
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا بــأبي مَـنْ حِيـلَ دونَ مَـزارِهِ
وقـد بِـتُّ أسْتَسـْقي الغَمامَ لِدارِهِ
عهِــدْتُ بِهـا خِشـْفاً أغَـنَّ كـأنّني
أرى بمَخَـطِّ النُّـؤْيِ مُلْقـى سـِوارِهِ
فلا بَرِحَـتْ تَسـري الرّيـاحُ مَريضـةً
بِهـا ويُحيّيهـا الحَيـا بانْهمارِهِ
وقَفْـتُ بِهـا نِضـْواً طَليحـاً وشَجْوُهُ
يُلــوّي عُــرا أنْســاعِهِ بهِجـارِهِ
ويَعْـذُلُني مـنْ غِلْمـةِ الحـيّ باسِلٌ
علـى شـيمَتَيْهِ مَسـْحةٌ مـنْ نِـزارِهِ
ويزْعُـمُ أنّ الحُـبَّ عارٌ على الفتى
أمـا علِمـوا أنـي رَضـيتُ بِعـارِهِ
كـأني غَداةَ البَيْنِ من دَهَشِ النّوى
صـَريعُ يَـدِ السـّاقي عَقيـرُ عَقارِهِ
فصــاحَ غُــدافيٌّ شــَجاني نَعيبُـهُ
يهُــزُّ جَنـاحَيْ فُرْقَـةٍ مـنْ مَطـارِهِ
بجِــزْعٍ بِطــاحيٍّ يَنــوشُ أراكَــهُ
مَهـاً فـي خَليطَـيْ أُسـْدِهِ ونِمـارِهِ
حَبَسْتُ بها العِيسَ المَراسيلَ أجْتَلي
علـى مُنْحَنـى الوادي عُيونَ صِوارِهِ
وأعْـذُلُ حَيّـاً مـنْ كِنانَـةَ خيّمـوا
بحيْـثُ شَكا الصّبُّ الطّوى في وِجارِهِ
وقــد مَلأَتْ عُـرْضَ السـّماوةِ أينُـقٌ
تلُــفُّ خُزامــى رَوضــِها بِعَـرارِهِ
أســـرَّهمُ أن الربيـــعَ أظلَّهــا
وجــرَّ بِهـا الكَلْـبيُّ فَضـْلَ إزارِهِ
وتحـتَ نِجـادي بـاتِرُ الحَـدِّ صارِمٌ
تَـدِبُّ صـِغارُ النّمـلِ فـوقَ غِـرارهِ
فَلَيّـاً بأعرافِ الجِيادِ على الوَجى
تَـزُرْهُ هَوادي الخَيْلِ في عُقْرِ دارهِ
ورِمّــةِ كَعْــبٍ إنّ مــالاً أُصــيبُهُ
لِجـاري وقـد يُعْشَى إِلى ضَوْءِ نارِهِ
ولَسـْتُ كمَنْ يُعْلي إِلى الهُونِ طَرْفَهُ
ولا يَرْكَــبُ الخَطّــيَّ دونَ ذِمــارِهِ
فقـدْ سـادَ جَسـّاسُ بـنُ مرَّةَ وائِلاً
بقَتْــلِ كُلَيْــبٍ دونَ لَقْحـةِ جـارِهِ
حَلَفْــتُ بمَحْبـوكِ السـّراةِ كـأنّني
أنـوطُ بـذَيْلِ الرّيـحِ ثِنْـيَ عِذارِهِ
وتلْمَــعُ فـي أعْلـى مُحيّـاهُ غُـرّةٌ
هـيَ الصُّبْحُ شَقَّ اللّيلَ غِبَّ اعْتِكارِهِ
وتَلْطِمُـهُ أيْـدي العَـذارى بخُمْرِها
إذا انتَظَـرَ السـّاري مَشـَنَّ غِوارِهِ
ويشـتدُّ بـي والرّحـحُ يلْثِـمُ نَحْرَهُ
إِلــى كــلِّ قِــرْنٍ للأسـنّةِ كـارِهِ
وتحــتَ القَنــا للأعْوَجيّـاتِ رنّـةٌ
بضـَرْبٍ يُطيـرُ الهـامَ تحـتَ شَرارِهِ
ويَزْجُرُهــا منــي أُشـَيْعِثُ يرْتَـدي
بـأبيضَ يُلقـي عنـهُ أعْبـاءَ ثارِهِ
لأَدَّرِعَــنَّ اللّيــلَ حــتى أُزيــرَهُ
أغَـرَّ يُناصـي الشـُّهْبَ يـومَ فَخارِهِ
إذا طاشـَتِ الأحْلامُ واسْتَرْخَتِ الحُبا
تفيّـــأَتِ الآراءُ ظِـــلَّ وَقـــارِهِ
وألْـوى بمَـنْ جـاراهُ حـتى كـأنّهُ
مُعنّـىً يُـداني خَطْـوَهُ فـي إسـارِهِ
وكيـفَ يُبـارَى فـي السّماحَةِ ماجِدٌ
مـتى يختَلِـفْ وَفْـدُ الرّياحِ يُبارِهِ
تعطّــفَ كهْلانُ بــنُ زَيــدٍ وحِمْيَـرٍ
علَيْـهِ فأرْسـى مَجْـدَها فـي قَرارِهِ
إلَيـكَ زَجَرْنـا يـا عَـديَّ بنَ مُهْرِبٍ
أَمُونــاً وصــَلْنا لَيلَـهُ بنَهـارِهِ
يُلِــمُّ بمَغْشــيِّ القِبـابِ ويَنثَنـي
حَقــائِبُهُ مَملــوءَةٌ مــنْ نُضـارِهِ
إذا السّنَةُ الشّهْباءُ ألْقَتْ جِرانَها
كَفَيْـتَ أبـا الأطْفـالِ عـامَ غِيارِهِ
وزارَكَ مــنْ عُلْيــا أميّـةَ مِـدْرَهٌ
تهــزُّ اللّيــالي سـَرْحَهُ لِنِفـارِهِ
ولولاكَ لم أخْبِطْ دُجى الليلِ بعدَما
أُعيـدَ قُمَيْـراً بَـدْرُهُ فـي سـِرارِهِ
وكـم مَهْمَـهٍ نـائي المُعـرَّسِ جُبْتُهُ
وذي مَــرَحٍ أنْضــَبْتُهُ فـي قِفـارِهِ
فجـاءَكَ منْهـوكَ العَريكَـةِ نـاحِلاً
وقـد فـارَقَ الجَرْعـاءَ مِلْءَ ضَفارِهِ
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).