
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خَليلـيَّ قَـد طـالَ الكَـرى بِكُمـا هُبّا
فَقَـد مَـرَّ ريعـان القطـا بِكُما سِربا
وَرَقَّـت حَواشـي اللَيـل واعتَلَت الدُجى
وَعــادَ النَـدى تنـدى مَـدامِعه صـَبّا
كَـأَنَّ السـُرى وَالصـُبحُ يَرقُـصُ بِالفَتى
فُـؤاد جَبـانٍ فـوجىء الخَوفُ وَالرُعبا
كَــأَنَّ السـَما خَرقـاء ضـوعف زَهرُهـا
فَفَــرَّت كمامـاً عَـن تَرائِبهـا كَربـا
أَثــائِرَة بِاللَيــلِ أَم هــوَ ثــائِرٌ
فَقَـد سـَلَّ فـي أَعلـى مَفـارِقِهِ عضـبا
أَطيـــف خَيــال العامِريّــة خَلِّنــي
فـأن المَعـالي ظـل أَقسـامها نَهبـا
وَرُبَّــة عســف كــان أَنجَــح لِلفَـتى
وَمـا عَزَّ أَنف اللَيثِ إِن لَم يَنَل غَصبا
وَقائِلَــةٍ مــا أَنـسَ لا أَنـسَ قَولهـا
وَقَـد نَثَـرَت مِـن جِفنهـا لؤلؤاً رَطِبا
عــذيرك مِــن مَفجوعَـة قَـد تَرَكتُهـا
لِصـَرف الـرَدى مِن غَيرِ جُرمٍ لَها نَصبى
أَمـا ملـك مِـن دونِ قُرواش في الوَرى
تَنـالُ بِـهِ مِـن عتـب أَيّامِـكَ العَتبا
فَقُلــتُ وَقَـد قـامَت وَأَطـراف جَفنِهـا
بردنـي وَدَمعـي مِثـلَ أَدمعهـا سـَكبا
ذرينــي أَشــِمُّ أَنـواءه ثُـمَّ كـاثِري
بِمالِـك حاشـا جـودِهِ القطر وَالسُحبا
هِمـام مَعـاذ اللَـهِ لَـو مـد العِـدى
إِلـى الشـَمسِ إِكراماً لَها لَزَهَت عُجبا
تَـرى حَـولَهُ بيـض اللَهـى وَدَمِ العِدى
وَســُمرَ العَـوالي وَالمُطَهَّمَـةَ القَبـا
تَلاقـي المَنايـا الحُمـرُ مِنـهُ مَنيَّـةً
وَتَجلوا الخُطوبُ الرَبد مِن نابِهِ خُطبا
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.