
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ذِكــرُ الصــِبى وَمَراتِــعِ الآرامِ
جَلَبَـت حِمـامي قَبـلَ وَقـتِ حِمامي
دِمَـنٌ تَكـاثَرَتِ الهُمـومُ عَلَـيَّ في
عَرَصـــاتِها كَتَكــاثُرِ اللُــوّامِ
فَكَــأَنَّ كُـلَّ سـَحابَةٍ وَكَفَـت بِهـا
تَبكـي بِعَينَـي عُـروَةَ اِبـنِ حِزامِ
وَلَطالَمـا أَفنَيـتُ ريـقَ كَعابِهـا
فيهــا وَأَفنَـت بِالعِتـابِ كَلامـي
قَـد كُنـتَ تَهـزَءُ بِالفِراقِ مَجانَةً
وَتَجُـــرُّ ذَيلَــي شــِرَّةٍ وَعُــرامِ
لَيـسَ القِبابُ عَلى الرِكابِ وَإِنَّما
هُــنَّ الحَيــاةُ تَرَحَّلَــت بِســَلامِ
لَيتَ الَّذي خَلَقَ النَوى جَعَلَ الحَصى
لِخِفـــافِهِنَّ مَفاصــِلي وَعِظــامي
مُتَلاحِظَيــنِ نَســُحُّ مـاءَ شـُؤونِنا
حَـذَراً مِـنَ الرُقَبـاءِ في الأَكمامِ
أَرواحُنـا اِنهَمَلَـت وَعِشنا بَعدَها
مِـن بَعـدِ مـا قَطَرَت عَلى الأَقدامِ
لَـو كُـنَّ يَـومَ جَرَيـنَ كُنَّ كَصَبرِنا
عِنـدَ الرَحيـلِ لَكُـنَّ غَيـرَ سـِجامِ
لَـم يَـترُكوا لي صاحِباً إِلّا الأَسى
وَذَميــلَ دِعبِلَــةٍ كَفَحــلِ نَعـامِ
وَتَعَــذُّرُ الأَحــرارِ صـَيَّرَ ظَهرَهـا
إِلّا إِلَيــكَ عَلَــيَّ فَــرجَ حَــرامِ
أَنـتَ الغَريبَـةُ فـي زَمـانٍ أَهلُهُ
وُلِــدَت مَكــارِمُهُم لِغَيـرِ تَمـامِ
أَكثَـرتَ مِن بَذلِ النَوالِ وَلَم تَزَل
عَلَمــاً عَلـى الإِفضـالِ وَالإِنعـامِ
صــَغَّرتَ كُـلَّ كَـبيرَةٍ وَكَبُـرتَ عَـن
لَكَــــأَنَّهُ وَعَـــدَدتَ ســـِنَّ غُلامِ
وَرَفَلـتَ فـي حُلَـلِ الثَناءِ وَإِنَّما
عَــدَمُ الثَنـاءِ نِهايَـةُ الإِعـدامِ
عَيـبٌ عَلَيـكَ تُرى بِسَيفٍ في الوَغى
مـا يَصـنَعُ الصَمصـامُ بِالصَمصـامِ
إِن كـانَ مِثلُـكَ كانَ أَو هُوَ كائِنٌ
فَبَـــرِئتُ حينَئذٍ مِـــنَ الإِســلامِ
مَلِــكٌ زُهَــت بِمَكــانِهِ أَيّــامُهُ
حَتّـى اِفتَخَـرنَ بِـهِ عَلـى الأَيّـامِ
وَتَخــالُهُ سـَلَبَ الـوَرى أَحلامَهُـم
مِـــن حِلمِـــهِ فَهُـــمُ بِلا أَحلامِ
وَإِذا اِمتَحَنــتَ تَكَشـَّفَت عَزَمـاتُهُ
عَــن أَوحَــدِيِّ النَقـضِ وَالإِبـرامِ
وَإِذا ســَأَلتَ بَنـانَهُ عَـن نَيلِـهِ
لَـم يَـرضَ بِالـدُنيا قَضـاءَ ذِمامِ
مَهلاً أَلا لِلَّــهِ مـا صـَنَعَ القَنـا
فـي عَمـروُ حـابِ وَضـَبَّةَ الأَغتـامِ
لَمّــا تُحَكَّمَــتِ الأَســِنَّةُ فيهِــم
جـارَت وَهُـنَّ يَجُـرنَ فـي الأَحكـامِ
فَتَرَكتَهُـم خَلَـلَ البُيـوتِ كَأَنَّمـا
غَضــِبَت رُؤوســُهُمُ عَلـى الأَجسـامِ
أَحجــارُ نـاسٍ فَـوقَ أَرضٍ مِـن دَمٍ
وَنُجــومُ بَيـضٍ فـي سـَماءِ قَتـامِ
وَذِراعُ كُـــلِّ أَبــي فُلانٍ كُنيَــةً
حــالَت فَصـاحِبُها أَبـو الأَيتـامِ
عَهــدي بِمَعرَكَـةِ الأَميـرِ وَخَيلُـهُ
فـي النَقـعِ مُحجِمَـةٌ عَـنِ الإِحجامِ
يـا سـَيفَ دَولَةِ هاشِمٍ مَن رامَ أَن
يَلقــى مَنالَـكَ رامَ غَيـرَ مَـرامِ
صــَلّى الإِلَـهُ عَلَيـكَ غَيـرَ مُـوَدَّعٍ
وَسـَقى ثَـرى أَبَوَيـكَ صـَوبَ غَمـامِ
وَكَسـاكَ ثَـوبَ مَهابَـةٍ مِـن عِنـدِهِ
وَأَراكَ وَجــهَ شــَقيقِكَ القَمقـامِ
فَلَقَـد رَمـى بَلَـدَ العَـدُوِّ بِنَفسِهِ
فــي رَوقِ أَرعَـنَ كَـالغِطَمِّ لُهـامِ
قَــومٌ تَفَرَّســَتِ المَنايـا فيكُـمُ
فَـرَأَت لَكُـم في الحَربِ صَبرَ كِرامِ
تَـاللَهِ مـا عَلِـمَ اِمـرُؤٌ لَـولاكُمُ
كَيـفَ السـَخاءُ وَكَيـفَ ضَربَ الهامِ
أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب.الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة.ولد بالكوفة في محلة تسمى كندة وإليها نسبته، ونشأ بالشام، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب وعلم العربية وأيام الناس.قال الشعر صبياً، وتنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه.وفد على سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب فمدحه وحظي عنده. ومضى إلى مصر فمدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه، فلم يوله كافور، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه.قصد العراق وفارس، فمدح عضد الدولة ابن بويه الديلمي في شيراز.عاد يريد بغداد فالكوفة، فعرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، ومع المتنبي جماعة أيضاً، فاقتتل الفريقان، فقتل أبو الطيب وابنه محسّد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من سواد بغداد.وفاتك هذا هو خال ضبة بن يزيد الأسدي العيني، الذي هجاه المتنبي بقصيدته البائية المعروفة، وهي من سقطات المتنبي.