
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا نَفـسُ مـا هُـوَ إِلّا صـَبرُ أَيّـامِ
كَــــأَنَّ لَــــذَّتَها أَضـــغاثُ أَحلامِ
يـا نَفـسُ مـا لِـيَ لا أَنفَـكُّ مِن طَمَعٍ
طَرفــي إِلَيــهِ ســَريعٌ طامِـحٌ سـامِ
يـا نَفـسُ كـوني عَنِ الدُنيا مُباعِدَةً
وَخَلِّفيهـــا فَــإِنَّ الحَــقَّ قُــدّامي
يا نَفسِ ما الذُخرُ إِلّا ما اِنتَفَعتُ بِهِ
فـي القَبرِ يَومَ يَكونُ الدَفنُ إِكرامي
وَلِلزَمـــانِ وَعيـــدٌ فــي تَصــَرُّفِهِ
إِنَّ الزَمــانَ لَــذو نَقــضٍ وَإِبـرامِ
أَمّــا المَشــيبُ فَقَـد أَدّى نَـذارَتَهُ
وَقَـد قَضـى مـا عَلَيـهِ مُنـذُ أَعـوامِ
إِنّــي لَأَســتَكثِرُ الـدُنيا وَأُعظِمُهـا
جَهلاً وَلَـــم أَرَهـــا أَهلاً لِإِعظـــامِ
يــا ذا الَّــذي يَـومُهُ آتٍ بِسـاعَتِهِ
وَإِن تَــأَخَّرَ عَــن عــامٍ إِلـى عـامِ
فَلَــو عَلا بِــكَ أَقــوامٌ مَنــاكِبَهُم
حَثّــوا بِنَعشــِكَ إِســراعاً بِأَقـدامِ
فــي يَــومِ آخِــرِ تَوديــعٍ تُـوَدَّعُهُ
تُهــدى إِلـى حَيـثُ لا فـادٍ وَلا حـامِ
مـا النـاسُ إِلّا كَنَفـسٍ فـي تَقارُبِهِم
لَـــولا تَفـــاوُتُ أَرزاقٍ وَأَقســـامِ
كَـم لِاِبـنِ آدَمَ مِـن لَهـوٍ وَمِـن لَعِـبٍ
وَلِلحَـــوادِثِ مِـــن شــَدٍّ وَإِقــدامِ
كَم قَد نَعَت لَهُمُ الدُنيا الحُلولَ بِها
لَــو أَنَّهُـم سـَمِعوا مِنهـا بِأَفهـامِ
وَكَــم تَخَرَّمَــتِ الأَيّــامُ مِــن بَشـَرٍ
كــانوا ذَوي قُــوَّةٍ فيهـا وَأَجسـامِ
يـا سـاكِنَ الـدارَ تَبنيها وَتَعمُرُها
وَالـــدارُ دارُ مَنِيّـــاتٍ وَأَســقامِ
لا تَلعَبَــنَّ بِــكَ الـدُنيا وَخُـدعَتُها
فَكَــم تَلاعَبَــتِ الــدُنيا بِــأَقوامِ
يــا رُبَّ مُقتَصــِدٍ عَـن غَيـرِ تَجرِبَـةٍ
وَمُعتَـــدٍ بَعــدَ تَجريــبٍ وَإِحكــامِ
وَرُبَّ مُكتَســـِبٍ بِـــالحِلمِ واقِيَـــةً
وَرُبَّ مُســـتَهدِفٍ بِــالبَغيِ لِلرامــي
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.