
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَمُشـْبِلَةٍ شـَمْطاءَ تَبْكـي مِـنَ النَّوَى
وقَـد غَيَّبَـتْ عَـنْ غَابِها أَسَداً وَرْدا
وَتَحْــتَ حَبـابِ الـدَّمْعِ عَيْـنٌ رَويَّـةٌ
مِـنَ الـدَّمِ وَالأحشـاءُ مُضـْمِرَةٌ وَجْدا
إِذا طَـرَق الرَّكْـبُ العِراقـيُّ أرْضَها
بِحَيْـثُ تُظِـلُّ السـُّمْرُ مُقْرَبَـةً جُـرْدا
وَيَحمـي ذِمـارَ الجـارِ كلُّ ابْنِ حُرَّةٍ
يَكــادُ مِـنَ الإكـرامِ يُـوْطِئُهُ خَـدَّا
تَــولّتْ بِقَلْــبٍ يَســْتَطيرُ شــَرارُهُ
إِذا قَـدَحَتْ أَيْـدي الهُمومِ بِهِ زَنْدا
وَقَـالتْ نِساءُ الحَيِّ أَيْنَ ابْنُ أُخْتِنا
أَلا أَخْبِرونَــا عَنْـهُ حُيِّيتُـمُ وَفْـدا
رَعـاهُ ضـَمانُ اللـهِ هَـلْ في بِلادِكمْ
أَخْـو كَـرَمِ يَرْعَـى لِـذي حَسـَبٍ عَهْدا
فَــإِنَّ الّــذي خَلَّفْتُمــوهُ بِأَرْضـِكُمْ
فَـتىً مَـنْ رَأَى آبـاءهُ ذَكَرَ المَجْدا
أَبَغْـداذُ كَـمْ تُنْسـيهِ نَجْـداً وَأَهْلَهُ
أَلا خَـابَ مـن يَشْري بِبغْدادِكُمْ نَجْدا
فَـدَتْهُنَّ نَفْسـي لـو سـَمِعْنَ بِما أرى
رَمَـى كُـلُّ جِيـدٍ مِـنْ تنَهُّـدِها عِقْدا
أَلَسـْتُ مُقيمـاً فـي أُنـاسٍ وِدادُهُـمْ
يُشــابُ بِغِــلٍّ حيــنَ أَمْحَضـُهُمْ وُدّا
وَيَثْلِــمُ عِرْضـِي عِنْـدَهُمْ كـلُّ كاشـِحٍ
وَأَدْفَـعُ عَـنْ أَعْراضـِهِمُ أَلسـُناً لُدّا
وَأَنْصــُرُهُمْ وَالسـَّيْفُ يَـدْمَى غِـرارُهُ
وَأُخْـذَلُ فِيهـمْ وَهْـوَ يَعْتَنِقُ الغِمْدا
وَهُـمْ فـي غَواشـِي نَشْوَةٍ مِنْ ثَرائِهِمْ
وَلا خَيْـرَ في مَالٍ إِذا لَمْ يُفِدْ حَمْدا
فَمَـنْ لـي علـى غَـيِّ التَّمَنِّي بَصاحِبٍ
سَليمِ نَواحِي الصَّدْرِ لا يَحْمِلُ الحِقْدا
يَعُــدُّ الغِنَـى فَضْفاضـَةً ذاتَ رَفْـرَفٍ
وَصَمْصــامَةً عَضـْباً وَذا خُصـَلٍ نَهْـدا
وَلَـوْلا افْتِـراشُ الذِّئْبِ لِلْغَدْرِ صَدْرُهُ
لَمـا كُنْتُ أَتْلَو في مطالِبَها الأُسْدا
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).