
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَســت فــي بَينِهـا الغُـداةَ بِلاحِ
ما عَلى النَفسِ في التُقى مِن جُناحِ
تَبعتهـــا أَرواحنـــا فَتَـــوَلَّت
بِقِطـــارٍ يُحَـــدى مِـــنَ الأَرواحِ
وَاِســتَقَلَّت يَـومَ النَـوى فرمتهـا
أَعيُـنُ القَـوم مِـن جَميع النَواحي
طرفهـــا ســائِف اللَــواحِظ رامٍ
رامـــح عامِـــلٌ بِكُــلِّ الســِلاحِ
أَقــرَح الــدَمع خَــدَّها فَرَأَينـا
خَمـــرَةً شَعشــَعَت بِمــاءٍ قِــراحِ
فترشــــفت ريقهــــا فَكَـــأَنّي
أَرشـَفُ الطَـلَّ مِـن رِيـاض الأَقـاحي
ثُـمَّ أَبـقَ النِجـادَ بِالضـَمِّ مِنهـا
فـي مَجـالِ الوِشـاح مِثـلَ الوِشاحِ
كُــلَّ يَـومٍ حـداتها تقصـد الـرَو
ضَ بِــرَوضٍ مِــنَ الوُجـوهِ الصـِباح
فَتَراهــن فــي الهَــوادِج يَلمَـع
نَ كَمِثــلِ الســُلافِ فــي الأَقـداحِ
إِنَّمــا هَــذِهِ العُيـونَ السـَقيما
ت بَلاء لِــذي القُلــوبِ الصــِحاحِ
لا يَغُرَّنــكَ ليــن صــَعَب قِيــادي
فَعَلـــى قَــدرِهِ يَلــوح جِمــاحي
كَـم هَـوىً قَـد تَرَكتِـهِ مِثـلَ سـَطرٍ
قَــد مَحـاه مِـن الصـَحيفَة مـاحي
وَظَلام قَطَعتُـــــــهُ بِظَليــــــمٍ
كَــوره قــائِم مَقــام الجَنــاحِ
فاجتَلَينـا بِنـور وَجـهِ أَبي القا
سـِم وَجـهَ المُنـى وَوَجـهَ الصـَباحِ
ثُــمَّ صــافحت أَنمُلاً نَشــأت بَــي
نَ صـــــَريرِ الأَقلامِ وَالأَرمــــاحِ
فَكَفــاني صــَرفَ الزَمــان بِكَــفٍ
عُجِنَـــت مِـــنَ مَكــارِمٍ وَســَماحِ
وُصـِلَت بِالنَـدى بَنـان أَبـي القا
ســِم قَبــلَ اتِّصــالِها بِــالراحِ
لا تَلُمـهُ فـي الجـودِ فالجود عضو
مِــن يَــدَيهِ فَمــالَهُ مِـن بَـراحِ
مَــرِحٌ بِــالنَوالِ نَشــوان مِنــهُ
إِنَّ لِلجـــود نَشـــوَة كـــالرّاحِ
فَهـوَ فـي سـَكرَةٍ مِـنَ الجودِ صَرفاً
لَيـسَ مِنهـا إِلـى القِيامَـةِ صاحي
لَــم يَخِــب ظَــنُّ آمِـلٍ فيـهِ إِلّا
أَن تَكـونَ الظُنـونَ غَيـرَ النَجـاحِ
لَـو أَتَتـهُ الرُكبانُ تَمتاحَهُ النَف
س وَحاشــاهُ مِنــهُ قـالَ امتـاحي
مـا رَأَينـا فـي الجودِ كاِبنِ عَليٍّ
أَحَــداً يَشــتَهي صــفاح الصـِفاحِ
وَيَـــزور الــوَغى بِطَــرفٍ حَيــيٍّ
أَن يُــرى هائِبــاً وَوَجــهَ وقـاحِ
وَيَـرِد الرايـاتِ مِـن الـدمِّ تَحكي
لَهَـب النـارِ فـي نَسـيم الرَيـاحِ
ثَــمَّ أَيــدٍ لَــهُ طُـوالٍ إِذا مـا
خَطَــرَت بِالرِمــاحِ مِثـلَ الرِمـاحِ
فـي قَبيـل تَراهُـم فـي مُتـونِ ال
خَيـلِ كَـالرِيشِ فـي مُتـونِ القِداحِ
سـَبطَة سـَمحة عَلـى المـالِ تَحكـي
فَيضــَها بِالســَماحِ قَبـلَ السـِلاحِ
فَهــوَ يَختــالُ بَيـنَ عِـرضٍ مَنيـع
مِــن مَقـال العِـدى وَمـالَ مُبـاحِ
مِــن أَيـاديهِ رائِحـات اغتَبـاقي
وَمِــنَ الغادِيـات مِنـهُ اصـطِباحي
مِنــهُ مــالي ورحلَــتي وَعـدادي
وَجُــــوداي وَحُلَّــــتي وَســـِلاحي
وَلَــهُ مُهجَــتي وَشــُكري وَنَشــري
وَاِعتِــدادي بِفَضــلِهِ وَاِمتِــداحي
دامَ فــي رفعـة وَفـي طيـب عَيـشٍ
يَسـحَبُ الـذَيلَ فـي التُقى وَالصَلاحِ
مــا دَجــى عَســكَر الظَلامُ وَوَلّـى
يَطلُـبُ الفَـرَّ مِـن جُيـوشِ الصـَباحِ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.