَـةٌ
وَتُرســِلُ أُخــرى كُــلَ ذَلِــكَ يَفعَـلُ
إِذا اِنصَرَفَت نَفسي عَن الشَيءِ لَم تَكَد
عَلَيــهِ بِــوَجهٍ آخِـرَ الـدَهرِ تُقبِـلُ
مَعْنُ بنُ أَوْسٍ، مِنْ قَبِيلَةِ مُزَينَةَ، شاعِرٌ فَحْلٌ مُخَضْرَمٌ أَدْرَكَ الجاهِلِيَّةَ وَالإِسْلامَ، وَكانَ مُعاوِيَةُ وَعَبْدُ المَلِكِ بنِ مَرْوانَ يُقَدِّمانِهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ الشُّعَراءِ، وَلَهُ مَدائِحُ فِي جَماعَةٍ مِن الصَّحابَةِ مِنْهُمْ عَبْدُ اللهِ بنُ عَبّاسٍ وَعَبْدُ اللهِ بنِ جَعْفَرِ بنِ أَبِي طالِبٍ، وَكانَ يَعِيشُ فِي ضَيْعَةٍ قُرْبَ المَدِينَةِ، وَرَحَلَ إِلَى الشّامِ وَالبَصْرَةِ فِي تِجارَتِهِ، وَكُفَّ بَصَرَهُ فِي أَواخِرِ أَيّامِهِ.