
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَظَلمـاءَ مِـن لَيـلِ التَّمـامِ طَوَيتُها
لأَلْقـى أَنـاةَ الخَطـوِ مِـن سَلَفَيْ سَعدِ
أُمَــزِّقُ جِلبــابَ الظَّلامِ كَمــا فَـرى
أَخو الحُزنِ ما نالَت يَداهُ مِنَ البُردِ
وَقَـد عَـبَّ فـي كـأسِ الكَرى كُلُّ راكِبٍ
فَمـالَ نَزيفـاً وَالجيـادُ بِنـا تَردِي
وَحَــلَّ عِقــالَ الوَجــدِ شـَوقٌ كَـأَنَّهُ
شـَرارَةُ مـا يَرفَـضُّ مِـن طَـرَفِ الزَندِ
وَأَوقَــرَ أَجفــاني دُمــوعٌ نَثَرتُهـا
عَلـى مِحمَلـي نَثرَ الجُمانِ مِنَ العِقدِ
فَلَــم يُبـقِ مِنّـي الحُـبُّ إِلّا حشاشـَةً
يُجاذِبنيهـا مـا أُعـاني مِـنَ الوَجدِ
وَظَميــاءَ لا تَجــزي المُحِــبَّ بِـوُدِّهِ
وَلِلَّـهِ مـا يُخفيـهِ مِنـهُ وَمـا يُبدي
وَتــوهِي مَريــراتِ العهـودِ خِيانَـةً
لِمُصـفي الهَوى راعي المَوَدَّةِ وَالعَهدِ
وَتَرتــاحُ لِلواشــي بــأُذنٍ سـَمِيعَةٍ
تَلَقَّـفُ مِنـهُ مـا يُنيـرُ وَمـا يُسـدي
وَتُنكِـرُ حَـتىّ لَيلَـةَ الجِـزعِ بِالحِمى
لَيالينـا بِالسـَّفحِ مِـن عَلَمَـيْ نَجـدِ
وَقَــد زُرتُهــا وَالبـاتِراتُ هَواتِـفٌ
بِنــا وَأَنـابيبُ الرُدَينيَّـةِ المُلْـدُ
وَذُقــتُ لَهـا أَسـتَغفِرُ اللَـهَ ريقَـةً
كَبَيضـاءَ قَـد شـيبَت بِحَمراءَ كالوَردِ
وَنِلـتُ حَـديثاً كـادَ يَغشـى مَـواقِفي
مِـنَ القُلَّـةِ الشـَّماءِ بالأَعصَمِ الفَردِ
وَلَمّـا اِفتَرَقنـا كـانَ مـا وَعَدَتْ بِهِ
سـَراباً وَمَـن بِالمـاءِ مِـن حَجَرٍ صَلْدِ
وَمِـن عَجَـبٍ أَن تُخلِـفَ العَهـدَ غـادَةٌ
أَبـي وَأَبوهـا مِـن بَني صادِقِ الوَعدِ
وَبِـالقَلبِ وَشـمٌ مِـن هَواها وَلَم يَكُن
لِيَمحُــوَهُ غَـدري حَيـاءً مِـن المَجـدِ
أَحِــنُّ إِلَيهــا وَالعُلَيمِــيُّ عـاذِلي
هُـذَيمُ أَفِـقْ مِـن مَنطِـقٍ حَزَّ في جِلدي
فَلَـولا ابنَـةُ السـَعيدِّ لَم يَكُ مَنزِلي
بِحَيـثُ العَـرارُ الغَـضُّ يَلتَفُّ بِالرَّندِ
وَلا هـــاجَ شــَوقي نَفحَــةٌ غَضــَوِيَّةٌ
غَـداةَ تَلَقَّتهـا العَرانيـنُ مِـن نَجدِ
وَمـن أَجلِهـا أُبـدي الخُضوعَ لِقَومِها
وَأَمحَضـــُهُم وُدِّي وَأُوطِئُهُـــم خَــدّي
وَلــي شــيمَةٌ عَسـراءُ تَـرأَمُ نَخـوَةً
تُحَلِّىـءُ سـَيفي عَـن مُضـاجَعَةِ الغِمـدِ
أبو المظفر محمد بن العباس أحمد بن محمد بن أبي العباس أحمد بن آسحاق بن أبي العباس الإمام.شاعر ولد في كوفن، وكان إماماً في اللغة والنحو والنسب والأخبار، ويده باسطة في البلاغة والإنشاء.وله كتب كثيرة منها تاريخ أبيورنسا, المختلف والمؤتلف، قبسة العجلان في نسب آل أبي سفيان وغيرها الكثير.وقد كانَ حسن السيرة جميل الأمر، حسن الاعتقار جميل الطريقة.وقد عاش حياة حافلة بالأحداث، الفتن، التقلبات، وقد دخل بغداد، وترحل في بلاد خراسان ومدح الملوك، الخلفاء ومنهم المقتدي بأمر الله وولده المستظهر بالله العباسيين.وقد ماتَ الأبيوردي مسموماً بأَصفهان.له (ديوان - ط).