
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
المُلـــكُ أَصــبَحَ ثــابتَ الآســاسِ
بِالمُســـتَعين العــادِل العَبّــاسِ
رَجعَــت مَكانَــةُ آل عـمّ المُصـطَفى
لمحلّهــا مِــن بعــدِ طـول تنـاسِ
ثـاني رَبيـع الآخَـرِ المَيمـونِ فـي
يَـــوم الثُلاثــا حُــفَّ بِــالأَعراسِ
بِقُــدوم مهــديّ الأَنــامِ أَمينهـم
مـــأمون عيــبٍ طــاهِر الأَنفــاسِ
ذو البَيت طاف بِهِ الرَجاء فَهَل تَرى
مِــن قاصــِدٍ مــتردّد فـي اليـاسِ
فــرعٌ نمـا مـن هاشـِم فـي روضـةٍ
زاكــي المنــابتِ طيّــب الأَغـراسِ
بِالمُرتَضــى وَالمُجتَـبى وَالمشـتَري
لِلحمــد وَالحــالي بِـهِ وَالكاسـي
مِـن أسـرةٍ أَسـروا الخطوب وَطهِّروا
مِمّـــا يغيّرهـــم مِــن الأدنــاسِ
أُسـدٌ إِذا حَضَروا الوَغى وَإِذا خلوا
كــانوا بِمَجلِســِهِم ظبــاءَ كِنـاسِ
مِثـلُ الكَـواكِب نـورُهُ مـا بينهـم
كالبَــدرِ أَشــرَق فـي دُجـى الأَغلاسِ
وَبِكَفِّـــهِ عِنـــدَ العَلامَــةِ آيَــةٌ
قَلَــمٌ يُضــيءُ إِضــاءَة المقبــاسِ
فلبشـــره لِلوافِـــدين بِباســـِم
يــــــدعى وَلِلإِجلال بِالعبّـــــاسِ
فالحَمــدُ لِلَّــه المُعــزِّ لــدينه
مِـن بعـد مـا قَـد كـان فـي إِبلاسِ
بِالســّادةِ الأُمـراء أَركـان العلا
مِــن بَيــن مـدرك ثـأره وَمواسـي
نَهَضـوا بِأَعبـاء المَناقِب واِرتَقوا
فـي مَنصـِب العليـا الأَشـمِّ الراسي
تَرَكـوا العدى صَرعى بمعتَرَكِ الرَدى
فــاللَّه يحرســُهم مِــن الوسـواسِ
وَإِمــــامُهم بِجَلالِــــهِ مُتَقَـــدِّمٌ
تَقـديم بِسـم اللّـه فـي القرطـاسِ
لَــولا نظـامُ الملـك فـي تَـدبيرهِ
لَـم يَسـتَقِم فـي المُلك حال الناسِ
كَـم مِـن أَميـرٍ قَبلَـهُ خطَـبَ العلا
وَبجهــــده رجعَتــــه بـــالإِفلاسِ
حَتّــى إِذا جـاء المَعـالي كفؤُهـا
خضــعت لَـهُ مِـن بعـد فـرط شـِماسِ
طـاعَت لَـهُ أَيـدي الملـوك وَأَذعَنَت
مِــن نيـل مصـر أَصـابع المقيـاسِ
وَأَزال ظُلمـــاً عــمّ كــلّ معمّــم
مِــن ســائِرِ الأَنــواع وَالأَجنــاسِ
فَهـوَ الَّـذي قَـد رَدَّ عَنّا البؤس في
دهــرٍ بِــهِ لَــولاه كــلّ البــاسِ
بِالخــاذِلِ المــدعوّ ضــدَّ فعـاله
بِالناصـــرِ المُتَنـــاقِض الآســاسِ
كَــم نِعمَــة لِلَّــهِ كــانَت عنـده
وَكأَنَّهـــا فـــي غربــة وَتنــاسِ
مــا زالَ سـِرُّ الشـَرِّ بَيـنَ ضـلوعهِ
كالنـــار أَو صـــحبَتهُ للأَرمــاسِ
كَــم ســَنَّ ســَيّئَةً عَلَيـهِ إِثامُهـا
حَتّــى القِيامــة مـا لـه مِـن آسِ
مَكـــراً بَنــى أَركــانَهُ لكنّهــا
لِلغَــدرِ قَــد بنيـت بِغَيـرِ أَسـاسِ
كــلّ اِمــرئٍ يَنسـى ويـذكر تـارَة
لكنّـــه لِلشـــرّ لَيـــسَ بِناســي
أملــى لَــهُ رَبُّ الـوَرى حَتّـى إِذا
أَخَــذوهُ لَــم يفلِتـهُ مُـرُّ الكـاسِ
وَأَدالنــا مِنــهُ المَليـك بِمالِـك
أَيّـــامُهُ صـــَدرت بِغَيــر قِيــاسِ
فاِستَبشــَرَت أُمُّ القُـرى وَالأَرضُ مِـن
شـــَرقٍ وَغــرب كالعُــذَيبِ وَفــاسِ
آيــات مجــدٍ لا يُحــاوِل جَحــدَها
فـي النـاس غَيـر الجاهِـل الخنّاسِ
وَمنـاقبُ العبّـاس لَـم تُجمَـع سـِوى
لِحَفيــده ملــك الــوَرى العبّـاسِ
لا تُنكِـــروا لِلمُســتَعين رِئاســَةً
فـي المُلكِ مِن بعد الجَحودِ القاسي
فَبَنـوا أميّـة قَـد أَتـى مِن بَعدِهِم
فـي سـالِف الـدنيا بَنـو العبّـاسِ
وَأَتــى أَشــَجُّ بَنـي أُميَّـةَ ناشـِراً
لِلعَـدلِ مِـن بَعـدِ المـبيرِ الخاسي
مَـولايَ عَبـدُك قَـد أَتـى لـك راجِياً
منــك القَبـولَ فَلا يَـرى مِـن بـاسِ
لَــولا المَهابَــةُ طُــوِّلَت أَمـداحُهُ
لَكِنَّهــــا جـــاءَتهُ بِالقســـطاسِ
فَــأَدامَ رَبُّ النــاس عِـزَّك دائِمـاً
بِــالحَقّ مَحروســاً بــربِّ النــاسِ
وَبقيــت تَســتمع المَديـح لِخـادم
لَــولاك كـانَ مِـن الهُمـوم يُقاسـي
عَبــدٌ صــَفا وُدّاً وَزمــزم حاديـاً
وَسـَعى عَلـى العينيـن قبـلَ الراسِ
أَمـــداحُهُ فــي آل بَيــت مُحمَّــدٍ
بَيــنَ الــوَرى مســكيّةُ الأَنفــاسِ
أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني أبو الفضل شهاب الدين بن حجر.من أئمة العلم والتاريخ أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة، ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث.ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ، وعلت شهرته فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره.وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارِفاً بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين صبيح الوجه، وولي قضاء مصر عدة مرات ثم اعتزل.تصانيفه كثيره جليلة منها: (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة-ط )، و(لسان الميزان-ط) تراجم، و(ديوان شعر-ح )، و(تهذيب التهذيب-ط )، و(الإصابة في تمييز الصحابة-ط ) وغيرها الكثير.