
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى الشـِعبَ فـانظر دونَهُ هَل هَوَ الشِعبُ
وَذا السـرب فـانظُر عِندَهُ هَل هيَ العُرُبُ
فــأن أَنــتَ آنَســتَ الأَوانِـس فـاحتَرِز
لَهُـنَّ فَكَـم صـالَت عَلـى اللَتـم الصـَعب
وَحـد عَـن مَجـال اللَحـظِ بِـاللحظ إِنَّها
إِذا عاهَــدَت غَــدرٌ وَإِن ســالَمتَ حَـربُ
ظِبــاءٌ إِذا شـمنَ الظُـبى مِـن جُفونِهـا
تَعـوَّدَ قَبـلَ الضـَربِ فيها الفَتى الضَربُ
صـــَوارِم وَالألحـــاظُ مِنهــا صــَوارِم
فَهَــذي بِلا وَصــل وَهاتَيــك مـا تَنبـو
وَمــا دامَ ذاكَ الحــيُّ جــارٌ لِحَيِّنــا
فَـدونَ حِجـاب القَلـبِ مـا ضـَمَّت الحُجُـبُ
أَأَحبابنـــا فــي وَصــلِكُم وَبِعــادكم
رَجــاء وَخَــوف هــام بَينَهُمـا القَلـبُ
وَإِنّــي لألتَــذُّ التَجَنّــيَ فــي الهَـوى
واعتَــدُّ للأســعاف مــا سـاعف القَـربُ
عَلــى أَنَّــهُ لا يَــدخُل البَيـنُ بَينَنـا
فَتَعــذيبكم إِلّا بِــهِ فـي الهَـوى عَـذبُ
وَقَـد كُنـتُ أَعطَيـتُ الهَـوى فَصـل مَقودي
وَأَســخَطَت عَــذّالي فَهَــل رَضــي الحِـبُّ
إِلّا أَيهــذا الراكِــبُ المزمِــعُ الَّـذي
دَعـاهُ المُحَيّـا الطَلـقُ وَالموضِعُ الرَحبُ
أَراكَ رَجــوتُ العـرف مِـن حيـث تَرتَجـي
لَـهُ فَهَـداكَ العَـرف حَيـثُ اهتَدى الرَكبُ
عَلــى لاحـب لَـم يَعرِفـوا نَصـَبَ السـُرى
بِحَيــث ابـن مَحمـود حَميـد لَهُـم نُصـُبُ
بِحيـث الجَـواد الجعـد يَسـتَرفِد النَدى
بِمــا لَــم يَـرد معـن عَلَيـهِ وَلا كَعـبُ
بِحَيــث الأَميــر السـالميُّ الَّـذي غَـدَت
تَــذُلُّ لَــهُ صــَعَب الجَمــاجِمِ وَالقُضـُبُ
بِحيـث النَـدى لَـو جـادَت السـُحب جودَهُ
عَلــى الأَرضِ لَـم يـذكر بِسـاحتِها جـدبُ
وَيَحتَقِــر الهــول الَّــذي لَـو تَمَثَّلَـت
لَـهُ الأَرض حَربـاً مـا ثَنَـت شأوه الحَربُ
فَــتىً حَــلَّ مِــن قَحطــان مَجـداً تَلألأت
كــواكِبُهُ فاشــتاقها الشـَرقُ وَالغَـربُ
وَمـــا طيىـــء الأَجيــال إِلّا صــَواعِقٌ
لِـذا الفلـك الـدَوار وَهـوَ لَهـا قُطـبُ
وَآل أَبـــي الـــذَوّادِ حســبك أَنَّهُــم
إِذا اسـتَنفَروا حَـرب أَو انتَجَعـوا سُحُبُ
أَو اسـترفَدوا أَعطوا أَو استَغفِرواعفوا
أَو استُنهُضوا قاموا أَو استَصرَخوا هَبّوا
أَكفهـــم ســـبط وأَعراضـــِهِم حمـــىً
وَأَحلامهـــم طـــود وَأَمــوالهم نَهــبُ
وَأوجههـــم ســـعد وَلَكـــن ســيوفهم
إِذا امتَشــَقَت أَودَت بِســَطوَتِها الغُلُـبُ
شـــُموسٌ كـــأَنَّ الأَرضَ حَيـــثُ تَــدَبَّرَت
لَهــا أُفُــقٌ وَالشــَرقُ إِذ شـَرَقَت غَـربُ
لِشـــبّانِهِم حلــم الكهــول وَشــيبهم
عَلـى كُـل جَـد مُقبِـل فـي العُلـى رتـبُ
وَتلقــى المَعــالي وَالسـماحُ وَليـدَهم
فَيَسـمو كَمـا يَسـمو وَيَحبـو كَمـا يَحبو
وواسـِطة العقـد اليَمـانيِّ فـي النَـدى
حميــد بــن مَحمــود وَنـائِله العَـذبُ
أَيــا طيبـاً غَـوث العُفـاة دعـاكَ مَـن
مَــــوارده رتـــقٌ وَأَيَّـــامُهُ إِلـــبُ
وَمِـن كُـل مـا قَـلَّ امرىـء شـكر نِعمـة
حَــداه لِســان بِالثَنــا فيكِــم رَطـبُ
تَركـــتُ بِلادَ الشـــام رَهــن مَكــارِمٍ
أَضــاءَت لَهـا تِلـكَ السَباسـِبُ وَالهضـبُ
فَلَــو أَنَّهــا اسـطاعَت أَتَتـكَ وَأَهلِهـا
فَقَــد شـفها شـَوقاً إِلـى ربعـك الحُـبُّ
وَلَكِنَّهــا تَطــوي مِــن الشــَوقِ مُهجَـة
عَلــى زَفَــراتٍ مـا زَوَت نارَهـا تَخبـو
فَيَقـــدِم بِـــالمثنى إِلَيـــكَ هَدِيَّــةً
كَمـا يَتَهـادى الراتِـعَ المـاءُ وَالعُشبُ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.