
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا كُـلُّ مـا تَشـتَهي يَكونُ
وَالــدَهرُ تَصــريفُهُ فُنـونُ
قَـد يَعـرِضُ الحَتـفُ في حِلابٍ
دَرَّت بِـهِ اللَقحَـةُ اللَبـونُ
الصــَبرُ أَنجـى مَطـيِّ عَـزمٍ
يُطـوى بِـهِ السَهلُ وَالحُزونُ
وَالســَعيُ شـَيءٌ لَـهُ انقِلابٌ
فَمِنــهُ فَــوقٌ وَمِنــهُ دونُ
وَرُبَّمــا لانَ مَــن تُعاصــي
وَرُبَّمــا عَــزَّ مَــن يَهـونُ
وَرُبَّ رَهـــنٍ بِبَيــتِ هَجــرٍ
فيمِثلِــهِ تَغلَــقُ الرُهـونُ
لَـم أَرَ شـَيئاً جَـرى بِبَيـنٍ
يَقطَـعُ مـا تَقطَـعُ المَنـونُ
مـا أَيسـَرَ المُكـثَ في مَحَلٍّ
مـالَ إِلَيـهِ بِنـا الرُكـونُ
لا يَــأمَنَنَّ اِمــرُؤٌ هَــواهُ
فَــإِنَّ بَعـضَ الهَـوى جُنـونُ
وَكُــلُّ حيــنٍ يَخـونُ قَومـاً
أَيُّ الأَحـــايِينِ لا يَخـــونُ
إِذا اعتَرى الحَينُ أَهلَ مُلكٍ
خَلَــت لَـهُ مِنهُـمُ الحُصـونُ
كَـرُّ الجَديـدَينِ حَيـثُ كانا
مِمّـا تَفـانَت بِـهِ القُـرونُ
وَلِلبِلـــى فيهِــمُ دَبيــبٌ
كَـــأَنَّ تَحريكَـــهُ ســُكونُ
كَيــفَ رَضــينا بِضـيقِ دارٍ
أَم كَيـفَ قَـرَّت بِها العُيونُ
تَكَنَّفَتنــا الهُمـومُ مِنهـا
فَهُــنَّ فيــهَ لَنــا سـُجونُ
وَلَيــسَ يَجـري بِنـا زَمـانٌ
إِلّا لَـــهُ كَلكَـــلٌ طَحــونُ
وَالمَرءُ ما عاشا لَيسَ يَخلو
مِـن حـادِثٍ كـانَ أَو يَكـونُ
إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.