
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غَــرامٌ غَريــمُ الوَصــلِ فيـهِ مُماطِـل
وَصــَبرٌ لحلـيِ الجيـدِ بِالـدَمعِ عاطِـلُ
وَأَيّــامُ هَجــرٍ مِــن حَــبيبٍ مُغاضــِبٍ
عَهِــدناهُ أَيّــامَ الرِضـى وَهـوَ واصـِلُ
غَنـــيُّ جَمـــالٍ لا يَليـــنُ لِبـــائِسٍ
وَلا يَرحَــمُ المُشــتاقَ وَالـدَمعُ سـائِلُ
كـأَنَّ الثَـرى فـي المَحـلِ مُستَشـفعٌ بِهِ
لِيَرويَــهُ مِــن ســُحبِ جفنــيَّ وابِــلُ
فَيــا عــاذلي إِنّــي قُتِلــتُ تولّهـاً
فــإِن لُمتَنـي فيـهِ فَمـا أَنـتَ عاقِـلُ
سـَقى اللَـهُ دَهـراً كـانَ للشملِ جامِعاً
بِــهِ فَهَــل الرضــوانُ لِلجَمـعِ شـامِلُ
وَأقســـِمُ أَيمانـــاً بِحَـــقِّ مُحَمَّـــدٍ
لَقَــد أَوحشـتني مِنـهُ تِلـكَ الشـَمائِلُ
وَلَــولا اِشــتِغالي فـي مَـدائِحِ أَحمَـدٍ
وَآثــارِهِ مــا كـانَ لـي عَنـهُ شـاغِلُ
نَـبيِّ الهُـدى المُختـارِ مِـن آلِ هاشـِمٍ
فَعَــن فَخرِهِــم فَليُقصــِر المُتَطــاوِلُ
خَطيـب الهُـدى وَالسَيفِ وَالعَقلِ وَالنَدى
إِذا خرســَت فــي كُــلِّ حَفــلٍ مقـاوِلُ
فَقيـسٌ إِذا مـا قيـسَ فـي الرأيِ جاهِلٌ
لَــدَيهِ وَقُــسٌّ فــي الفَصــاحَةِ باقِـلُ
تَنَقَّــلَ فــي أَصــلابِ قَــومٍ تَشــَرَّفوا
بِـهِ مِثـلَ مـا لِلبَـدرِ تِلـكَ المَنـازِلُ
وَأَرســـَلَهُ اللَــهُ المُهَيمِــنُ رَحمَــةً
فَلَيــسَ لَــهُ فــي المُرسـَلينَ مُماثِـلُ
فَمــا تبلُــغ الأَشــعارُ فيـهِ وَمَـدحُهُ
بِــهِ نــاطِقٌ نَــصُّ الكِتــابِ وَناقِــلُ
نَعَــم إِنَّ فــي كَعــبٍ وَحَســّانَ أُسـوَةً
وَغَيرِهمــا فليهــنَ مــن هــوَ فاضـِلُ
فَهــاتِ فَــإِن يُسـعِدكَ بِالمَـدحِ مقـولٌ
فَإِنَّــكَ فــي ظِــلِّ الســَعادَةِ قــائِلُ
وَلــي إِن تَوَســَّلتُ الهَنــاء بِمَــدحِهِ
لأنّــــيَ مســـتجدٍ هُنـــاكَ وَســـائِلُ
لَــهُ معجــزاتٌ جــاوز الرمـلَ عَـدُّها
لخـــدمتها زَهــرُ الســَماءِ مواثِــلُ
لَقَــد جمـعَ الحفّـاظُ فيهـا وَأَطنَبـوا
لأنّ مَحَـــلَّ القَـــولِ لِلقَــولِ قابِــلُ
وَلا مِثـــلَ جمــع البَيهَقــيّ فَحُســنُهُ
تَقـــومُ لَـــهُ يَــومَ الفخــارِ دَلائِلُ
فَيـا رَبِّ بالإِحسـانِ فـي الخُلـدِ جـازِهِ
فَإِنَّـــكَ بالإِحســـانِ كـــافٍ وَكافِــلُ
وَعمِّـر سـِراجَ الـدينِ بـالنورِ وَالهدى
يُحـــاوِلُ إِطفــاءَ الــرَدى وَيصــاوِلُ
وَلا زالَ شـــَيخُ المُســـلمينَ مســلَّماً
يجـــدِّلُ أَعـــداءً لَهُـــم وَيُجـــادِلُ
إِمـامٌ لَـهُ فـي طـالبي العلـم راحـة
عَلــى أَنَّهـا مـا أَتعبتَهـا الفَواضـِلُ
وَلَو لَم تُجار السحب في العلم وَالنَدى
أَيــاديهِ لَـم تعقـد عَلَيهـا الأَنامـلُ
فَيـــا رَبّ عاملنــا بِلطفــكَ إِنَّنــا
نَــرى بِجَميـل الظَـنّ مـا أَنـتَ فاعِـلُ
أَعــذنا مِـنَ الأَهـواء وَالفِتَـن الَّـتي
أَواخرهـــا تــوهي القــوى وَالأَوائِلُ
وَصـــلّ عَلــى خَيــرِ الأَنــام وآلــه
وَســـَلّم وبـــارِك كُلَّمـــا آب آفــلُ
أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر.من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث.ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره.وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل.تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط )، و(لسان الميزان-ط) تراجم، و(ديوان شعر-ح )، و(تهذيب التهذيب-ط )، و(الإصابة في تمييز الصحابة-ط ) وغيرها الكثير.