
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَــا عَمْــرَ حُـمَّ فِرَاقُكُـمْ عَمْرَا
وَعَدَلْــتِ مِنَّــا النَّأْيَ وَالهَجْرَا
يَـا عَمْــرَ شـَيْخُكِ وَهْـوَ ذُو كَرَمٍ
يَحْمِــي الـذِّمَارَ وَيُكْرِمُ الصِّهْرَا
إِنْ كَــانَ هَـذَا السِّحْرُ مِنْكِ فَلَا
تَرْعَـــيْ عَلَـــيَّ وَجَــدِّدِي سِحْرَا
إِحْــدَى بَنِــي أَوْدٍ كَلِفْــتُ بِهَا
حَمَلَـــتْ بِلَا تِــرَةٍ لَنَـا وِتْـرَا
وَاللــهِ مَــا أَحْبَبْــتُ حُبَّكُــمُ
لَا ثَيِّبـــاً خُلِقَـــتْ وَلَا بِكْــرا
مَــا إِنْ أُقِيــمُ لِحَاجَــةٍ عَرَضَتْ
إِلَّا لِأُبْلِــــيَ فِيكُــــمُ عُــذْرَا
وَتَـــرَى لَهــَا دَلّاً إِذَا نَطَقَــتْ
تَرَكَـــتْ بَنَــاتِ فُــؤَادِهِ صُعْرَا
كَتَسـَاقُطِ الرُّطَـبِ الجَنِيِّ مِنَ الـ
ــقِـنْوَانِ لَا كَثْــراً وَلَا نَــزْرَا
وَمَقالَــةٍ فِيكُــمْ عَرَكْــتُ بِهَـا
جَنْبِــي أُرِيــدُ بِهَا لَكِ العُذْرَا
وَمُرِيــــدُ سـِرِّكُمُ عَــدَلْتُ بِــهِ
فِيمَـــا يُحَــاوِلُ مَعْـدِلاً وَعْـرَا
بِــالخَيْفِ مَنْزِلُهَــا وَمَســْكِنُهَا
وَتَحُــلُّ مَكَّــةَ إِنْ شــَتَتْ قَصـْرَا
مِــنْ أَجْلِهَــا حُبِسـَتْ رَكَائِبُنَـا
شــَهْراً تَجَــرَّمَ بَعْــدَهُ شــَهْرَا
وَإِذا هَمَمْــتُ بِرِحْلَـــةٍ جَزِعَــتْ
وَإِذَا أَقَمْنَــا لَــمْ تُنِـلْ نَقْرَا
إِنِّــي لَأَرْضَــى مَـا رَضِــيتِ بِـهِ
وَأَرَى لِحُسْـــنِ حَــدِيثِكُمْ شـُكْرَا
عُمَرُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أَبِي رَبِيعةَ، مِنْ بَنِي مَخزُومٍ إِحدَى بُطونِ قَبيلَةِ قُريشٍ، يُكنّى أَبا الخَطَّابِ، وُلِدَ فِي اللَّيلَةِ الّتِي تُوفِّيَ فِيها عُمرُ بنُ الخطّابِ رضيَ الله عنهُ فَسُمِّيَ باسْمِهِ، وهُوَ أَشْهَرُ شُعراءِ عَصْرِهِ فِي الغَزَلِ والنَّسِيبِ، وهُوَ مَنْ جَعلَ العَرَبَ تُقرُّ لِقُرَيشٍ بِالشِّعْرِ ولا تُنازِعُها فِيهِ، وجُلُّ شِعرِهِ فِي الغَزَلِ والتّشبيبِ بِالنِّساءِ، وقدْ نفاهُ عُمرُ بنُ عبدِ العَزيزِ إلى دُهلك حينَ رُفِعَ إليهِ أَنَّهُ يَتَعرَّضُ لِلنّساءِ الحَواجِّ ويُشبِّبُ بِهِنَّ، وقدْ عاشَ ثَمانينَ سنةً، فَتكَ مِنْها أَربَعِينَ سَنَةً، ونَسكَ أَرْبَعِينَ سنةً، فَقدْ تابَ وترَكَ قَولَ الشِّعرِ، ثُمّ غَزا فِي البَحرِ فاحْتَرَقَتْ السَّفينةُ بِهِ وبِمَنْ مَعَهُ، فَماتَ فِيها غَرقاً. وكانَتْ وفَاتُهُ حَوالَي سَنةِ 93 لِلْهِجْرَةِ.