
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـــَبٌّ لِلقيـــاكَ بالأَشــواق معمــودُ
فَقيــدُ صــَبرٍ عَــن الأَحبــاب مَفقـودُ
نــاءٍ عَــن الأَهــلِ والأَوطـان مُغتَـرِبٌ
وَواجِــدٌ مـا لَـهُ فـي الصـَبر مَوجـودُ
مُتَيّــمٌ قَـد بَكـى بَعـدَ الـدُموع دَمـاً
كَأَنَّمــا هــوَ فــي عينيــه مَقصــودُ
النـــارُ ذاتُ وَقــودٍ فــي جَــوانِحِهِ
شــَوقاً وَفــي خَــدِّهِ لِلــدمع أخـدودُ
يـا مُخجـلَ الشـمسِ بالإِشـراق إِنَّ فَـتىً
طلعـــتَ فــي داره يَومــاً لمســعودُ
أَســرتَ قَلـبي وَقَـد حُجِّبـتَ عَـن بَصـري
تيهــاً فَكــانَ لَــهُ بِـالقُرب تَبعيـدُ
وبِنــتَ عنّــي فَطَرفــي فــي مجاهـدة
مَــع الــدموع وَقَلــبي منـك مَجهـودُ
وَقَــد تَطــابق حـالُ الصـبّ مِـن حـزَنٍ
فَـــدَمعُهُ مُطلَـــقٌ وَالقَلــب مصــفودُ
وَالطَيـفُ مـا زارَ إِذ بابُ الزِيارة من
فــرطِ السـهاد بِفَتـحِ الجفـن مَسـدودُ
أَبيـتُ أَرعـى النُجـومَ الزُهـرَ أحسـبه
فيهــا إِلـى أَن حلا لـي فيـهِ تَسـهيدُ
وَكَــم أَعــدّدُ حُزنــاً إِذ أعــدُّ لَــهُ
أَيّــامَ هجــر فَــدَهري فيــهِ تَعديـدُ
أَحبابَنـا عبِثَـت أَيـدي السـقام بِنـا
مِــن بعــدكم فَبماضـي ودّنـا عـودوا
إِن لَـم يجـد رَوضُ ذاكَ الوَجه لي بِجَنىً
فَلَيــتَ لــي أَنَّ مـاء الثغـر مـورودُ
أَو كــانَ صــَبري عَـن قَلـبي لِبُعـدكُمُ
مخرَّجـــاً ليــت أَنَّ النــوم مَــردودُ
أَو كــانَ دهــريَ مَــذموماً لفرقتكـم
فَـــإِنّ قَصـــدي لإِســـماعيلَ مَحمــودُ
الأَشـرَفِ الملـكِ بـنِ الأَفضـَلِ بِـن عَلـي
يِ بــنِ المؤيِّــدِ حـامي المُلـكِ داودُ
المانِــحُ الفَضـلَ صـَفواً فَيـضُ راحتِـهِ
وَالغَيــثُ إِن جــادَ تَعبــانٌ وَمكـدودُ
وَالمـانِعُ السـرحَ حيث الأَرضُ من دم من
عــاداهُ فــي خَـدِّها المغَـبرّ تَوريـدُ
وَالنَقــعُ ثـار دُخانـا وَالظُبـا شـَرَرٌ
وَمــا ســوى حطــبِ الأَجســام مَوقـودُ
نـام الرَعايـا وَقَلـبُ البَرق يَخفق من
رعــب بِــه وبطــرف النجــم تسـهيدُ
وأمّنَتهــم مِــنَ الآفــات طلعــة مـن
أَضـــحى وطــالعه بِالنصــر مســعودُ
وَقـالَ داعـي الندى في الناس حيّ عَلى
خَيــر الصــِلات فَــإِنّ الـوقت مَشـهودُ
وَقَـد نـاعي العـدا في الحال مبتدراً
يَقـول فـي الفقـر يـا أَعداءَه بيدوا
ســُلَّت رؤوســهم بــالرعب مِــن أَمَـدٍ
وَطــرفُ مُرهَفِــهِ فــي الجفـن مَغمـودُ
وَمظلــمُ النَقــعِ مِـن إِشـراق طلعتـه
منـــوِّر وَلَــهُ فــي الأُفــق تَصــعيدُ
إِن قال صِدنا الثنا في السلم من كرمٍ
فَمـا يقـال لنـا في الحَرب قل صيدوا
أَو قـال سُدنا الوَرى بيضَ الوجوه فَما
أَلــوانُ أَوجـهِ أَعـدانا فَقـل سـودوا
عَلـى التقـى وَالنَـدى والحلـم مقتصرٌ
فــأعجب لمقصــور شـيءٍ وَهـوَ مَمـدودُ
وَفَصـلِ حُكـمٍ وَصـِدقٍ فـي الوعـودِ فَهَـل
عَلِمتـــــــم أَنَّ إِســــــمعيل داودُ
بعُظــم عزّتــه الــدنيا تَعِــزُّ فَيـا
زبيــد مِنــه هَنـاكِ العـدل وَالجـودُ
إِن يَجهـل القاصـِدُ المَعـروفَ مِـن ملكٍ
ســواه فــالعُرفُ مِـن نُعمـاه مَعهـودُ
مَخايــلُ الجــودِ لاحَــت يَـومَ مولـده
فـي وَجهـه قبـل مـا تقضـى المَواليدُ
اِستَســقِ يمنـاه يـا مـن قَـلَّ ناصـرُهُ
فــأَنتَ مِـن جـود تِلـكَ الكَـفِّ منجـودُ
وَاِطــرُد همومــك إِن يُحلِلــكَ نـاديَه
بِالسـعد فَـالعَكسُ فـي نـاديه مَطـرودُ
قَــد أمّــن الكـون مِـن خَـوف ونـوّره
أَبنــاؤهُ الغــرّ أَو آبــاؤُهُ الصـيدُ
وَقَــد تعلّــى عَلــى بهــرامَ منزلـة
وَفــاقَ ملكــاً فَمــا كسـرى وإفريـدُ
وَقلَّـــدَتنا أَيـــاديه حلــىً فَشــدا
بِالمَــدحِ مِنّــا لَــهُ عِلــمٌ وَتَقليـدُ
وَفســـــَّرَت لأمانينــــا مَكــــارِمه
وَلاِبــن عَبّــاسَ فـي التَفسـير تَجويـدُ
يــا مالِكـاً مُلكُـهُ العـالي بِسـؤدده
موطـــأٌ وَلَـــهُ بِالعَـــدل تَمهيـــدُ
يــا مـن تطـوَّل جـوداً هـا بَضـائِعُنا
عــرضَ المــدائح وَالتَقصــير مَوجـودُ
إِلــى علاك قطعــتُ البحــر فـي سـفرٍ
يُواصــِل القَلــب دأبـاً فيـهِ تَنكيـدُ
حُرِمــتُ لــذّةَ عَيشــي إِذ حللــت بِـهِ
وَبـــان عَنّـــي مَحبـــوب وَمـــودودُ
وَأَســكَرَتني كــؤوسُ الهـمّ فيـهِ ومـن
أَمــواجِهِ الرَقــصُ فينـا وَالعَرابيـدُ
وَفُطِّــرَ القَلــب مَمّـا صـام عَـن فـرح
فيــهِ وَيَــومَ أَرى ناديــك لـي عيـدُ
نظـرتَ نَحـوي بعيـن العطـف مـن كـرمٍ
فَاِسـمع مَـديحاً لَـهُ فـي الصدق تَوكيدُ
إِن كُنـتُ بِالحُسـنِ لَـم أُطلِـق قَـوافيَهُ
فَبــالكلال لِــذِهني اليــوم تَقييــدُ
وَفكرتــي عَقِمَــت مِمّــا لَقيــتُ فَلَـم
يُنتَـج لَهـا مِثـلَ مـا أَرضـاهُ تَوليـدُ
ولطــفُ خيــرك لِلعـافي الغَريـب لَـهُ
فــي الأَرضِ سـَيرٌ وَفـي الآفـاق تَخليـدُ
طَـوِّق بِحلـي النَـدى عُنقـي يَكُن لَكَ مِن
نظمــي وَســَجعي عَلـى الأَوراقِ تَغريـدُ
وَدم مَليكــاً عَلــى الجـدّ ترتـع فـي
رَبيــع عــدلك شـاةُ القَـوم وَالسـّيدُ
أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر.من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث.ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره.وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل.تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط )، و(لسان الميزان-ط) تراجم، و(ديوان شعر-ح )، و(تهذيب التهذيب-ط )، و(الإصابة في تمييز الصحابة-ط ) وغيرها الكثير.