
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَجنّـى علَيْنـا طَيْفُهـا حيـنَ أُرْسِلا
وهَــلْ يتجَنّــى الحِــبُّ إلا ليَبْخَلا
يَعُــدُّ ولـم أُذْنِـبْ ذُنوبـاً كَـثيرَةً
تلَقَّفَهـــا مــنْ كاشــِحٍ أو تمَحّلا
ولــي هِمّــةٌ تـأبى وللحُـبِّ لوْعَـةٌ
أضــُمُّ علَيهـا القَلـبَ أن أتَنصـّلا
أتَحْســَبُ تلــكَ العامِريّــةُ أننـي
أَذِلُّ ويــأبى المَجْــدُ أن أتَـذَلّلا
وتَزْعُــمُ أنـي رُضـْتُ قَلـبي لسـَلْوَةٍ
إذاً لا أقـالَ اللـهُ عَثْـرَةَ مَنْ سَلا
أمَــا عَلِمَـتْ أن الهَـوى يَسـتَفِزُّني
إذا الرَّكْبُ منْ نَحوِ الجُنَيْنَةِ أقْبلا
وأرْتـاحُ للبَـرْقِ اليَمـاني صـَبابَةً
وأنْشـــَقُ خَفّــاقَ النّســيمِ تَعَلُّلا
حَلَفْــتُ لرَعْــيِ الــوُدِّ لا لِضـَراعَةٍ
يُكَلِّفُهــا الحُـبُّ الغَـويَّ المُضـَلَّلا
بصــُعْرٍ تَبــارَتْ فـي الأزِمّـةِ شـُمَّذٍ
تَــؤُمُّ بنـا فَجّـاً مـنَ الأرضِ مَجْهَلا
طلَعْــنَ بُـدوراً بـالفَلا وهْـي بُـدَّنٌ
وعُـــدْنَ كأشـــْباحِ الأهِلّــةِ نُحَّلا
عليهــنّ شــُعْثٌ مـن ذُؤابَـةِ غـالِبٍ
ضـَمِنْتُ لهُـمْ أن نَمسـَحَ الرُّكْنَ أوّلا
يُميـلُ الكَـرى منهـمْ عَمـائِمَ لاثَها
على المَجْدِ أيْدٍ تَخْلُفُ الغَيْثَ مُسْبِلا
فلَســْنا نَــرى إلا كَريمــاً يَهـزُّهُ
حُــداءٌ ســَرى عنــهُ رِداءَ مُهَلْهَلا
لَئِنْ صـافَحَتْ أخـرى على نأي دارِها
يَمينـي فلا سـَلَّتْ على القِرْنِ مُنصُلا
وقُلْـتُ ضـِياءُ المِلّـةِ اخْتَـطَّ عَزْمُـهُ
لهِمَّتِــهِ دونَ الســِّماكِيْنِ مَنْــزِلا
ولم يَتْرُكِ الضِّرْغامَ في حَوْمَةِ الوَغى
جَبانــاً ولا صــَوْبَ الغَمـامِ مُبَخَّلا
ولا اخْضـَرَّ وادِيـهِ علـى حينَ لا تَرى
مَـراداً لعِيـسٍ شـَفّها الجَدْبُ مُبْقِلا
فتًـى شـَرِقَتْ بالبِشـْرِ صـَفْحَةُ وَجْهِـهِ
كــأنّ عليهـا البَـدْرَ حيـن تَهلّلا
هـوَ الغَيْـثُ يُرْوي غُلّةَ الأرضِ مُسبِلاً
هو اللّيثُ يَحْمي ساحَةَ الغابِ مُشْبِلا
يُلاذُ بــهِ واليَــومُ قــانٍ أديمُـهُ
ويُـدعى إذا ما طارِقُ الخَطبِ أعْضَلا
لــهُ إمْـرَةٌ عنـدَ المُلـوكِ مُطاعَـةٌ
ورأيٌ بــهِ يَسـْتَقْبِلُ الأمـرَ مُشـْكِلا
كــأنّ نُجـومَ الأفـقِ يَتْبَعْـنَ أمْـرَهُ
فلَـوْ خالَفَتْهُ عادَ ذو الرُّمْحِ أعْزَلا
لَقًـى دونَ أدنـى شـأْوِهِ كـلُّ طـالِبٍ
وهـلْ غايَـةٌ ضـَمَّتْ حُبـارى وأجْـدَلا
فحَـــظُّ مُجــاريهِ إذا جَــدَّ جَــدُّهُ
علـى إثْـرِهِ أنْ يَملأَ العَيـنَ قَسْطَلا
أتـى العيـدُ طَلْـقَ المُجْتلى فتلَقَّهُ
بــوجْهٍ يَـروقُ النّـاظِرَ المُتَـأمِّلا
وضـَحِّ بمَـنْ يَطْـوي على الحِقْدِ صَدْرَهُ
فإنّـــكَ مَهْمــا شــِئتَ ولاّكَ مَقْتلا
وأَرْعِ عِتابــاً تَحْتَـهُ الـوُدُّ كـامِنٌ
مَســـامِعَ يَمْلأَْ الثّنـــاءَ المُنَخَّلا
أرى مَلَلاً حيــثُ التَفَـتُّ يُهيـبُ بـي
ومـا كُنـتُ أخْشى أن أُفارِقَ عنْ قِلى
فلَقَّيْتَنــي ســُوْءاً لَقيــتَ مَســرَّةً
وخَيَّبْــتَ آمــالي بَقيــتَ مُــؤمَّلا
أمِـنْ كَـذِبِ الواشـي وتَكْـثيرِ حاسِدٍ
إذا لـمْ يَجِـدْ قَـوْلاً صـَحيحاً تَقَوّلا
رَمَيْـتَ بِنـا مَرْمَـى الغريبـةِ جُنِّبَتْ
علـى غُلَّـةٍ تُـدْمي الجَوانِـحَ مَنهَلا
وأطْمَعْـتَ فـي أعْراضـِنا كُـلَّ كاشـِحٍ
يُجرِّعُــهُ الغَيْـظُ السـِّمامَ المُثمَّلا
وراءَكَ إنــي لســتُ أغْــرِسُ نَخْلَـةً
لأجْنــيَ منهــا حيـنَ تُثْمِـرُ حَنْظلا
أيَجْمُــلُ أنْ أُجْفــى فـآتيَ مُغْضـَباً
وتـأتيَ مـا لا تَرتَضـيهِ لنا العُلا
وأســهَرُ فــي مَـدْحي لغَيـرِكَ ضـَلّةً
وأدْعـو سـِواكَ المُنعِـمَ المُتطَـوِّلا
وكُـلُّ امْـرئٍ تَنْبـو بهِ الدّارُ مُطْرِقٌ
علـى الهُونِ ما لَمْ يَنوِ أنْ يتحوّلا
وهـا أنـا أزْمَعْـتُ الفِراقَ وفي غَدٍ
نَميـلُ بصـَدْرِ الأرْحَـبيِّ إِلـى الفَلا
فمَـنْ ذا الـذي يُهْدي إليكَ مَدائِحاً
كَمـا أسْلَمَ السِّلْكُ الجُمانَ المُفَصَّلا
بنَثْـرٍ يمُـجُّ السـِّحْرَ طَـوْراً وتـارَةً
بنَظْـمٍ إذا مـا أحْزَنَ الشِّعْرُ أسْهَلا
فمُصـْبَحُهُ يَجْلـو بـهِ الفَجْـرُ مَبْسِماً
ومُمْسـاهُ تُلْقـى عندَهُ الشّمْسُ كَلْكَلا
ونِعْـمَ المُحـامي دونَ مَجْـدِكَ مِقْوَلي
بـهِ أُلْقِمَـتْ قَسـْراً أعاديـكَ جَنْدَلا
بَقِيــتَ لمَـنْ يَبْغـي نَوالَـكَ مَلْجَـأً
ودُمْـتَ لمَـنْ يَرجـو زمانَـكَ مَـؤْئِلا
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).