
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل عَلـى نَفسـِهِ اِمرُؤٌ مَحزونُ
مــوقِنٌ أَنَّــهُ غَــداً مَـدفونُ
فَهــوَ لِلمَــوتِ مُسـتَعِدٌّ مُعَـدٌّ
لا يَصـونُ الحُطـامُ فيما يَصونُ
يا كَثيرَ الكُنوزِ إِنَّ الَّذي يَك
فيـكَ مِمّـا أَكثَرتَ مِنها لَدونُ
كُلُّنـا يُكثِـرُ المَذَمَّـةَ لِلـدُن
يــا وَكُــلٌّ بِحُبِّهــا مَفتـونُ
لَتَنالَنَّـكَ المَنايـا وَلَـو أَن
نَـكَ فـي شـاهِقٍ عَلَيكَ الحُصونُ
وَتَـرى مَن بِها جَميعاً كَأَن قَد
غَلِقَـت مِنهُـمُ وَمِنـكَ الرُهـونُ
أَيُّ حَــيٍّ إِلّا سَيَصــرَعُهُ المَـو
تُ وَإِلّا سَتَســـتَبيهِ المَنــونُ
أَيـنَ آباؤُنـا وَآبـائُهُم قَـب
لُ وَأَيـنَ القُرونُ أَينَ القُرونُ
كَم أُناسٍ كانوا فَأَفنَتهُمُ الأَي
يـامُ حَتّـى كَأَنَّهُم لَم يَكونوا
لِلمَنايــا وَلِاِبــنِ آدَمَ أَيّـا
مٌ وَيَــومٌ لا بُـدَّ مِنـهُ خَـؤونُ
وَالتَصــاريفُ جَمَّــةٌ غادِيـاتٌ
رائِحــاتٌ وَالحادِثـاتُ فُنـونُ
وَلِمَـرِّ الفَنـاءِ فـي كُـلِّ يَومٍ
حَرَكـــاتٌ كَـــأَنَّهُنَّ ســـُكونُ
وَالمَقـاديرُ لا تَناوَلُهـا الأَو
هـامُ لُطفاً وَلا تَراها العُيونُ
وَسـَيَجري عَلَيـكَ مـا كَتَبَ اللَ
هُ وَيَأتيــكَ رِزقُـكَ المَضـمونُ
وَسـَيَكفيكَ ذا التَعَـزُّزِ وَالبَغ
يِ مِـنَ الـدَهرِ حَـدُّهُ المَسنونُ
وَاليَقيـنُ الشـِفاءُ مِن كُلِ هَمٍّ
مـا يُثيرُ الهُمومَ إِلّا الظُنونُ
فـازَ بِالروحِ وَالسَلامَةَ مَن كا
نَـت فُضولُ الدُنيا عَلَيهِ تَهونُ
وَالغِنـى أَن تُحَسِّنَ الظَنَّ بِاللَ
هِ وَتَرضــى بِكُـلِّ أَمـرٍ يَكـونُ
وَالَّـذي يَملِـكُ الأُمـورَ جَميعاً
مَلِــكٌ جَــلَّ نـورُهُ المَكنـونُ
وَسـِعَ الخَلـقَ قُدرَةً فَجَميعُ ال
خَلــقِ فيهــا مُحَـدَّدٌ مَـوزونُ
كُـلُّ شـَيءٍ فَقَـد أَحاطَ بِهِ اللَ
هُ وَأَحصــاهُ عِلمُـهُ المَخـزونُ
إِنَّ رَأيـاً دَعا إِلى طاعَةِ اللَ
هِ لَـــرَأيٌ مُبــارَكٌ مَيمــونُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.