
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحِلـمُ أَولـى بِمَن شابَت ذَوائِبُهُ
وَالحَمـدُ أَحرى بِمَن دامَت تَجارِبُهُ
وَالمَرءُ مَن لَم يَضِق ذَرعاً بِنائِلِهِ
وَلا يَـرى الهَـول إِلّا وَهـوَ راكِبُهُ
فَــإِن تَعَــذَّرَ مطريــه وَمـادِحه
أَتــى إِلَيــهِ مرجِّيــهِ وَنـادِبُهُ
أَبـا العَلاء الَّـذي جَلَّـت مـآرِبُهُ
مِـن قبـل قَصـدي لَهُ دَرَّت سَحائِبُهُ
لَـولا المطهَّـر مـا تَهدي أَنامِلُهُ
إِلـى العُفاةِ يعافُ الشعر صاحِبُهُ
يَجـودُ بِـدءاً وَعـوداً قَبلَ تسأَلَهُ
فَـإِن سـَأَلتَ فَنَـل ما أَنتَ طالِبُهُ
إِن أَخلَف المُزنَ لَم تَخلِف أَنامِلُهُ
أَو أَمسِك الغَيثَ لَم تُمسِك مَواهِبُهُ
مبـاركُ الـوَجهِ مَيمـونُ النَقيبَةِ
وَهّـابُ الرَغيبَـة مَعـدومُ ضَرائِبُهُ
يُريـكَ في بدءآتِ الرأي أَحسَن ما
يـأتي بِـهِ بَعـدَ أَحـوالٍ عَواقِبُهُ
يـا كاتِباً جَرَتِ الأَقدارُ حينَ جَرَت
أَقلامُـهُ فـي الوَرى شاعَت مَناقِبُهُ
قَضـَت عَلى المالِ لِلعافي أَنامِلُهُ
كَمـا قَضـَت فـي أَعـاديهِ قَواضِبُهُ
وَواجِــد طرقــاً لِلحَمـدِ واصـِفُهُ
وَعــادِمٍ طُرُقــات الـذَمّ عـائِبُهُ
لا يَغفَـل الخَيـر مـا لاقيتَ غُرَّتُهُ
بِحَيــثُ حَـلَّ وَلا تَـدجو غَيـاكِهبُهُ
أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي. من كبار شعراء العرب، نعته الذهبي بشاعر وقته. مولده ومنشؤه في اليمن، وأصله من أهل مكة، كان يكتم نسبه، فينتسب مرة للعلوية وأخرى لبني أمية. وانتحل مذهب الاعتزال، وسكن الشام مدة، ثم قصد العراق والتقى الصاحب ابن عباد، وعاد فتقلد الخطابة بجامع الرملة، واتصل بالوزير المغربي فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي، قال الباخرزي: (وقصد مصر واستولى على أموالها، وملك أزمة أعمالها، ثم غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به، وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله). ونقل ابن خلكان عن كتاب مجهول في يوميات مصر خبر مقتله في في دار البنود بمصر، وكان يسجن فيها من يراد قتله، وذلك يوم 9 جمادى الأولى 416هـ. وفي (نضرة الإغريض) نوادر من أخباره، منها أن حسان الطائي أقطعه حماة لقصيدة قالها في مدحه. ولم يثبت ابن خلكان قصيدته المشهورة (حكم المنية في البرية جار) لأنها كما قال من القصائد المحدودة. قلت: والقصائد المحودة هي التي تصيب حافظها بالسبب الذي كتبت لأجله.